الطب هو عالم واسع دائم التطور على مر السنوات ، وفي ضوء نجاح أول عملية زراعة وجه كامل في العالم، سنلقي نظرة في هذا المقال على موقعنا على بعض من أغرب العلاجات والإجراءات في تاريخ الطب التي اتبعها الأطباء حول العالم. لكن قبل كل شيء عليك أن تعلم أن ما سنذكره في هذا المقال ليس بديلاً عن المشورات الطبية المهنية.
حقنة دخان التبغ
حتى وقت قريب كان التبغ يعتبر مفيداً وفعالاً في معالجة بعض الآلام الرئيسية بما فيها آلام الأمعاء , ولأجل ايصال دخان التبغ مباشرة للموضع المطلوب , قام الأطباء بتطوير جهاز يتضمن غرفة احتراق ومنفاخ حيث يوفر للمرضى تناول مباشر لدخان التبغ عبر المستقيم , وكان ينبغي ان يساعد ذلك في محاربة الطفيليات المعوية والمغص، وفي القرن الثامن عشر تم استخدام حقن التبغ كأداة اسعاف أولية لإنقاذ الغرقى الغائبين عن الوعي باعتبار أن دخان التبغ كان مادة محفزة ومعيدة للنشاط العام
ابر حادة وسكاكين لعلاج “إعتام العين”
أستعمل أطباء أوروبا في العصور الوسطى، أدوات حادة كالسكين أو الإبر، لعلاج إعتام العين أو الساد، فيدفع الجراح بالإبرة من خلال قرنية المريض ويواصل الدفع حتى ينتزع عدسة العين المصابة، لكن لسوء الحظ بعد كل هذا الألم، كانت أغلب تلك العمليات تبوء بالفشل، ويخسر المريض نظره نهائيا.
بعد وصول الأدوات العربية إلى أوروبا، زادت نسبة نجاح تلك العمليات بنسبة كبيرة، فقد كانت تمتعت الإبر العربية بفوهة صغيرة تعمل كماصة، لانتزاع عدسة العين المتضررة، دون إحداث أذى بأجزاء أخرى.
حزام العفة في مجال الطب القديم
النظريات والممارسات الطبية المريبة المنتشرة قديماً لم تكن تطبق حصراً على المرضى وإنما أيضاً على الأصحاء , ففي بداية القرن الثامن عشر نمى لدى الأطباء الأوروبيين نوع من الهستيريا ضد العادة السرية , حيث اعتقدوا آنذاك بأن ممارسة العادة السرية قد تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض كالسرطان والسل وتلف النسيج الدماغي.
لذلك أَجبر بعض الأهالي الصارمين أولادهم على ارتداء أحزمة العفة لمنع اي لمس أو اتصال مباشر مع الأعضاء التناسلية , وفي طريقة أخرى لجأ بعضهم إلى تكبيل أيدي أبنائهم خلال الليل مما سبب لهم لاحقاً أضرار نفسية كبيرة.
جراحة في فصوص المخ
هذه اسوء انواع العلاج التي استخدمت لشفاء العديد من الامراض والناس كانوا يعتقدون انها فعالة. في الواقع كانت تؤدي الى موت العديد من المرضى او اعتمادهم الكلي على عائلاتهم. اشتهرت ما بين 1920 الى 1950 حتى ان وصلت الى حد 50 عملية في اليوم بعض الاطباء استخدم مخرز الثلج للعمليات. والعملية كناية عن عمل ثقب في مقدمة الجمجمة وازالة بعض من غشاء الدماغ.
الحجامة الصينية في الطب القديم
أول توثيق لاستخدام الحجامة يعود الى 1000 قبل الميلاد والطريق المتداولة عبارة عن وضع نار داخل زجاجة ولسقها على الجلد مما يحدث فراغ تنطفئ بعدها النار في ثوان. يحدث ذلك قوة شفط على الجلد وفي بعض الاحيان يشقق الجلد لشفط الدم. تترك الاكواب الزجاجية لمدة عشرين دقيقة ويمكن استخدام حتى 12 كوب في نفس الوقت. لايوجد دليل علمي على فعلية هذا العلاج ولاكن العديد من الناس يشعر براحة بعده.
