هناك العديد من الكنوز المفقودة في العالم، يعود بعضها إلى العصور القديمة والبعض الآخر فقد حديثاً. وعلى الرغم من أن فكرة وجود كنز ما في إنتظار أن يجده أحد هي فكرة جذابة جداً، إلا أن معظم هذه الثروات تعد مجرد أساطير أو أنها قد نُهبت وسُرِقت من قبل. ومع ذلك، هناك العديد من الكنوز التي تستحق البحث عنها. إليكم إذا قائمة بأبرز هذه الكنوز المرتبة حسب القيمة وحسب إحتمالية وجودها في مكان ما:
حفرة الأموال في جزيرة البلوط – كندا
تعد هذه الحفرة من أكثر الأماكن التي تم التنقيب فيها على كنوز مفقودة، وهي موجودة في جزيرة البلوط التي تبلغ مساحتها 140 فدان بالقرب من شواطئ نوفا سكوشا في كندا.
وتعود القصة إلى عام 1795 عندما لاحظ فتى يدعى دانيال مكجينيس، منخفضاً أرضيا يدل على أن هناك حفرة كبيرة قد تم طمرها من قبل. ثم قام دانيال مع صديق له بحفرها إلى عمق تسعة أمتار ووجدوا عدة بلاطات وبقايا فؤوس ولكن لم يجدوا أي شيء ذات قيمة. وانتشرت بعد ذلك روايات تقول بأن كنز القبطان كيد موجود في هذه المنطقة مما أدى إلى عدة محاولات للتنقيب عليه خلال القرون التالية.
ومن أهم الأدلة التي عثر عليها، هي بلاطة مكتوب عليها: “مليونا جنيه مدفونة على عمق أربعون قدم”.
كنوز فرسان الهيكل – أسكتلندا
فرسان الهيكل هم قوة عسكرية دينية تأسست في عام 1119 لحماية الحجاج المسيحيين إلى الأراضي المقدسة في الشرق الأوسط. ويقع مقرهم الرئيسي إلى جانب الحرم الشريف في القدس. وعلى مر العقود جمع فرسان الهيكل ثروات ضخمة من تبرعات أتباع الكنيسة وأصبحوا أكبر قوة عسكرية في أوروبا وابتكروا نظاما مصرفيا زاد من نفوذهم المادي.
وخلال مئتي عام، حصل الفرسان على أراض شاسعة وقلاع وقصور وكميات كبيرة من الذهب والفضة، وفي عام 1291 تم طردهم من الشرق الأوسط بقيادة الملك فيليب السادس، ملك فرنسا. وفي عام 1307، قام الملك فيليب بإلقاء القبض على قيادات الفرسان بمباركة بابا الكنيسة وقام بتعذيبهم بتهمة عبادة الشيطان، وصادر جيمع أراضيهم وممتلكاتهم.
ولكن لم يتم القبض على معظم فرسان الهيكل في أوروبا، حيث قاموا بالإبحار ليلاً في أسطول مكون من 18 سفينة، من شواطئ فرنسا في 12 أكتوبر 1307. وتقدر قيمة الكنوز التي حُمِّلت على هذه السفن بعدة مليارات من الدولارات.
غرفة العنبر – ألمانيا أو روسيا
لقد صمم المهندس الألماني أندرياس شلوتر غرفة الكنز هذه، وقام بتركيب ألواح من أجود أنواع العنبر والذهب على جدرانها، وتم بنائها في قصر تشارلوتنبرج في بروسيا بين عامي 1701 و 1709. وفي عام 1716، قام فريدريك ويلهيلم الأول بإهداء هذه الغرفة للقيصر بيتر، إمبراطور روسيا، لضمان تحالف مع الروس في مواجهة السويد.
وقد نقلت الغرفة إلى القصر الشتوي في سنت بيتيرسبرج ثم إلى قصر كاثرين في نفس المدينة، حيث تم توسيعها من قبل حرفيين ألمان وروس. وكانت تحتوي على 5،440 كجم من العنبر وبلغ طولها 17 متر. وفي عام 1941، قام الألمان بالعثور على هذه الغرفة وتفكيكها ونقلها إلى كونيجسبيرج بالقرب من شاطئ البلطيق.
وبحسب التصريحات الرسمية فإن الغرفة قد دُمِّرت جراء قصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن هناك بعض الأدلة على أن الغرفة قد نُقِلت خارج المدينة خلال الحرب وخُبِّأت مع كنوز النازيين. وتقدر قيمة الغرفة وكنوزها حاليا بـ 170 مليون دولار.
