يعرّف الاحتيال المالي بأنه تصرف يؤدي إلى خداع شخص ما والانخراط في معاملات مالية بهدف جني أرباح شخصية، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالتأكيد. وغالباً ما يقوم بهذه الجرائم شخصيات محترفة في أنشطة المال والأعمال.
إليكم لائحة بأكبر 10 عمليات احتيال مالي في التاريخ، أدى بعضها إلى انهيار المنظومة الإقتصادية في العديد من بلدان العالم:
برنارد مادوف
برنارد مادوف هو مصرفي أمريكي كان يدير محفظة استثمارية تحمل اسمه وبلغت قيمتها 65 مليار دولار. وقد قاد سلسلة من عمليات احتيال على طريقة “بونزي” على مدار سنوات عديدة وأقنع عملاءه من البنوك وحتى الحكومات، بعائدات استثمارية تصل نسبتها إلى 90%.
وقد فقد هؤلاء العملاء أموالهم، واكتُشفت هذه العملية بعد اعتراف “مادوف” لأبنائه الذين أبلغوا عنه السلطات المعنية ثم ألقي القبض عليه في ديسمبر/كانون الأول سنة 2008. ولاحقاً حكم عليه بالسجن لمدة 150 عاماً، وتم الكشف عن أن عملاءه تضمنوا أفراداً وبنوكاً وجمعيات خيرية ومحافظ استثمارية لدول عربية.
كينيث لاي
تقلد “لاي” منصب المدير التنفيذي لشركة “إنرون” الأمريكية للطاقة والتي اعتبرت واحدة من بين الأفضل في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنة 2001، وظفت الشركة 22 ألف شخص وبلغت مبيعاتهم 101 مليار دولار ولكن معظم هذه الإيرادات كانت بفضل عمليات احتيال محاسبية.
ثم أفلست الشركة في نفس السنة وبعد الإنتهاء من التحقيقات، تم الكشف عن حسابات مريبة وممارسات وشراكات وهمية عديدة مما أدى إلى فقدان آلاف الوظائف في الشركة. كما فقد المستثمرون أموالهم وانهارت أسهم الشركة في الأسواق المالية، وحكم على “لاي” بالسجن لمدة 45 عاماً، ولكنه توفي في 5 يوليو/تموز سنة 2006 قبل قضاء عقوبته.
برنارد إيبيرز
عمل برنارد إيبيرز كمدير تنفيذي سابق لشركة “وورلدكوم” للاتصالات. وفي سنة 2002، فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقات موسعة بعد بلاغات ضد الشركة بسوء استغلال نفقات بـ 3.8 مليارات دولار. وفي وقت لاحق، أشهرت الشركة إفلاسها وهبط سهمها إلى دولار واحد فقط، وكشفت التحقيقات أن “إيبيرز” كان العقل المدبر لمخالفات محاسبية بقيمة حوالي 11 مليار دولار، ثم حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً.
توم بيترز
قاد “توم بيتيرز”، وهو رجل أعمال بارز، مجموعة “بيترز جروب وورلدوايد”. وفي سنة 2008، اكتُشِف تورطه في عمليات احتيال مالي بعد بلاغ للسلطات الفيدرالية بإدارته حسابات سرية منذ سنة 1995. وتم إلقاء القبض عليه بتهم تتعلق بغسيل الأموال والإحتيال في حوالي 20 حساباً تقدر قيمتها الإجمالية بـ 3.65 مليار دولار. وقد حكم عليه بالسجن لمدة 50 عاماً، ومن المتوقع الإفراج عنه في 25 أبريل/نيسان عام 2052.
جيروم كيرفيل
جيروم كيرفيل هو مسؤول سندات فرنسي عمل لدى بنك “سوسيتيه جنرال” وقد قام بعمليات مضاربة في حسابات ضخمة في الأسواق المالية. وفي سنة 2008 اتُهم بالإحتيال والتزوير بعد توجيه المسؤولية إليه عن خسارة 6.3 مليار دولار، ولكن البنك زعم بأن “كيرفيل” قام بعمليات المضاربة دون إذنه. وقد حكم عليه بالسجن لمدة 3 اعوام في سنة 2010 بالإضافة إلى منعه من العمل في مؤسسات مالية مدى الحياة.
