مفهوم الإمبراطورية هو بسط سلطة دولة ما على أراض خارجية واسعة وعلى عدة مجموعات عرقية، أما عظمة الإمبراطورية فترتكز بشكل أساسي على اتساعها وتعداد سكانها واقتصادها ومدة بقائها، إضافة إلى عوامل أخرى كطبيعة الحكم فيها ورضا شعوبها. إليك عزيزي القارئ لائحة أعظم 10 امبراطوريات عرفها التاريخ:
الإمبراطورية الأكادية – من 2334 إلى 2193 ق.م.
قامت هذه الإمبراطورية على عاصمتها مدينة أكاد والمناطق المجاورة لها، وكانت الإمبراطورية الأكادية السلف الذي سبق ظهور الدول الأكادية بابل وآشور، والتي تشكلت بعد عدة قرون بمزيج من الثقافات الأكادية وأخرى غيرها. أما الديانة السائدة في هذه الإمبراطورية فكانت السومرية.
بلغت هذه الإمبراطورية أوج قوتها بين القرنين 23 و 24 قبل الميلاد أي الفترة التي تلت غزوات الملك الأكادي الشهير (سرجون)، وتمثل هذه الإمبراطورية أول ظهور للإمبراطوريات في التاريخ.
الإمبراطورية الفارسية – من 550 إلى 330 ق.م.
وتعرف أيضاً بالإمبراطورية الإخمينية. هي الدولة الوريثة لإمبراطورية الميديين التي حكمت إيران، تأسست على يد الملك الفارسي سايروس العظيم، وامتدت على ثلاث قارات: آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وفي أقصى اتساعها خضعت لهذه الإمبراطورية أراضي إيران وأفغانستان وباكستان وأذربيجان وأجزاء من آسيا الوسطى وآسيا الصغرى وتراقيا (منطقة في جنوب أوروبا بين اليونان وبلغاريا وتركيا) ومكدونيا والعراق وشمال السعودية وبلاد الشام وكافة مناطق التركز السكاني في مصر وحتى ليبيا.
وبذلك تكون الإمبراطورية الأضخم في التاريخ القديم بمساحة تقدر بحوالي 8 مليون كم2. وتعرف في التاريخ الغربي بصفتها العدو اللدود لليونان القديمة. تقهقرت هذه الإمبراطورية على يد ملك مقدونيا الاسكندر الثالث وانهارت عام 330 ق.م.
يعزو المؤرخون القوة التي وصلت إليها الإمبراطورية الفارسية إلى النموذج الناجح في الحكم المركزي وإلى عمل الحكومة بغرض مصلحة الجماعة.
الدولة الأموية – من 661 إلى 750 م
الخلافة هي النموذج الإسلامي من الحكم الذي يعبر عن الوحدة السياسية للعالم الإسلامي، وكانت الخلافة الأموية الثانية من بين أربع خلافات تأسست بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت عائلة (أمية) تحكمها وهي التي تنحدر من أمية بن عبد شمس الجد الأكبر للأمويين.
ورغم كون الأمويين أساساً من مكة؛ إلا أنهم اتخذوا من دمشق عاصمةً لخلافتهم. زادت مساحة الأراضي التي سيطرت عليها هذه الإمبراطورية عن 13 مليون كم2 فكانت حينها أكبر إمبراطورية في العالم؛ وحتى الآن هي خامس أكبر إمبراطورية متواصلة الأراضي في العالم، كما اعتبرت أكبر دولة أسسها المسلمون عبر التاريخ.
لطالما اعتبر نظام الحكم في الدولة الأموية من أفضل أنظمة الحكم في العالم، حيث كان يآزر الخليفة في الحكم 6 مجالس: ديوان الخراج وديوان الرسائل وديوان العمال وديوان الخاتم وديوان البريد وديوان القضاة.
غرقت الدولة أثناء ما يعرف بمرحلة حكم جيل الأحفاد، في الصراعات الداخلية، وتتالت الثورات على امتداد مساحة الدولة إلى أن أتى المد العباسي من المشرق وكانت معركة الزاب الكبير التي انتهت بسقوط الدولة الأموية عام 750 م.
الإمبراطورية الصينية، حكم كينج – من 1644 إلى 1912 م
كانت عائلة كينج آخر عائلة حكمت الصين، من عام 1644 إلى 1912 م. وبدأت القصة بحكم عائلة كينغ ثم تشكلت جمهورية الصين، فبدأت عائلة كينج حكمها من منشوريا ثم تمددت إلى كافة أرجاء الصين مشكلة إمبراطورية (كينج العظيم).
وبلغت الإمبراطورية سطوتها في القرن الثامن عشر حيث كان الاتساع في الأرض والتزايد في السكان، وبلغت مساحتها قبل نهايتها 14.7 مليون كم2 . وفي عام 1820، بلغ الناتج القومي الصيني 32% من الناتج العالمي .
الإمبراطورية العثمانية – من 1299 إلى 1922 م
هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، وتحولت إلى إمبراطورية بغزوها للقسطنطينية عام 1453، فضمت أكثر من 29 ولاية بين أوروبا وأسيا وإفريقيا، حكمتها السلالة العثمانية التي تنتمي إلى العرق التركي، بلغت الدولة ذروة قوتها في عهد السلطان سليمان الأول وبانتهاء عهده بدأت تضعف وتتراجع تدريجياً إلى أن انتهت بشكل رسمي بتوقيعها على معاهدة لوزان.