سفينة سان ميجويل وأسطول الكنز المفقود – بالقرب من شواطئ فلوريدا
في عام 1712 كان الإسبان بحاجة ماسة للأموال لتمويل حرب خلافة الملك فيليب الخامس. وفي عام 1715 قام الإسبان بتحميل 12 سفينة بالذهب واللؤلؤ والمجوهرات من سواحل أمريكا اللاتينية لنقلها إلى إسبانيا. ولحماية الأسطول من القراصنة، أبحر الأسطول من شواطئ هافانا في موسم الأعاصير، وأدى هذا إلى غرق جميع السفن بعد سبعة أيام من الإبحار. وخلال الأربع سنوات التالية إستطاع الإسبان إنقاذ نصف الكنوز من أعماق البحر، إلا أن القراصنة أعاقوا عمليات البحث.
واستطاع البحار كيب واجنر مؤخرا العثور على معظم السفن الغارقة ولكن وجد القليل من الكنوز فقط، إلا أن سفينة سان ميجويل لا زالت مفقودة إلى يومنا هذا وهي تحوي أكبر كمية من الكنوز من بين الأسطول. وكانت هذه السفينة تحمل العديد من المجوهرات والنقود والسبائك الذهبية التي تقدر قيمتها بـ 2 مليار دولار.
بيض فابرجيه المفقود – روسيا
في عام 1885، أمر القيصر أليكساندر الثالث بتصنيع بيض من الذهب والمينا لزوجته ماريا، وعين الصائغ فبارجيه ليقوم بهذه المهمة، وخلال الـ 33 سنة التالية تمت صناعة 52 بيضة للعائلة الملكية الروسية و15 بيضة لمشترين آخرين. وخلال الثورة الروسية في عام 1917، تم إعدام العديد من أفراد العائلة الملكية، وفر بيتر كارل فابرجيه إلى لاتفيا ثم إلى ألمانيا ثم استقر في سويسرا حيث مات في عام 1920.
أما البيض فقد صادرته الحكومة الروسية وحُفِظ في خزائن الكرملين، إلا أن هناك 8 بيضات إختفت ولم يعثر على أي أثر لها إلى يومنا هذا. وفي عام 2007 تم العثور على بيضة واحدة وبيعت في مزاد كريستي بـ 8.9 مليون دولار. وتقدر قيمة الثماني بيضات بين 90 مليون و 150 مليون دولار.
كنز سفينة فلور ديلا مار – سومطرة
فلور ديلا مار أو “زهرة البحر” هي سفينة برتغالية حربية بُنِيت في لشبونة في عام 1502، ولها سجل حافل في المعارك البحرية تحت قيادة القبطان ألفونسو دي ألبوكويركي. وبحسب المؤرخين فقد قام القبطان بتحميل السفينة بأكبر كنز عرفته البحرية البرتغالية في التاريخ وهو عبارة عن كنوز مَلَقَة وممتلكات ملك السيام، ثم أبحر متجها إلى البرتغال بصحبة أربع سفن أخرى. وفي 20 نوفمبر من عام 1511، واجه الأسطول عاصفة قوية في مضيق مَلَقَة أدت إلى غرق “زهرة البحر” على شواطئ سومطرة. ولقد نجا القبطان ألفونسو إلا أن الكنوز بقيت مفقودة إلى يومنا هذا مع حطام السفينة في قعر البحر.
وكانت السفينة تحتوي على كؤوس ذهبية وأواني فضية وكميات كبيرة من سبائك الذهب يبلغ وزنها 54،431 كجم، أما قيمتها فهي 2.6 مليار دولار.
كنز المخطوطات النحاسية – الأردن
يقع موقع قمران الأثري إلى شمال البحر الميت بين فلسطين والأردن. وفي عام 1946، عثر بعض البدو على مخطوطات البحر الميت في أحد الكهوف في منطقة قمران، ثم قامت الحكومة الأردنية بالتنقيب في أحد عشر كهفا ووجدوا 972 مخطوطة ورقية ونصوص مكتوبة على أوراق البردي ومخطوطتان غريبتان مصنوعتان من النحاس. ثم عُرِف لاحقا أن هاتين المخطوطتان هما عبارة عن مخطوطة واحدة ولكن قُسِمت إلى جزئين.
لقد حدث هذا الإكتشاف في 14 مارس من عام 1952 في الكهف الثالث، وكانت المخطوطة النحاسية بحالة سيئة جدا إلا أن علماء الآثار استطاعوا أن يقرأوا ما كان مكتوبا عليها، وهي عبارة عن لائحة بـأماكن 64 موقع خُبِّأ فيها كميات كبيرة من الذهب والفضة، بالإضافة إلى تفاصيل وكميات الكنوز المخبأة. ويُعتقد أن هذه المخطوطة قد كتبت بين عامي 110 و 30 قبل الميلاد، وعلى الرغم من أن الرومان قد وجدوا معظم هذه الكنوز عند إحتلالهم لهذه المنطقة إلا أن المؤرخين يعتقدون بأن بعضها لا زال مُخبأ إلى يومنا هذا.
