في السطور التالية نعرض لكم اخطر الطرق في العالم والتي تودي بحياة الكثير من الناس سنوياً. فهل تملك الجرأة على عبور هذه الطرقات ؟
طريق «بريثفى» السريع – نيبال
يبلغ طول طريق «بريثفى» السريع 174 كيلومترا، ويربط العاصمة النيبالية «كاتماندو» ومدينة «بوكارا»، ويمر بمحاذاة معالم من بينها قمة جبل «أنابورا»، وهي عاشر أعلى قمة جبلية في العالم.
لكن المشاهد المثيرة التي يوفرها هذا الطريق للعابرين عليه ربما تأتي بثمن باهظ. في هذا السياق، تقول «جانيت فولي»، وهي من سكان مدينة «لاس فيغاس» الأمريكية سبق وأن قادت سيارتها على هذا الطريق، أنه بالإضافة إلى المناظر الجميلة التي تزخر بها منطقة «الهيمالايا» “سيرى المرء المركبات التي انتهى بها المطاف إلى قيعان النهر”.
وقالت «فولي» إن هذه “النزهة المبهجة” تستحق القيام بها، ولكن ذهابا فقط، إذ أنها قررت أن تعود إلى «كاتماندو» على متن الطائرة، بدلا من أن تتوقع أن يحالفها الحظ الحسن مرة أخرى في طريق العودة.
طريق «ترانسفاغاراسان» – رومانيا
يبلغ طول طريق «ترانسفاغاراسان» 90 كم ويلتف حول أعلى قمم جبال «كارباثيان» الرومانية. وتكمن خطورته في منعطفاته الحادة ومنحدراته المفاجئة والأنفاق التي يعبر من خلالها. ولقد أقيم هذا الطريق في سبعينيات القرن الماضي من قبل الدكتاتور الشيوعي السابق «نيكولاي تشاوسيسكو» لكي يستخدمه الجيش الروماني في حال وقوع غزو، واستخدم أكثر من 6 ملايين كيلوجرام من المتفجرات لتشييده.
الطريق رقم 1 – أفغانستان
كان الطريق رقم 1 يُعرف في ما مضى بالطريق الدائري ويبلغ طوله 2،200 كم ويَعبر من خلال مزر وكابول وقندهار وعدة مدن أخرى. وتعتبر المنطقة الواصلة بين كابول وجلال أباد من أخطر الطرق في العالم حيث تمر من خلال مناطق تسيطر عليها حركة طالبان وتكثر بها الكمائن والألغام والطقس السيء في معظم أوقات السنة.
طريق «آيري» – أستراليا
لا يوجد وديان على جانب هذا الطريق ولا منعطفات خطيرة، ولكن ينطوي السير على طريق «آيري» الذي يبلغ طوله 684 ميل على العديد من المخاطر كالحيوانات التي تعبره بين الحين والآخر. ويقول احد السياح أنه بإمكانك رؤية حيوانات الكانغارو وطيور الإيمو، وحتى الجمال في بعض الأحيان. ومن هذا المنظور، فإن طبيعة الحياة البرية تلك تجعل الطريق أكثر خطورة، إذ يمكن أن يتسبب حيوان متسكع في أضرار خطيرة للمارة.
وتشكل فترتا الفجر والغسق أخطر فترات المرور على هذا الطريق السريع الرابط ما بين بلدتي «نورسمان» و«سيدونا»، إذ تميل غالبية الحيوانات البرية إلى محاولة عبور الطريق خلال هاتين الفترتين.
طريق «كاراكورام» – باكستان
تطلق الحكومة الباكستانية إسم «طريق الصداقة» على هذا الممر الجبلي إلا أنه لا يوجد شيء يُعبّر عن هذا الإسم. ويعتبر هذا الطريق الأعلى ارتفاعاً في العالم حيث يبلغ ارتفاعه 4،800 متر عن سطح البحر وهو يصل باكستان بالصين عبر وادي «خونرجاب» وجبل «نانجا باربات» والذي يُعرف بـ«جبل الموت». ويتميز هذا الطريق بالإنهيارات الثلجية والأرضية والفياضانات المتكررة خلال فصول السنة.
الطريق الوطني رقم 5 – مدغشقر
إذا ما تحدثنا عن الطريق «الوطني رقم 5» والذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، ليربط مدينة «ماروانتسترا» ومدينة «سوانيرانا» على طول الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، فمن الممكن هنا أن ننصح الراغب في السفر على هذا الطريق بالإستعانة بسائق وفني تصليح سيارات.
ولا يتجاوز طول هذا الطريق أكثر من 200 كيلومتر ولكن يستغرق اجتيازه 24 ساعة تقريبا بالسيارة، نظرا لوجود مناطق تكسوها الرمال، وأخرى بها صخور صلبة، وتوجد فيها جسور بالية متآكلة، والتي يتوجب على قائدي السيارات على هذا الطريق معاينتها قبل محاولة عبورها.
