الخجل المفرط هو مشكلة لدى العديد من الأشخاص. يرى علماء النفس والاجتماع أن الخجل المفرط مرضاً اجتماعياً ونفسياً يسيطر على قدرات الفرد ويشل طاقاته الإنتاجية المبدعة ويحد من سلوكه الأجتماعي والنفسي ، نتيجة ما يصيبه من إنفعالات بسبب إثارات طبيعية وصناعية يكتسبها الفرد من الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه .
ولا بد للفرد الذي يصاب بالخجل المفرط من إيجاد طريقة ناجعة للتغلب على ما يتفاعل في أعماقه من إنفعالات تولد الخجل والحياء المفرط الذي يجعل منه شخصاً غير مبدعٍ حتى في هواياته المفضلة وتحد من طاقاته الانتاجية والإبداعية في الحياة العامة والخاصة.
وفيما يلي أهم الخطوات التي يجب على الفرد إتباعها للتخلص من الخجل المفرط .
التخلص من وسواسك
الآخرين حتى قبل أن يفعل شيئا، ويتصور بأنه سيرتكب حماقات لا محالة، ويقتنص أدنى إيماءة من الآخرين ليفسرها كرد فعل سلبي اتجاهه، يساعده في ذلك خياله المشبع بالتفكير السلبي التشاؤمي.
التخلص من الاضطراب الاجتماعي (الرهاب الأجتماعي)
اضطراب القلق الاجتماعي(SAD) (أو الرهاب الاجتماعي) هو نوع من الاضطرابات التي تحدث للفرد عندما يتعرض للحديث لأول مرة أو حتى بعد فترة من معرفة اشخاص جدد لا يعرفهم فيشعر بالخوف والتوتر الزائدين، وفي المواقف التي يشعر فيها الشخص أنه تحت المجهر أو داخل حلقة التركيز وأن الكل ينظر إليه، فيخاف أن يظهر عليه الخجل أو الخوف أو أن يخطيء ،فإن المصاب بالرهاب الاجتماعي في غالب أوقاته يكون متوترا ويعيش صراعا نفسيا، لذلك فتمارين الاسترخاء تعد ضرورية له، إذا أحسست بارتباك أو توتر وأنت في موقف محرج يمكنك ببساطة الاستئذان من الآخرين وأخذ وقت مستقطع بعيدا عن الأنظار لتسترخي قليلا وتعيد لنفسك ثباتها.
التخلص من نقاط ضعفك
إنّ وعي الشخص بجوانب الضعف والقوّة لديه هو أمر ضروري جداً للنجاح في الحياة، وتتفاوت سهولة تحديد نقاط الضعف والتغلّب عليها من شخص لآخر، لكنّ العامل الأهم في تحديدها هو مقدار صدق الشخص مع نفسه فيما يخصّ اعترافه بفشله أو بأخطائه أحياناً، وهذا من شأنه أن يُساعد الشخص على إصلاح نفسه وتجاوز نقاط ضعفه، ثم القيام بتحويلها إلى نقاط قوّة ونجاح، كي لا تُصبح عائقاً في حياته المهنيّة، أو الشخصيّة
من المهم جداً أن تتخلص من نقاط ضعفك لأنها المسبب الأول لعقدة خجلك، قم بتحديد الأشياء التي تشعر بالخجل منها ، شكلك،ملابسك ،أحد صفاتك، قلة ثقتك ، ثم باشر في معالجتها عندما تنتهي من معالجتها ستصبح اكثر ثقة بنفسك، وبالتالي اكثر قدرة على التواصل مع الآخرين .
ترتيب الأفكار و الحديث ببطء
يمتنع الكثير من الأشخاص عن الكلام والخوض في النقاشات، بسبب عدم قدرتهم على ترتيب الأفكار التي تجول بذهنهم، رغم امتلاكهم الرأي الصحيح في موضوع النقاش، وللتغلّب على تلك الحالة يُنصح بالإكثار من القراءة في مجالاتٍ مختلفة، ثمّ محاولة كتابة الأفكار على الورق يوميّاً، وفي حالة الحديث المباشر مع أشخاص آخرين يجب عدم التسرّع في الكلام واختيار الألفاظ بدقةٍ ووضوح مع استخدام لغة الجسد لإيصال المعنى، مع الممارسة ستزداد القدرة على الكلام مع الآخرين بصورةٍ كبيرةٍ وفعّالة للغاية وبدون خجل وتوتر .
التمتع بالجراءة تساعد على علاج الخجل
إنّ أول الطرق ليصبح الشخص جريئاً في الكلام مع الآخرين تتمثل في مواجهة ذاته بالسبب الذي يمنعه من التحدث بحرية، وقد تكون قلة الثقة بالذات نابعة من الحالة الصحيّة، أو اللياقة البدنيّة أو نقص المعلومات في المجالات المطروحة للنقاش، ثمّ العمل على تعديل تلك الحالات التي يجب فيها التعامل مع الآخرين بحريّة أكبر، أو بمعنى أصحّ مواجهة الخجل بصورةٍ عمليّة عبر التظاهر بالجرأة في الحديث، ومحاولة إخفاء الخجل والتوتر قدر الإمكان، والنجاح في التعامل بتلك الطريقة يجعل الشخص جريئاً بصورة حقيقية بعد فترةٍ وجيزة عند اعتياد التغيير.
