في السنوات الأخيرة سمعنا العديد من التنبؤات والتوقعات حول نهاية العالم لكنها لم تتحقق، كما شاهدنا الكثير من الأفلام السينمائية التي تبنت أسوأ السيناريوهات الممكنة والتي قد تؤدي إلى نهاية العالم فتفاوتت بين كوارث مناخية مروعة إلى هجوم كائنات فضائية أو إصطدام نيزك بالأرض.
طبعا لم يتحقق شيء من كل هذا إلى الآن ولكن من الجيد أن نشير الى أن هذه السيناريوهات والتوقعات ليست محض خيال، كما إن احتمال حدوثها منطقي ووارد بغض النظر عن ضآلة نسبة احتمال حدوثها أو صعوبة تقدير زمن وقوعها.
وقد حاول الكثير من الناس توقع نهاية العالم منذ العصور الأولى فتركت حضارة المايا على سبيل المثال، تقويما توقع نهاية العالم في تمام الساعة 23:11 يوم 21 ديسمبر 2012.
لنتعرف إذن على اخطر 10 أحداث قد تشكل في الواقع تهديداً حقيقياً على مستقبل البشرية:
سقوط نيزك عملاق
هناك الملايين من الكويكبات والشهب التي تقتحم الغلاف الجوي للأرض بشكل يومي وبسرعة لا تصدق بالإضافة إلى المئات من قطع الخردة الفضائية كحطام الأقمار الصناعية القديمة وغيرها من المخلفات. ولكن جميع هذه الأجسام تحترق وتتفتت من دون ان تسبب أي أذى. ولأسباب واضحة، تقوم وكالات الفضاء حول العالم بمراقبة جميع الأجسام التي من المحتمل أن تكون في مسار تصادمي مع الأرض حيث تم العثور على بعض الشهب التي يبلغ حجمها حجم القرى الصغيرة.
في يوم 15 فبراير/ شباط 2013، تحطم نيزك تشيليابينسك في جنوب غرب روسيا حيث دخل الغلاف الجوي وانفجر على ارتفاع 50 كيلومترا فوق سطح الأرض، مما تسبب في سقوط كمية كبيرة من الشظايا الصغيرة، بالإضافة الى شظية ضخمة سميت بـ”نيزك تشيليابنسك”. وقد أسفر سقوط هذا النيزك عن إصابة 1،400 شخص بجروح متفاوتة بينهم 52 شخصا تم نقلهم إلى المستشفيات. وبلغت كتلة النيزك 10,000 طن، مولداً انفجاراً هوائيا بمقدار 500 كيلوطن من الـTNT وهو ما يعادل تقريبا 30 ضعف قوة القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما ونجازاكي.
وبسبب هذه الحادثة يمكن القول أن النيازك تعد من أخطر التهديدات التي قد تؤدي إلى نهاية العالم. وقبل أكثر من عامين رصد علماء فلك اوكرانيين نيزكاً ضخماً يبلغ عرضه 13 ألف قدم، على مسار تصادمي مع الأرض في 26 أغسطس 2032. وفي حالة اصطدامه سيدمر أكثر من 100 ألف ميل مربع أي ما يعادل القاء 2،500 قنبلة نووية!
البراكين العملاقة
يتذكر الجميع ثورة البركان الايسلندي في سنة 2010 والذي أدى إلى تعليق الرحلات الجوية لعدة أيام بسبب الرماد الذي انتشر في الغلاف الجوي. ولكن البراكين في الواقع ليست مثل ما نشاهد في الأفلام السينمائية، فالحمم التي تنفثها تشكل تهديداً صغيراً جداً على نطاق عالمي، ولكن الخطورة تتجلى في الرماد الذي تطلقه في الجو والذي يخلق سحابة قاتلة من الرماد تؤدي الى منع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض. ويسفر ذلك عن مقتل النباتات والحيوانات وتلويث الهواء وقد يؤدي إلى انقراض الجنس البشري.