الإمبراطورية الروسية – من 1721 إلى 1917 م
هي امبراطورية نشأت في عام 1721 وامتد حكمها حتى الثورة الروسية عام 1917. وفي عام 1866 امتدت هذه الإمبراطورية نحو أوروبا الشرقية وأسيا وأميركا الشمالية، ومنذ القرن التاسع عشر كانت روسيا أكبر بلاد العالم مساحةً، ممتدة بين المحيط المتجمد الشمالي شمالاً والبحر الأسود جنوباً، وبين بحر البلطيق غرباً والمحيط الهادي شرقاً؛ فكانت بذلك ثاني أكبر إمبراطورية متصلة الأراضي في التاريخ.
امبراطورية مغول الهند – من 1526 إلى 1857 م
هي امبراطورية إسلامية حكمت أجزاء واسعة من شبه القارة الهندية، فغزت وحكمت أغلب جنوب آسيا في نهاية القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، وغاب نجمها في منتصف القرن التاسع عشر.
انحدر أباطرة هذه الإمبراطورية من التيموريين وهي سلالة تركمانية، وحكموا في أوج قوتهم معظم القارة الهندية بمساحة تفوق 4 مليون كم2، وسكنها بين 110 و 130 مليون نسمة.
بدأت نهاية هذه الإمبراطورية بموت الإمبراطور أبو المظفر محي الدين محمد أورانكزيب في 1707 م. وبدأت بعدها سلسلة الهزائم على أيدي الأوروبيين حتى سقطت عام 1857.
لاتزال تماثيل الأباطرة موجودة إلى الآن، ولعل أهم إرث تركته هذه الإمبراطورية في تاريخ الهند هو العمارة، ومن منا لم ينبهر بجمال (تاج محل) الذي بناه أحد الأباطرة المغول ليضم رفات زوجته بعد موتها ويخلد ذكراها، والذي يعد من أهم الأمثلة التاريخية للعمارة الإسلامية والمغولية.
ولم يكتفوا بتوحيد البلاد فحسب بل وضعوا عملة موحدة للدولة ونظاماً طرقياً مميزاً، فكانت البضائع والمحاصيل تصدر لجميع أنحاء العالم.
إمبراطورية المغول – من 1206 إلى 1368 م
بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، امتدت إمبراطورية المغول من شرق أوروبا إلى آسيا، ونشأت من اتحاد القبائل المغولية والتركية فيما يعرف اليوم بمنغوليا، وبدأت بالنمو عبر الغزوات المتواصلة بعدما أعلن عن جنكيز خان كحاكم لكافة المغول عام 1206.
في أقصى اتساعها امتدت هذه الإمبراطورية من الدانوب غرباً إلى بحر اليابان شرقاً، ومن المتجمد الشمالي إلى كامبوديا جنوباً؛ فبلغت مساحتها أكثر من 24 مليون كم2، أي 22% من مساحة اليابسة على سطح الأرض، وسكن هذه المساحة الشاسعة ما يفوق 100 مليون نسمة. لكن ما لبثت أن تجزأت هذه الإمبراطورية بعد حروب متواصلةـ ومع نهاية القرن الثالث عشر كانت قد تقسمت إلى 4 امبراطوريات مختلفة، لكل منها كيانها الخاص.
وبالطبع تكون إمبراطورية المغول هذه أكبر إمبراطورية متواصلة الأراضي عبر التاريخ، وثاني أكبر إمبراطورية من حيث المساحة على الإطلاق.
إمبراطورية الروم – من 27 ق.م. إلى 1453 م
الإمبراطورية الرومانية هي المرحلة التي تلت المرحلة الجمهورية من الحضارة الرومانية القديمة، فاتسمت بالنمط الاستبدادي في الحكم والاتساع الكبير في الأراضي المسيطر عليها في أوروبا وحول البحر المتوسط. وكانت الجمهورية الرومانية التي سبقت الإمبراطورية، قد تضعضعت ودمرت بالحروب الأهلية.
تمدد الرومان بدأ منذ عهد الجمهورية لكنه بلغ ذروته تحت حكم الإمبراطور (تراجان)؛ عندها بلغت مساحة الإمبراطورية 6.5 مليون كم2. وانقسمت هذه الإمبراطورية في النهاية إلى إمبراطورية روما الغربية و الشرقية التي عرفت فيما بعد بالإمبراطورية البيزنطية والتي استمرت لألف عام.
ويعد الامتداد الواسع وطول فترة البقاء من أهم عوامل عظمة هذه الإمبراطورية؛ إلا أن أهمية هذه الإمبراطورية تكمن بتأثيرها العميق على اللغة والدين والعمارة والفلسفة والقانون في الحضارة الإنسانية عامةً وفي الحضارة الغربية خصوصاُ والذي نراه حتى هذه اللحظة، حتى أن العديد يعتبرون أن بداية تشكل فكرة أوروبا كانت مع ظهور إمبراطورية روما الغربية.
الإمبراطورية البريطانية
الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس… مع أكثر من 33.7 مليون كم2 من الأراضي، تتربع الإمبراطورية البريطانية على عرش أكبر الإمبراطوريات مساحةً في التاريخ. ومع حكمها لأكثر من ربع سكان العالم وقيادتها للتطور العلمي والاقتصادي في التاريخ الحديث، فإن سلطتها لم تقف عند حدودها الجغرافية بل امتدت إلى جميع أنحاء العالم.
تكونت هذه الإمبراطورية بالأساس من مقاطعات ومستعمرات ودول وقعت على اتفاقيات انتداب ووصاية لذلك لم تكن متواصلة الأراضي كما سابقاتها، كما أن الثورات لم تهدأ فيها إلا أن سبب اعتلائها قائمتنا هنا كونها أكثر الإمبراطوريات تأثيراً في زمننا الحاضر بلا شك. وكانت الحرب العالمية وخسارة الهند أكبر النكسات التي تعرضت لها الإمبراطورية والتي أدت في النهاية إلى انحسارها.
اين هي دولة العباسية العصر الذهبي للمسلمين اوج الحضارة الاسلامية