اللجوء الى الكتابة
وتتم بتدوين المشكلة التي تعانيها من خوف أو خجل على ورقة، ثم تدوين الأشخاص الذين تخاف وتخجل منهم، والبدء فيهم فرداً فرداً ومواجهتهم والتحدث معهم بكل ثقة، ومع الوقت سيُلاحظ الفرد الفرق وسيلاحظ قدرته على مواجهة الجميع ومواجهة الأشخاص الجُدد . اقرأ أيضا:علاج الارق و 10 طرق تساعدك على النوم بسهولة
لا تهتم لما يقوله الآخرون عنك
عندما يتملّكُك الخجل سيكون كلام الناس شُغلك الشاغل، وخوفك الأوحد، لا تُفكر فيما يقولون عنك ولا تكترث لهم مُطلقاً، ضعهُم خلف ظهرك واعمل ما شئت طالما أنه صحيح بنظرك، وتأكّد أنه لن يرضى أحد عنك مهما فعلت من أجله، لأنّ إرضاء الناس غاية صعبة المنال
عليك أن لا تهتم لما يقال عنك، فأنت تعرف من أنت، ولا تقلل من قيمتك فسر الفشل هو محاولة إرضاء الجميع.
استخدام لغة الجسد في علاج الخجل المفرط
إنّ التفاعل مع الآخرين باستخدام لغة الجسد، كالنظر في العينَين أثناء الحديث، وإبراز الصوت، والمصافحة هي أمور تساعد على تجاوز الخجل الأوّلي عند التفاعُل الاجتماعي
إن لغة الجسد هي لغة تواصل لا تستخدم الكلمات، وتعني قيام الإنسان بأي فِعل يقوم شخص آخر باستقاء معنىً محددٍ منه. والسلوك غير اللفظي من الأمور الدقيقة والمعقّدة، إلا إنه من الممكن فهمه وإدارته في حال استخدام عدد من القواعد والمهارات، ويحتوي الاتصال غير اللفظي على الإشارات والعلامات المُتعلّقة بكلٍ من الاستماع، والإبصار، والإحساس، وتستخدم الأفعال غير اللفظية من أجل تعزيز أو استبدال الرسائل أو التناقض المتعمّد مع تلك الرسائل ويمثل التواصل غير اللفظي ما يُقارب من 60% من المعاني خلال عملية التواصل بين الناس، حيث يساعد على فهم لغة الجسد وتقريب العلاقات مع الآخرين .
التخلص من الأفكار السلبية
عادة ما يحمل الذين يعانون من الخجل الاجتماعي من العديد من الأفكار والمعتقدات السلبية التي تزيد من خوفهم وقلقهم في العديد من المواقف، كالخوف من الحرج أو الظهور بموقف مرتبك أمام الناس، وتحدّي هذه الأفكار ومحاولة التخلّص منها هو أول خطوة في التخفيف من الخجل الاجتماعي، ويكون ذلك بتحديد تلك الأفكار بوضوح ومحاولة تفسيرها وفهم أسبابها والبدء تدريجياً باستبدالها بأخرى إيجابية تبعث على التفاؤل .
يقول الكاتب جيرالد سينكلير إن الأفكار السلبية تعتبر جزءا من حياتنا، لكن يجب ألا ندعها تسيطر على تفكيرنا وتعكر مزاجنا .
فنحن نقضي وقتا طويلا في التفكير بطريقة سلبية حول حياتنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، مما يجعل مسألة تخليص أنفسنا من هذه السلبية بالغ الأهمية.
ويضيف سينكلير في تقرير نشره له موقع “أوارنس أكت” الأميركي، أننا عندما نفكر بطريقة سلبية فنحن نهيئ أنفسنا للفشل، وكلما دربنا عقولنا أكثر على التفكير بطريقة إيجابية كانت النتائج أفضل.
الثقة بالنفس و علاج الخجل
ينجح الأشخاص الذين يتمتعون بنسبة عالية من الثقة بالنفس بتخطي الصعاب وتحقيق الإنجازات؛ لذا هم دائما محط إعجاب الآخرين، و تُعدّ الثقة بالنفس من أهمّ السمات الشخصيّة التي تُحدّد حياة الفرد وتوافقه مع ذاته ومع مجتمعه، بالإضافة إلى أنّها تعني تَقبُّل القُدرات التي منحها الله للفَرد والرضا بها، والتكيُّف معها، والقدرة على مُواجهة الظّروف اليوميّة بكافّة أنواعها بفاعليه أكثر؛ فالثقة بالنّفس تُضيف للفرد إحساساً بالاعتزاز، والافتخار بمهاراته وكفاءاته فيصبح المرء قادراً على أداء أفكاره الإبداعية بكل إرتياح بعيداً عن الخجل المفرط الذي سيؤدي به إلى تفكك مهاراته الإبداعية .
المراجع/ https://www.ditchthelabel.org/overcoming-low-self-esteem/