ويحتوي الكنز المذكور على عدة نقود وسبائك وتحف من الذهب والفضة وتقدر قيمته بـ 1.2 مليار دولار.
ملايين كروجر المفقودة – جنوب إفريقيا
خلال الحرب الثانية التي دارت بين الإنجليز والهولنديين في جنوب إفريقيا، وعندما ظن الهولنديين أن الإنجليز قد شارفوا على إحتلال مدينة بريتوريا، قاموا بجمع كل ما يستطيعون حمله من ذهب من إحتياطي الدولة ومن البنوك والمناجم، ثم هربوا مع هذه الكنوز شرقاً إلى مقاطعة ترانسفال. وفي 19 أكتوبر من عام 1900، غادر بول كروجر، رئيس الهولنديين في جنوب إفريقيا، بحراً إلى فرنسا تاركاً خلفه الكنوز مخبأة في مكان ما في غابات ترانسفال شمال شرق دولة جنوب إفريقيا، والتي لم يعثر على أثر لها إلى يومنا هذا.
أما الكنز فهو عبارة عن نقود ذهبية وسبائك من الذهب والفضة وتقدر قيمته بـ 250 مليون دولار أمريكي.
مدينة بايتيتي المفقودة – البرازيل
لقد سَمِع كثير من الناس قصة الإلدورادو وهي مدينة مليئة بالذهب ومفقودة في مكان ما في غابات أمريكا الجنوبية. ولكن هذه المدينة هي أسطورة فقط، أما مدينة الذهب الحقيقية فهي مدينة بايتيتي.
بإختصار شديد، ترجع القصة إلى حرب الأربعين عاما بين الإسبان وشعب الإنكا في البيرو. وقبل نهاية الحرب، إنسحب الإنكا إلى مدينة في وادي فيلكابامبا، وعندما دخلها الإسبان في عام 1572 وجودها خالية من السكان والذهب. أما الإنكا فقد هربوا إلى مكان آخر في غابات البرازيل الجنوبية آخذين كل ممتلكاتهم من الذهب، ولم يستطع أحد بعد ذلك أن يجد المدينة الجديدة أو الذهب المفقود.
وفي عام 2009، أظهرت بعض صور الأقمار الإصطناعية أن هناك منطقة مقطوعة الأشجار وسط غابات باكو دي أكرا في البرازيل، وأظهرت أن هناك آثاراً قديمة في ذلك المكان. وبالإمكان رؤية هذه المنطقة بسهولة باسخدام Google Earth، مما دفع الكثير من المؤرخين وعلماء الآثار لمراجعة معتقادتهم بشأن مدينة بايتيتي وكنوزها المفقودة.
أما الكنوز فيعتقد المؤرخون أنها كانت تحتوي على تحف ذهبية ومجوهرات وسبائك من الذهب، وتقدر قيمتها بـ 10 مليار دولار أمريكي.
كنز الملك جون – بريطانيا
لقد عُرِف الملك جون بولعه بنهب المجوهرات والذهب، والإحتفاظ بها لنفسه ولحاشيته. وقد سافر في عام 1216 إلى مدينة نورفولك في بريطانيا والتي كانت تُعرف بمساحاتها الشاسعة المغطى بالمستنقعات والمسطحات الطينية الخطرة. وخلال إقامته في هذه المدينة، أصابه المرض، وقرر العودة إلى قصره في ويسبيك وسلك طريقا طويلة حول المستنقعات لسلامته. أما جنوده الذين كانوا يجرون العربات المليئة بالكنوز فقد سلكوا الطريق الأقصر والتي تمر خلال هذه المستنقعات، ولسوء حظهم فقد غرقوا خلال المد بالقرب من جسر ساتون، ولم يستطع أحد إلى الآن تحديد مكان هذه العربات. أما الملك فقد توفي بعد ذلك بأيام قليلة.
وبحسب المؤرخين فإن الكنز المفقود إحتوى على مجوهرات التاج التي ورثها الملك جون عن جدته ملكة ألمانيا، وبعض الكؤوس الذهبية ولوح فضي وصولجان ذهبي وسيف تريسترام والعديد من النقود الذهبية، وتقدر قيمته بـ 70 مليون دولار أمريكي.