الدوبامين هو مصطلح ظهر مؤخرا ك “صيام الدوبامين”، على الساحة العالمية،وانتشر، أولا بين العاملين في قطاع التكنولوجيا الأميركي في “وادي السيليكون”.
يعتمد “صيام الدوبامين” على الامتناع عن أي تجربة تجلب المتعة، باعتباره طريقة فعالة للتغلب على العادات الإدمانية التي يمارسها المرء يوميا -خاصة التكنولوجية منها- وتؤدي إلى الاكتئاب وفقدان للشغف والشعور بالرتابة والملل المستمر.
الدوبامين، في الأساس هو نوع من الناقلات العصبية يصنعها الجسم، لتوصيل الرسائل بين الخلايا العصبية، لهذا السبب يطلق عليه “رسول كيميائي”. وهو أيضا الهرمون المسؤول عن الشعور بالرغبة والحافز على بذل الجهد للوصول إلى الأهداف وكسب المكافآت، بحسب “لايف ساينس” (Livescience).
كيف يعمل الدوبامين في المخ
لقد ساعد في إظهار أن الناقل العصبي متورط بشكل كبير في النظام الحركي، فعندما يفشل الدماغ في إنتاج ما يكفي من الدوبامين، يمكن أن يؤدي إلى مرض باركنسون، والعلاج الأساسي لمرض باركنسون هو دواء يسمى L-dopa ، والذي يحفز إنتاج الدوبامين.
كما تورط الدوبامين في مرض انفصام الشخصية وفرط الحركة ونقص الانتباه، أجهزة الدماغ الكامنة وراء هذه الأمراض (وكذلك تعاطي المخدرات) معقدة.
يعتمد نشاط نظام الدوبامين على حالة مستقبلات الدوبامين لدى الشخص، وفي الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض ، تتفاعل المادة الكيميائية مع العوامل الأخرى بطرق لم يتم التوصل لها بعد. اقرأ أيضا: أفضل 10 أطعمة صحية ل مرضى السكري
انخفاض مستوى الدوبامين
رغم أنّ المناطق المسؤولة عن إنتاجه في الدماغ دقيقة وصغيرة جدًا، إلّا أنّ الدوبامين الذي تنتجه يبثّ إشارات على امتداد الدماغ كله، فما تأثيره على الجسم في حال انخفاضه؟
1. أعراض انخفاض مستواه
أعراض نقصه في الجسم واسعة جدًا وتختلف بشكل كبير، حيث أنها ترتبط بالدرجة الأولى بسبب النقص، فعلى سبيل المثال تختلف أعراض نقصه لقلة إنتاجه عن الأعراض الناجمة عن تضرر النواقل العصبية بفعل تعاطي المخدرات.
بعض الأعراض والظروف التي قد ترتبط بنقصه:
تشنّجات عضلية وارتعاشات.
أوجاع عامة وآلام.
فقدان التوازن.
الإمساك.
صعوبة البلع.
فقدان الوزن أو زيادة سريعة في الوزن.
مرض الجزر المعدي المريئي.
التهابات رئوية متكررة.
اضطرابات وصعوبات في النوم.
الإرهاق وانخفاض طاقة الجسم.
ثقل الحركة والكلام.
المشاعر السلبية؛ يأس، وكآبة، والذنب، والقلق.
تقلب المزاج.
التقليل من قيمة الذات ونقص الوعي الذاتي.
الأفكار الانتحارية.
الهلوسة والأوهام.انخفاض الدافع الجنسي.
2. أسباب انخفاض مستوى الدوبامين
يرتبط مستواه في الجسم بمجموعة مختلفة من العوامل الصحية:
الأمراض
ترتبط بعض الأمراض مع نقصه ، لكنه لا يكون المسبب الأساسي لها:
كآبة.
انفصام فى الشخصية.
الذهان، بما في ذلك الهلوسة أو الأوهام.
مرض شلل الرعاش.
مرض باركنسون.
المخدرات
تعاطي المخدرات أيضًا يمكن أن يؤثّر على مستوياته، حيث أظهرت الدراسات أنّ الاستخدام المتكرر له من شأنه أن يقلل من قدرة المستقبلات العصبية التي تستقبله.