العلاج بالكهرباء في عالم الطب
استخدم الكهرباء طبيب نفسي ايطالي في العام 1938 ظنناً منه انه اذا صعق المرضى بالكهرباء يمكن ان يشفوا من امراض الاعصاب. يقال ان الفكرة خطرت له من عملية صعق الحيوانات بالكهرباء قبل ذبحها حتى لا تشعر بالألم. العديد من الاطباء لا يزالون يعتقدون ان صعق الكهرباء يؤدي الى اعادة تنظيم الدماغ وبذلك تحل المشكلة تماما كما تعيد تشغيل جهاز الحاسوب لتصحيح مشكلة ما. لم تعد هذه الطريقة تستخدم اليوم الا كحل أخير.
العلاج بالملاريا
للوهلة الاول ظننت انه علاج للملاريا ولاكنه في الواقع استخدام للملاريا لرفع درجة حرارة الجسم عالياً لعلاج مرض الزهري (Syphilis). لم يكن هناك علاج لمرض الزهري عند انتشاره الى ان خطر لـ واجنير-جوريج (Wagner-Jauregg) فكر عبقرية وهي علاج المرضى عن طريق ايصال عدوى الملاريا لهم! عندما ترتفع درجة الحرار ويصاب الانسان بالحمى، يتخلص من مرض الزهري. طبعاً كان هناك علاج لمرض الملاريا في تلك الفترة وقد فاز هذا العالم بجائزة نوبل لابتكاره هذا العلاج الفعال والذي استخدم الى ان اكتشف البنسلين.
حساء قضيب النمر
يأخذ البعض في الدول الآسيوية مقولة ”أنت تشبه ما تأكله“ بشكل جدي للغاية. لآلاف السنين، شرب ممارسو الطب الصيني التقليدي كل شيء، كالثعابين المنقوعة بنبيذ الأرز لتعزيز الحيوية، كما تناولوا كف الدب لتعزيز القوة الجسدية، ولكن أغرب هذه الممارسات الطبية الصينية هي شرب حساء قضيب النمر لتحسين الأداء الجنسي للرجل.
على الرغم من حظر المتاجرة الدولية بأعضاء النمر منذ عام 1987، إلا أن الصيد غير القانوني لا يزال سارياً حتى يومنا هذا، وتباع أعضاء النمر في الأسواق السوداء. بحسب الصندوق العالمي للطبيعة، هناك 3200 نمر فقط في البرية، ربما على الرجال الذين يعانون من ضعف جنسي الاكتفاء بتغيير أسمائهم إلى نمر، بدلاً من شرب حساء قضيب النمر والتشجيع على صيد هذه الحيوانات. اقرأ أيضا:10 ابتكارات صنعها الرومان قديما ستفاجئك
العلاج باليرقات
العلاج باليرقات هو علاج حيوي يتم فيه وضع يرقات الذباب المعقمة داخل الجروح غير الملتئمة لتعقيمها وإزالة الخلايا والأنسجة الميتة، حيث تتغذى هذه اليرقات على الأنسجة الميتة، بينما لا تقترب من الأنسجة السليمة. كما أنها تلعب دوراً مهماً في تطهير الجروح عبر قتل البكتيريا الضارة داخل الجرح.
كان العلاج باليرقات علاجاً شائعاً في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، ولكنه بدأ يفقد شعبيته بعد ظهور البينيسلين، ومع مرور الوقت ظهرت بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية مثل بكتيريا مارسا MRSA، لذلك كان لابد من الاستعانة باليرقات مرة أخرى.
إراقة الدماء (الفصد)
إراقة الدماء هي ممارسة طبية قديمة تتمثل في سحب كميات كبيرة من الدم. كانت هذه الممارسة منتشرة على نطاق واسع خلال العصور الوسطى لعلاج كل شيء تقريباً، من الطاعون الأسود وحتى حب الشباب. كان الحلاق الجراح هو المسؤول عن هذا الإجراء الطبي (يرمز الشريط الأحمر المُلتف على عمود في شعار مهنة الحلاقة إلى الفصد).
تباينت طرق إراقة الدماء خلال العصور الوسطى من حجامة النار إلى ثقب الشريان. وبحلول القرن التاسع عشر، ظهرت وسيلة جديدة تسمى المخدشة.
أما اليوم، يتم إجراء الفصد العلاجي لعلاج مرض ترسب الأصبغة الدموية، والذي يعني تراكم الحديد داخل جسم الإنسان.
المراجع/https://www.history.com/news/7-unusual-ancient-medical-techniques