مرفأ بيروت والكارثة التي حلت به هو حديث الساعة، والتي كان سببها انفجار مادة نترات الأمونيوم .
تدخل مادة نترات الأمونيوم، التي تسببت في انفجار بيروت مساء الثلاثاء، في تركيبة الأسمدة الزراعية التي تسمى الأمونترات والتي يشتريها المزارعون في أكياس كبيرة أو بالوزن. وهي منتجات غير قابلة للإشتعال ولكنها من المؤكسدات، أي أنها تتيح احتراق مادة أخرى قابلة للاشتعال.
وهي مادة كيميائية لها الصيغة “NH4NO3″، وتكون على شكل بلورات عديمة اللون تتسيل بسهولة لدى تماسها مع الهواء، وهي مادة شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، بسبب محتواها العالي من الآزوت.
وعلى الرغم من خطورة التعامل مع مادة نيترات الأمونيوم، إلا أنها كثيراً ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبياً في معظم الظروف المناخية، وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.
وتعتبر نيترات الأمونيوم مركبا شديد الانفجار يستخدم في تصنيع القنابل والمتفجرات التي تستعمل في المناجم، وهذا لسهولة اشتعاله لوجود الأوكسجين الوفير في الجزيئات.
وخلال القرن الماضي شكلت نترات الأمونيوم مصدرا للعديد من المآسي حول العالم، عرضية كانت أو جرمية، وأدت إلى دمار هائل في مناطق متعددة من العالم. نرصد أبرزها في التقرير التالي:
تفجير أوكلاهوما 1995:
في 19 أبريل 1995، فجّر رجل عبوة وزنها طنين من السماد “نترات الأمونيا” أمام مبنى “ألفريد مورا” الفيدرالي وسط مدينة أوكلاهوما، ما أسفر عن مقتل 168 شخصًا، وأصيب 680 آخرين، وتم تدمير ثلث المبنى.
فيما دمر التفجير أو تسبب بأضرار في 324 مبنى آخر في محيط 16 حي، وهشم الزجاج في 258 مبنى مجاورين، ودمر أو أحرق 86 سيارة، مسببًا في خسائر تقدر بحوالي 652 مليون دولار.
انفجار مورجان ديبوت 1918 كانفجار مرفأ بيروت
كان مصنع جيليسبيل شيل في سايرفيل، نيوجيرسي، ينتج 32000 قذيفة في اليوم تحتوى على مادة “نترات الأمونيوم”. وفي 4 أكتوبر 1918 انفجر المصنع مما أدى إلى تناثر آلاف القذائف على مسافة 1.25 ميل من المصنع.
وقتل ما لا يقل عن 100 شخص في الحرائق والانفجارات التي استمرت لمدة ثلاثة أيام بعد ذلك. ورغم أن التقارير تحدثت عن حدوث الانفجار بسبب خطأ العمال، إلا أن سكان المدينة وجهوا أصابع الاتهام إلى الألمان مشيرين إلى أنهم وجدوا طريقة ما لتخريب المصنع.
شركة نيكسون لأعمال النتروجين 1924
أنتجت تلك الشركة في Raritan Township، والمعروفة هذه الأيام باسم Edison، NJ، nitrocellulose، وهو بلاستيك قابل للاشتعال تم استخدامه لصنع الأشعة السينية، من بين أشياء أخرى. قامت شركة Nitration Works بتأجير أحد مبانيها لشركة «آمونيت»، التي استخدمتها لتفكيك قذائف المدفعية حتى يمكن إعادة استخدام محتوياتها كسماد. وهذا يعني أنه تم تخزين أكثر من مليون جالون من نترات الأمونيوم على بعد حوالي 300 قدم من النيتروسليلوز سريع الاشتعال.
فحدث الانفجار الذي وصل مداه إلى 20 ميلا وقُـتل 18 شخصًا، وفقد اثنان، وأصيب 100 آخرون.
الانفجار الكبير 1916 كانفجار مرفأ بيروت
في أبريل 1916، اشتعلت النيران في بعض الأكياس الفارغة في مبنى في Uplees، على بعد 60 ميلًا جنوب شرق لندن. في حين أن هذا عادة ما يكون شيئًا هادئًا إلى حد ما، إلا أن الأكياس تصادف وجودها في شركة تحميل المتفجرات، وهو مصنع يملأ القنابل والقذائف. انتشر الحريق وأشعل 15 طنا من مادة TNT و150 طنا من نترات الأمونيوم، مما أسفر عن مقتل 116، بما في ذلك فرقة الإطفاء بأكملها. ودفن الضحايا في مقبرة جماعية.