كما يصبح الطريق شديد الخطورة بصفة خاصة خلال موسم الأمطار الذي يمتد من ديسمبر/كانون الأول وحتى مارس/آذار من كل عام. ولكن هل من جانب مضيء لهذه الصورة القاتمة؟ نعم، فغالبية أجزاء الطريق «الوطني رقم 5» تمر بمحاذاة الساحل الذي تكسوه رمال بيضاء اللون، ما يتيح للمارة رؤية مشاهد مذهلة لغابات أشجار النخيل، وكذلك مياه المحيط الهندي.
طريق «يونجاس» الشمالي في بوليفيا، احد اخطر الطرق في العالم
يعرف طريق «يونجاس» الذي يبلغ طوله 60 كم بطريق الموت، وقد شيدته الحكومة في عام 1930 مستخدمة السجناء الباراجويين للعمل فيه. وعلى الرغم من عدم وجود أية حواجز أمان على طول الطريق، فإن السيارات تعبر في كلتا الجهتين. ومما يزيد في خطورته هو وجود ضباب كثيف في معظم أيام السنة، وقد قتل الآلاف من الناس في الأعوام السابقة خلال محوالتهم عبور هذا الطريق.
ممر «روتانغ» – الهند
تعني كلمة «روتانغ» حرفيا «كومة من الجثث»، وهو اسم مستمد من الانهيارات الطينية المميتة التي غالبا ما تغطي هذا الطريق السريع الواقع على ارتفاع يصل إلى 4،000 متر في منطقة «الهيمالايا» شرقي الهند. كما تشهد هذه المنطقة أحوال جوية متقلبة لا يمكن التنبؤ بها، مثل وقوع عواصف ثلجية وانهيارات جليدية مفاجئة.
ويقول «ويتولد تشارب»، وهو مهندس يعمل في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي عبر هذا الطريق على متن دراجته النارية في عام 2011: “في كل موسم، يستخدم عمال صيانة الطرق نظام تحديد المواقع باستخدام الأقمار الصناعية «جي بي إس» للتعرف على المسار الذي يتخذه الطريق وإزالة الثلوج من عليه مرة أخرى”.
وبمجرد الانتهاء من عمليات الإزالة هذه، يصبح الممر- بوجه عام – قابلا للاستخدام في الفترة ما بين مايو/أيار وحتى نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، رغم أن الثلوج قد تجعل من المتعذر السير عليه في أي وقت. وقد حدث هذا بالفعل في عام 2010، مما أدى لتقطع السبل بنحو 300 سائح.
ويجري حاليا حفر نفق يبلغ طوله ثمانية كيلومترات تحت الممر، وذلك لتوفير بديل آمن عنه إذا ما أغلقته الثلوج.
نفق «غوليانغ» – الصين
استمر تسلق الجبال على الأقدام لعقود طويلة كسبيل وحيد للوصول إلى قرية «غوليانغ» الصغيرة الواقعة على قمة جرف صخري في جبال «تايانغ» شرقي الصين. وبعدما رفضت الحكومة شق طريق يكفل الوصول إلى هذه القرية، قرر السكان الاضطلاع بهذه المهمة بأنفسهم.
وفي الفترة ما بين عامي 1972 و1977، استخدم سكان القرية المتفجرات والمعاول لحفر النفق الخاص بهم والذي يمتد على طول 1.2 كيلومتر، وقد فقد البعض منهم حياته أثناء عملية الحفر. وكما كان حفر النفق خطيرا، تنطوي قيادة السيارات عبره على خطورة أيضا، فالسير بداخل نفق «غوليانغ»، الذي تقع نهايته فوق جرف صخري ولا يزيد عرضه على أربعة أمتار، يتسم بالخطورة الشديدة خاصة في الفترة التي تلي سقوط الأمطار، إذ يصبح الطريق زلقا للغاية.
وفي الوقت نفسه، توفر الشقوق الموجودة بين الصخور المكونة لجدار النفق والبالغ عددها 30 شقا ما يمكن اعتباره “نوافذ”، تمكن العابرين من إلقاء نظرات خاطفة تثير انتباههم إلى حد كبير للوادي القابع على بعد سحيق أسفل المنطقة الجبلية.
ممر «زوجيلا» في الهند
في موسم الشتاء تعصف رياح عاتية وتغطي الثلوج ممر «زوجيلا» الذي يقع على ارتفاع شاهق وهو من اخطر الطرق في العالم. وتكمن خطورة هذا الممر في طريقه الضيقة ومنحدراته الحادة وعدم وجود أي حواجز بين مرتادي هذا الطريق وبين أسفل الوديان المحاذية.