ارتبط التاريخ البشري منذ نشأته حتى الآن بـ اماكن مقدسة للعبادة، فأينما وُجد الإنسان فى بقعة ما كان هناك مكان يعبد فيه إلهه. ومع مرور السنوات أصبحت بعض هذه الاماكن المقدسة مزارات تاريخية وأصبح بعضها الآخر ملاذ يحج إليه معتنقوا العقائد والديانات المختلفة ويتباركون بها.
نستعرض في هذه اللائحة قائمة تتضمن أشهر 10 اماكن مقدسة ومواقع دينية فى العالم:
كاتدرائية نوتردام – باريس، فرنسا
تقع كاتدرائية نوتردام في الجانب الشرقي من منطقة تسمى “جزيرة المدينة” على نهر السين في قلب مدينة باريس التاريخي. ويمثل مبنى الكاتدرائية تحفة في الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، وجاء ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية “أحدب نوتردام” للكاتب فيكتور هوجو.
وقد أقام الملك شيلدبرت الأول كاتدرائية نوتردام سنة 528 مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي “بازيليك القديس استيفان” والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد “جوبيتير الغالو – روماني”.
وتتميز كنيسة نوتردام بقبتها التى ترتفع 33 متراً مَدعومة بأقواس من دون وجود أعمدة في الوسط، كما تحتوي على ثلاثة نوافذ زجاجية دائرية ضخمة، قُطرها الشمالي والجنوبي 13 متراً، وقطرها الغربي 10 أمتار. أما المَذبح الرئيسي فمبني من البرونز وفي مقدمته حفر يمثل التلاميذ الإنجيليين الأربعة.
الحدائق البهائية – حيفا، فلسطين
رغم أن الديانة البهائية غير معروفة كثيراً ولا يعتنقها سوى 5 مليون شخص تقريباً، إلا أن لها مكانين في شمال فلسطين، وهما عبارة عن ضريحين لأبرز رجلي دين في الديانة البهائية.
وتتدرج الحدائق البهائية على جبل الكرمل، وتمتد لمئات الهكتارات حتى البحر بمدينة حيفا. وتحيط هذه الحدائق بالمركز العالمي للدين البهائي، الذي يضم مبنى ذا قبة ذهبية، يسمى “مقام الباب – قبة عباس” وهو أحد المبشرين بالبهائية، والذى قتل سنة 1850 ثم نُقلت رفاته إلى حيفا.
معبد هارمندير صاحب – الهند
يعد معبد “هارمندير صاحب” أحد أبرز أماكن العبادة في العقيدة السيخية، وقد بناه “جورو الخامس السيخي” في القرن السابع عشر في مدينة “أمر يتسار” بولاية البنجاب الهندية وخصصه للرجال والنساء من جميع الطبقات ومن مختلف الأديان لعبادة الإله سويًّا.
ويحتوي المعبد على أربعة أبواب بواقع باب في كل اتجاه، دلالة على الترحيب بالجميع دون استثناء كما يُشار إليه بشكل غير رسمي تحت اسم “المعبد الذهبي”. ويعد معبد هارماندير صاحب، المكان الديني الأكثر أهمية بالنسبة للسيخ حيث يقبل عليه أكثر من مائة ألف شخص يوميا لزيارة الضريح المقدس والعبادة.
معبد ستونهنج – إنجلترا
يوجد معبد “ستونهنج” في إنجلترا، ويُعتقد أنه أقدم الاماكن المقدسة في تاريخ البشرية، حيث يعود تشييده إلى حوالي 5،000 عام، أي في أواخر العصر الحجري وبداية العصر البرونزي. ويُحيط بـ”ستونهنج” الكثير من الغموض والأسرار، فقد حير عقول العلماء بوجود عدد من الحجارة في شكل دائري منذ آلاف السنين عندما لم تكن توجد تكنولوجيا مناسبة تمكن من تشييده وضبط الحجارة ورفعها فوق بعضها البعض.
وقد اظهرت الحفريات أن موقع “ستونهنج” بني علي ثلاث مراحل رئيسية، تمت المرحلة الأولى منها سنة 2900 قبل الميلاد وكانت عبارة عن خندق دائري قطره 110 متر وعمقه واحد ونصف متر، وعلي حافة الخندق الداخلية بُني سد به 56 تجويفا، يقال أنها كانت لحمل أعمدة خشبية. واستمرت المرحلة الثانية من سنة 2900 قبل الميلاد إلى سنة 2500 قبل الميلاد حيث أقيمت مبان خشبية، ونصبت أعمدة في منطقة منزوية شمالي شرق الخندق حيث يوجد مدخل الموقع. أما المرحلة الثالثة من بنائه فاستمرت من سنة 2550 قبل الميلاد حتى سنة 1600 قبل الميلاد وتضمنت نقل 80 عمود من صخور بركانية زرقاء، ثم نصبت هذه الأعمدة قرب مركز الموقع علي شكل دائرتين متداخلتين تزن كل صخرة 4 أطنان.
متحف آيا صوفيا – تركيا
يوجد متحف “آيا صوفيا” في مدينة اسطنبول التركية، حيث كان كاتدرائية في السابق قبل أن يتم تحويله إلى مسجد، ثم إلى متحف ديني في سنة 1923. وقد بدأ الإمبراطور جستنيان في بناء كنيسة “آيا صوفيا” سنة 532 ميلادية، واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً في سنة 537. ولم يشأ جستنيان أن يبني كنيسة على الطراز المألوف بل كان دائما يميل إلى ابتكار ما هو الجديد، فكلف المهندسين المعماريين “إيسودور الميليسي” و”أنثيميوس التراليني” ببناء هذا الصرح الدينى الضخم الذي أصبح المقر الرئيس للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وفي القرن الخامس عشر تم تحويلها إلى مسجد بعد الفتح العثماني للمدينة، حيث أضاف لها السلطان العثماني محمد الفاتح القبة الشهيرة فوقها. وفى سنة 1934 حولها كمال الدين أتاتورك إلى متحف ديني. ويجمع متحف “آيا صوفيا” بين العمارة البيزنطية في أروع صورها، إضافة إلى العمارة الإسلامية العثمانية.