وباء عالمي فتاك
يبلغ عدد سكان العالم حاليا أكثر من 7 مليارات نسمة وبحلول عام 2050 سوف يصل عدد السكان إلى حوالي 10 مليارات. بالإضافة إلى ذلك فإن البكتيريا التي نحاربها اليوم هي في تتطور مستمر ومن الممكن أن تصبح مقاومة للمضادات الحيوية وتخلق مشاكل معقدة لدرجة أن الأمراض البسيطة ستصبح غير قابلة للشفاء. فبالنظر الى الجدول الزمني للإنسان يمكنك أن ترى أن هذا ليس مستبعداً، علما أن أعداداً هائلة من البشر قضو بسبب مرض أو فيروس في السابق كما حدث في وباء الإنفلونزا في بداية القرن الماضي والذى قضى على أكثر من 100 مليون نسمة.
الفيروسات الجديدة التي ظهرت في جميع أنحاء العالم تتطور بشكل غير مسبوق وتنتشر بسرعة كبيرة، وأصبح التحدي في هذه الحالات هو إيجاد العلاج قبل توسع دائرة انتشار هذه الأمراض وفقدان السيطرة عليها. ومؤخرا تسبب فيروس الإيبولا في إفريقيا في وفاة الآلاف من الناس وقد يؤدي انتشار العديد من الأوبئة الخطيرة بسبب الكثافة السكانية العالية في بعض الدول إلى انقراض الجنس البشري تدريجيا.
التوهجات الشمسية
لا يُعرف سوى القليل عن سبب حدوث التوهجات الشمسية فهي أساساً إنفجارات تحدث على مستوى الغلاف الجوي للشمس، وعادة ما ترسل حرارة شديدة وجزيئات ضارة نحو الأرض. ووفقاً لعلماء الفلك يمكن للشمس أن ترسل توهجا شمسيا نحو الأرض بقوة 10 مليار قنبلة نووية كالتي ألقيت على هيروشيما. ولكن بإمكان انفجارات صغيرة من الشمس أيضاً أن تتسبب في نهاية عالمنا بسبب تلاعبها بالحقول المغناطيسية الطبيعية للأرض.
ومن أبرز مخاطر هذه التوهجات هو تعطيلها لكل ما يعتمد على الكهرباء في عالمنا، وتكمن نقطة ضعفنا في اعتمادنا على أنظمة الكهرباء بشكل تام والتي ستجعلنا عاجزين في حال وصول هذه التوهجات إلى الأرض. فعلى سبيل المثال ستنتشر الأمراض التي تركناها خلفنا بسبب تعطل أنظمة الصرف الصحي، وسنصبح عاجزين حتى عن التخلص من نفاياتنا.
جنون جماعي
تتوقع منظمة الصحة العالمية بأن يصاب حوالي 500 مليون شخص من الاكتئاب وسيكون هذا المرض ثاني أكبر قاتل في العالم. وقد لخص الخبراء عدة عوامل لهذا المرض منها زيادة العمر وزيادة الشعور بالوحدة وانخفاض جودة الهواء، جميعها قد تعبث بالدماغ وتسبب الإكتئاب الذي قد يؤدي الى الانتحار والقيام بأعمال شغب وفقدان الإنتاجية، والذي بدوره سيؤدي الى توقف نشاط هذا الكوكب لينحدر الجنس البشري نحو الجنون.
حرب نووية
قد يؤدي الضغط على زر واحد إلى نهاية العالم ، فهناك عدة دول تحتفظ بترسانة مكونة من 19،000 سلاح نووي كافية لإبادة العالم عدة مرات. الحقيقة المرة هي أن المواطنين العاديين لا يستطيعون فعل شيء لتفادي هذه النهاية فهناك 9 دول فقط في العالم تمتلك هذه الأسلحة الخطيرة التي يمكن أن تمحو مدينة بأكملها من السكان الأبرياء مما سيجعل الأرض غير صالحة للسكن لمئات أو آلاف السنين. وبمجرد استخدام أي طرف لأحد هذه الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى سلسلة من الانفجارات الهائلة ستقضي بشكل كامل على جميع مظاهر الحياة على كوكب الأرض وتؤدي إلى نهاية العالم كما نعرفه.