الغذاء
النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون المشبعة من شأنه أن يثبّط منه، هذا بالإضافة إلى نقص البروتين في النظام الغذائي.
السمنة
وجدت بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة لأن يعانوا من نقصه في الجسم.
كيف يتم إفراز الدوبامين في الجسم؟
مكان إنتاجه، إذ تتم عملية تصنيع الناقلات العصبية المتنوعة في أجزاء مختلفة من الدماغ، أمّا هو فيتم إنتاجه في منطقتين رئيسيّتين:
المادة السوداء (Substantia Nigra)
وهي عبارة عن منطقة موجودة في الدماغ المتوسط، حيث يعمل الدوبامين الذي يتم إنتاجه في المادة السوداء على توليد الحركة بالجسم، لذا فعند موت خلاياها أو إصابتها بالخلل قد يترجم ذلك إلى صعوبات التحكم بالحركة والإصابة بمرض باركنسون على سبيل المثال.
المنطقة السقفية البطنية (ventral tegmental)
إنّ الدوبامين الصادر عن هذه المنطقة لا يحفّز المهارات الحركية إلّا أنّه يبث عند الحصول على المكافأة، فما الذي نعنيه بالمكافأة؟
عند القيام ببعض النشاطات التي نحبّها أو نتناول بعض الأطعمة التي نفضلها، أو حتى ننجز أمرًا ندمن عليه عادة يتم تحفيز هذه المنطقة من الدماغ ما يؤدّي للشعور بالنشوة والفرح أي المكافأة.
يقوم باخبار الناتج عن هذه المنطقة الدماغ أنّه يستحق الحصول على المزيد من محفزاته ما يؤدّي للإصابة بالإدمان.
ما هو تأثيره؟
هو مادة كيميائية أو هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، حيث يعزز من الشعور بالسعادة، بالإضافة إلى كونه ناقلًا عصبيًا، أي أنّه يرسل إشارات بين الجسم والدماغ.
التوازن الصحيح له في جسم الإنسان هو أمر في غاية الأهمية والحيوية، حيث أنّه يلعب دورًا في التحكّم بالمهارات الحركية والاستجابات العاطفية ما يجعله أساسيّا للصحة البدنية والعقلية.
وتأثيره يكمن في المناطق الحيوية من الدماغ، إذ يؤثّر على المزاج، والنوم، والمذاكرة، والتركيز، والتعلم، لذا قد يؤدّي نقصه للإصابة بأمراض معينة، منها؛ الباركنسون والاكتئاب (Depression).
قد يعود نقصه سواء إلى انخفاض مستوى إنتاجه في الجسم أو لوجود مشكلة في المستقبلات العصبية في الدماغ، وهذا هو تأثيره الأساسي على الجسم.
طرق طبيعية لزيادته في الجسم
إن كنت تظن أنّك تعاني من نقص في إنتاجه فعليك التوقف عن استهلاك المخدّرات في حال كانت هي السبب، وأما إن كان الأمر ناتج عن مرض فعليك بمراجعة الطبيب، أما إن لم تكن الأسباب عضوية فقد تكون على بعد خطوات قليلة من حل المشكلة:
تناول البروتينات: الأحماض الأمينية (Tyrosine) و(Phenylalanine) من المركبات التي تصنع الدوبامين وتجدها في البروتينات، لذا تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات قد يعزز إنتاجه.
تناول نبتة الميقونة شهوانية: يبدو أنّ نبتة الميقونة الشهوانية هي مصادر طبيعية من (L-dopa) ، وهو جزيء سابق للدوبامين، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه النبتة قد تكون فعالة مثل؛ أدوية باركنسون في زيادة مستوياته.
المواظبة على الرياضة: من شأنها أن تحسن وتزيد من مستوياته بينما لا زال هناك حاجة لبحث أي التمارين التي من شأنها أن تؤدي إلى هذا التأثير.
المراجع/https://www.webmd.com/mental-health/what-is-dopamine