كيم واو جونج
كيم واو جونج هو مؤسس مجموعة “دايو” الكورية، ولقد اتهمته السلطات بأنه العقل المدبر لأكبر عملية احتيال مالي في القارة الآسيوية عن طريق المضاربة في حسابات الشركة خلال الفترة ما بين عامي 1997 و 1998. وأدت تلك العمليات إلى تضخم في قيمة أسهم مجموعة “دايو” إلى 32 مليار دولار.
وحينما تم اكتشاف عمليات الاحتيال، تعرض 20 عضواً تنفيذياً لدى الشركة للسجن لمدة 6 أشهر، بينما هرب “جونج” إلى فرنسا. ولاحقا تم إلقاء القبض عليه عندما عاد إلى كوريا الجنوبية سنة 2005 وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات مع دفع غرامة قدرها 10.6 آلاف دولار ومصادرة 22 مليار دولار.
باري مينكاو
بدأ رجل الأعمال الأمريكي باري مينكاو عمله في تأسيس شركة لترميم السجاد حينما كان عمره 21 عاماً، وذاع صيته في ذلك الحين بعد أن استضافته الإعلامية الشهيرة “أوبرا وينفري” في برنامجها. وقد صرح وقتها بأن حجم أعماله في مجال السجاد بلغ 110 مليون دولار عندما دخل سوق الأسهم، ولكن 86% من هذه القيمة لم تكن موجودة على أرض الواقع.
وقد أوهم “مينكاو” الجميع بأنشطته ومضارباته الوهمية، واكتُشفت عمليات احتيال على المستثمرين بقيمة 100 مليون دولار حكم على أثرها بالسجن لمدة 25 عاماً. وتم الإفراج عنه بعد 7 سنوات، ولكن اتهم مجدداً بالتلاعب في أسواق الأسهم واحتيال مالي بمبلغ 3 ملايين دولار.
كويكو أدوبولي
كويكو أدوبولي هو غاني الأصل، تخرج من جامعة “نوتنجهام” البريطانية، واعتبر من أهم الموظفين في الذراع الاستثماري لبنك “يو بي إس” في إنجلترا.
وكان أدوبولي ناجحاً ومجتهداً في عمله، ولكنه تورط بعد ذلك في مضاربات غير قانونية بقيمة 2.3 مليار دولار، وقام بالتلاعب أيضاً في السجلات المالية وأخفى خسائره التي فاقت 1.5 مليار دولار. وقد اعتُبرت هذه العملية من أكبر عمليات احتيال مالي في تاريخ المملكة المتحدة وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات.
مارك دريير
كان مارك دريير محامياً أمريكياً شهيراً، وقد باع أوراقاً مالية وهمية لصناديق تحوط وزبائن أثرياء، كما قام بتزوير وثائق لإقناع العملاء بأن الأوراق التي يبيعها حقيقة.
ولاحقاً تم اكتشاف معاملاته المالية غير القانونية وتم القبض عليه في سنة 2008 بتهمة الاحتيال المالي بمبالغ بلغت 400 مليون دولار، ثم حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً.
تشارلز بونزي… صاحب اشهر عملية احتيال مالي في التاريخ
راج استخدام مصطلح “بونزي” في عالم المال للتعبير عن جريمة نصب واحتيال، ولكن من أين نشأ هذا المصطلح؟
تشارلز بونزي هو فنان إيطالي وعد عملاءه بخطة استثمارية حيث استغل الكوبونات الدولية وبادلها عن طريق الطوابع والبريد الجوي. وقام بإقناع عملاءه بأرباح نسبتها 50% بعد 45 يوماً و100% بعد 90 يوماً. وبهذه الخطة، تمكن “بونزي” من جني 4.5 ملايين دولار في يوم واحد، ولكن ألقت الشرطة القبض عليه بعد اكتشاف استغلاله لأموال العملاء الأحدث في دفع أموال الآخرين الأقدم.
وأثرت هذه العمليات على 7 بنوك وقدرت خسائر المستثمرين الإجمالية بنحو 20 مليون دولار، واتهم “بونزي” بالاحتيال عن طريق البريد والسرقة وحكم عليه بالسجن لمدة 17 عاماً.