انفجار روزبورج 1959 كانفجار مرفأ بيروت
أوقف سائق الشاحنة جورج روثرفورد شاحنته أمام شركة Garretsen Building Supply Company في وسط مدينة روزبورج، أوريجون بالولايات المتحدة، ليلة 6 أغسطس 1959. ثم ذهب إلى فندق Umpqua المجاور للحصول على قسط من الراحة قبل أن يبدأ رحلته صباحًا لتسليم البضاعة التي كان يحملها.
ولكن.. لم يحدث التسليم أبدًا، لأنه في وقت ما بين منتصف الليل و1 صباحًا، اشتعلت النيران في شركة Garretsen Building Supply Company. بعد ذلك بوقت قصير، أشعل الحريق محتويات شاحنة رثرفورد – والتى كانت تحمل طنين من الديناميت و4.5 طن من نترات الأمونيوم. تم تدمير جميع المباني في دائرة نصف قطرها ثمانية كتل بالكامل وتوفى 14 شخصًا. ونجا روثرفورد
ميناء تيانجين الصيني
عام 2015 انفجر 800 طن من نترات الأمونيوم كانوا بمستودع البضائع الخطرة في ميناء مدينة تيانجين الساحلية الصينية، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية أدى الانفجار إلى مقتل 173 شخصًا وجرح 800 آخرين إضافة لتسوية 300 منزل بالأرض وتدمير الميناء بالكامل.يُماثل هذه الحادث من حيث شدته وضخامته حادث ميناء بيروت الأخير، خاصة أنه وقع بظروف مماثلة للمستودع 12 في مرفأ بيروت.
مدينة تولوز الفرنسية
انفجار مخزن للنترات فى المنطقة الصناعية بتولوز جنوب فرنسا (21 شباط/فيراير 2001): حيث انفجر 200 طن نترات أدت إلى قتل 31 شخصاً داخل المصنع وإصابة 2442 مع تدمير 500 منزل، 85 مدرسة وكلية، وسقوط المداخن الخاصة بالمصانع الأخرى وانقطاع الاتصالات التليفونية لمسافة 100 كم وتدمير زجاج المباني فى دائرة قطرها 3 كم وإحداث حفرة قطرها 50 متراً وعمق 10 أمتار.
مركز التجارة العالمي في نيويورك
تدمير جزء من مركز التجارة العالمي في نيويورك (26 شباط/فبراير 1993): استهدف المركز بشاحنة محملة بسماد النترات وزنها 544 كيلوجرام أدت لقتل وإصابة 1050 شخصاً فقط بالرغم من أن المستهدف كان قتل ربع مليون وسقوط المبنى، وقد أحدث الإنفجار حفرة عمقها خمس طوابق ومساحتها 61 * 45.6 متراً، كما دمر الإنفجار سقف محطة قطارات Hudson PATH المجاورة للمبنى وأصيب خمسون من العاملين والركاب.
ميناء تكساس الأمريكية
في 16 أبريل 1947 انفجرت سفينتا شحن محملتان بنترات الأمونيوم في ميناء تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ما أسفر عن 486 قتيلاً وأكثر من 3000 جريح بحسب موقع زايلناخت الألماني، ونتج عن الانفجار خسائر مادية بأكثر من 65 مليون دولار آنذاك، كما تسببت الكارثة في تشريد المئات بعد دمار بيوتهم إثر الانفجار.
ويمكن أيضًا استخدام نترات الأمونيوم في الأجهزة المتفجرة المدنية (المحاجر، إلخ) أو العسكرية (الألغام)، وفقاً للإذاعة الفرنسية. اقرأ أيضا:عشرة من اكثر كلمات البحث على جوجل في العالم العربي
مدينة أوباو الألمانية
يشير موقع شيمى الألماني، إلى انفجار في 21 سبتمبر 1921 داخل فرع مصنع “بي أي أس إف” لتصنيع السماد بمدينة أوباو جنوب غرب ألمانيا ليكون أحد “أسوأ الانفجارات في تاريخ ألمانيا”، و كان ذلك بسبب خلط نترات الأمونيوم مع ديناميت بطريقة خاطئة، وهو ما تسبب في انفجار نحو 4500 طن من المزيج القاتل.
وبحسب موقع فورت لاستيج الألماني، فقد أسفر الانفجار عن مصرع 600 شخص وإصابة أكثر من 2000 شخص، كما تسبب الانفجار في تشريد مئات الأسر في المدينة بعد تهدم بيوتهم.
ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن انفجار مادة نترات الأمونيوم قد تسببت في العديد من المآسي في جميع أنحاء العالم، سواء كانت حوادث عرضية أو إجرامية عن عمد.
مشيرة إلى أن إحدى تلك الحوادث تسببت في مقتل 600 شخص في عام 1921 في أوباو بألمانيا، في مصنع “بي.إي.إس.إف .