نهاية العالم على يد كائنات فضائية
لعقود طويلة قام العاملون في المشروع الفضائي سيتي (بالإنجليزية: Search for Extraterrestrial Intelligence) بالبحث عن ذكاء خارج الأرض وحتى الآن لم يُعثر على أي دليل على وجود مخلوقات على درجة من الذكاء في أن ترسل أو تستقبل إشارات لاسلكية.
وعلى الرغم من أن هذا يبدو وكأنه أحد أكثر التهديدات الغير واقعية إلا أنه لا يزال هناك فرصة كبيرة في وجود حياة أخرى على كوكب آخر، فالكون أكبر بكثير مما نتصور ومن الممكن أن تكون هذه المخلوقات غير ودية وأكثر ذكاء وتطورا من البشر وقد علمنا التاريخ أن الأقوى يكون دائما معادياً للأضعف.
الحرب البيولوجية
تعد الأسلحة البيولوجية من أقوى أسلحة الدمار الشامل فتكا وتدميرا وقد استخدمتها دول عديدة للقضاء على دول أخرى في حروب كثيرة. هذا السلاح قد يكون سبباً في تدمير الجنس البشري، ففي المختبرات يقوم العلماء بخلق فيروسات قاتلة وفتاكة ويقومون بتعديلها وراثياً أو مزجها مع مخلوقات أخرى لخلق أسلحة مدمرة.
وفي الآونة الأخيرة قام عالم هولندي بتطوير سلالة جديدة من فيروس الانفلونزا الذي أدى إلى مقتل 100 مليون شخص في عام 1918، حيث تسبب هذا الفيروس في فشل الجهاز المناعي وانهياره تماما وبالإمكان أن يتسبب في نهاية العالم إذا ما تسرب إلى العالم الخارجي.
نهاية العالم بعد سيطرة أجهزة الذكاء الاصطناعي علينا
تم تجسيد هذا التهديد في فيلم “The Terminator” والذي يوضح أن هندسة الذكاء الاصطناعي ستصل إلى مرحلة سيستقل فيها الرجل الآلي عن حاجته للإنسان بتطوير حس التفكير المنطقي مما سيمكنه من الحصول على ذكاء أكبر من ذكاء الدماغ البشري وعندها يمكن أن ينقلب على صانعه ويقضي عليه.
ومع غرابة الفكرة، إلا أن علماء الحاسوب والبرمجة يعتقدون أنه احتمال واقعي ومنطقي جدا، لأن مفهوم الذكاء الاصطناعي قائم على إعطاء الروبوت إمكانية التعلم الذاتي وتطوير قدراته من خلال دراسة وتحليل نتائج العمليات التي يقوم بها والمعلومات التي يجمعها. ومع التقدم السريع في هذا المجال العلمي، تصبح إمكانية تحقيق رواية الفيلم على أرض الواقع أمراً وارداً إن تم تزويد الروبوت بآلية حركة وبعض الأسلحة.
التغير المناخي
يعد هذا التهديد من أكثر التهديدات خطورة وقد يؤدي فعلاً إلى نهاية العالم ، فإزالة الغابات يحدث بأسرع معدل من أي وقت مضى، وقد ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار 8 بوصات منذ سنة 1870 وزادت درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئوية في السنوات الخمسين الماضية، كما ازداد هطول الأمطار بنسبة 5٪. أما البشر فهم يطلقون 37 مليار طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون في البيئة في كل عام ويجري تدمير العالم بوتيرة متزايدة بسببنا. وقد أدى النمو السكاني والحرق المستمر للوقود الأحفوري إلى إطلاق غازات ساخنة في الغلاف الجوي تسبب الإحتباس الحراري، وتؤدي الى تسخين الأرض الأمر الذي يتسبب في عدد لا يحصى من المشاكل للمخلوقات التي تكيفت مع درجات حرارة الأرض الهشة على مدى مليارات السنين الماضية.
لقد تعبث من الصبر متى سيسقط النيزك على الارض ويدمر الاخضر واليابس
انا انتظر