معبد مهابودهي – الهند
يعد معبد “مهابودهي” الأكثر قدسية في العقيدة البوذية، حيث يحج إليه مئات الآلاف البوذيين من سيريلانكا وتايلاند واليابان، ويتميز المعبد بعمارته الهرمية الشكل.
ويقع معبد “مهابودهي” على ضفة نهر “نيرانيانا” في الهند، حيث يعتبر المقر الرئيس لما يسمى بشجرة ماهبودي. ويقال إنه تحت هذه الشجرة جلس “جواتاما سيدهارثا” حتى جاءته المعرفة والاستنارة ليصبح بوذا الشهير.
مدينة فاراناسي – الهند
يطلق الهنود على مدينة “فاراناسي” عدة أسماء منها “مدينة المعابد” و”مدينة الهند المقدسة” و”مدينة العاصمة الدينية للهند” و”مدينة الأضواء” و”مدينة التعلم”.
وتستمد “فاراناسى” أهميتها باعتبارها مدينة مقدسة لكل من الهندوس والبوذيين والجاينيين، وتقع على ضفاف نهر الجانج، وتبلغ مساحتها تقريبًا 1.5 ألف كيلومتر مربع، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 1.1 مليون نسمة.
وقد كانت “فاراناسى” مركزًا ثقافيًا ودينيًا في شمال الهند لعدة آلاف من السنين، حيث شهدت تطور أحد أشكال الموسيقى الكلاسيكية الهندية وهى موسيقى “بينارس غارانا”، وكان يسكنها العديد من الفلاسفة والشعراء والكتاب والموسيقيين الهنود، وألقى غوتاما بوذا خطبته الأولى في منطقة “سارناث” التي تقع بالقرب من “فاراناسي“.
الفاتيكان، تحتوي على اهم اماكن مقدسة للديانة المسيحية – إيطاليا
تقع “الفاتيكان” داخل الحدود الإيطالية، وتعتبر المقر الرئيسي للديانة المسيحية، والتى يعتنقها حوالي 2 مليار شخص نصفهم يتبعون المسيحية الكاثوليكية التي يعتبر الفاتيكان المقر الرسمي لها.
في الماضي كان الفاتيكان أحد أكثر الجهات تأثيراً في أوروبا كلها، لكن دورها تناقص كثيرًا مع انتشار الليبرالية والعلمانية في أوروبا. ورغم أن الفاتيكان هي أصغر دول العالم سكانًا ومساحةً إلا أنها تستمد أهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة. وكذلك من متاحفها وأرشيفها الذى يوجد به مجموعة من أرقى المنتوجات الفنية للجنس البشري على مر العصور، فضلاً عن القضايا السلمية والأخلاقية التي تدافع عنها.
وتنحصر المعالم الرئيسية فى الفاتيكان فى ثلاث مناطق هي كاتدرائية القديس بطرس والتي تعتبر حاليًا أكبر كنيسة في العالم، والساحة أمامها إضافة إلى القصر الرسولي الذي يشمل عدة مباني منفصلة تغطي سكن البابا وقاعة الاجتماعات الرسمية ومقرات عدد من المجامع إلى جانب مكتبة الفاتيكان والمتاحف إلى جانب الأرشيف، أما المنطقة الثالثة فهي حدائق الفاتيكان.
القدس – فلسطين المحتلة
تعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود عليه السلام وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 قبل الميلاد. ثم أقدم ابنه سليمان عليه السلام على بناء أول هيكل فيها كما جاء فى التوراة.
أما عند المسيحيين، فقد أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا بعد أن صُلب يسوع المسيح – بحسب المعتقدات المسيحية – على إحدى تلالها المسماة “جلجثة” حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في العهد الجديد.
أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد. وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
ونتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تحتوى المدينة القديمة على عدد من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى المكون من عدة معالم مقدسة.
مكة المكرمة – المملكة العربية السعودية
توجد مكة المكرمة فى المملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا المكان هو أكثر الأماكن قدسية في الدين الإسلامي، حيث يتدفق إليه ملايين المسلمين فى شهر ذى الحجة من كل عام لأداء فريضة الحج.
وتعتبر الكعبة هى الجزء الأهم في المسجد الحرام في مدينة مكة، حيث تعتبر قبلة المسلمين فى جميع أنحاء العالم عند تأدية الصلاة. وهي عبارة عن مبنى مكعب الشكل داخل المسجد الحرام، وهو أكثر المساجد أهمية وقدسية، وقد قام ببنائها نبي الله إبراهيم بمساعدة ابنه إسماعيل عليهما السلام.
وقد مر بناء الكعبة في عدة مراحل على مر السنين كما أوردنا في أبرز 10 مراحل في بناء الكعبة المشرفة.
شكرا على المعلومات، هناك تصحيح في بناء الكعبة حيث ان ابراهيم عليه السلام قام بإعادة بناءها بعد طوفان نوح عليه السلام. اول من بني الكعبة هو آدم عليه السلام. ذكر الله في القرآن انه بوأ (اظهر) مقاعد البيت لإبراهيم ليقوم بإعادة بناءه.