ظواهر كونية كثيرة يمكننا التعرف عليها على أنها كل شيء يحدث في الكون خارج إرادة الإنسان، أي لا يستطيع إحداثه أو إنجازه أو إيقافة والحد منه، فلا يستطيع أحد من البشر التأثير بالكون والأجرام السماوية، كالكسوف، والخسوف، وسقوط الشهب والنيازك وغيرها من الظواهر الكونية، كونها بيد الخالق عز وجل.
على اتساع الكون سينتابنا الشعور بأنّنا نشهد ما هو شائعٌ فيه للغاية؛ فالكون هو موطن مليارات المجرات والثقوب السوداء والظواهر التي حدثت والتي ستحدث لاحقًا.
هل تمكنّا من سبر أغوار الكون؟ قطعًا لا؛ فلم يتعدًّ ما استكشفناه من كوننا مقدار ذرةٍ من كامل الكرة الأرضية. هناك كون واسع ينتظر معرفتنا له، والكثير من الظواهر التي علينا معرفتها ورصدها يومًا ما. والبشرية في سعي حثيث لذلك كلّ يوم وعلى مدار الساعة.
حين نسمع بولادة نجم أو اندماج ثقوبٍ سوداء أو ولادتها وغيرها من الظواهر، يبدو ذلك وكأنّنا نتحدث عن ظواهر بعيدة المنال لن نراها يومًا، إنّما قادتنا أبحاثنا واستنتاجاتنا إلى أنّها حدثت، لكنّ الواقع هو أنّ الصدفة، وأحيانًا الحسابات الصحيحة، قدرت لنا رصد ظواهر كونية نادرة.
في مقالنا هذا سنستعرض عشرًا من الظواهر الكونية النادرة التي حظي العلماء برصدها في كوننا الواسع:
المجرات القزمة التي تنتج نجومًا أكثر من المجرات الكبيرة
بعد اكتشاف التلسكوب العملاق “هابل” للمجرات الصغيرة، اندهش العلماء عندما وجدوا أنها تُنتِج نجومًا بمعدلٍ أسرع من المجرات الكبيرة.
كما يُمكنها مُضاعفة إنتاج النجوم في 150 مليون سنةً فقط.
وربما سيقدم لنا تقدم أدواتنا في السنوات القادمة المزيد من الفرص لرصد ظواهر كونية أخرى تُعدّ نادرة الحدوث.
تموضع كوكب الزهرة أمام الشمس
وهو من أكثر الظواهر الكونية ندرةً، حيث يمر كوكب الزهرة من أمام الشمس ويظهر كالنقطة السوداء عند النظر إليه من الأرض، ويحدث ذلك عندما يكون كوكب الزهرة بين الأرض والشمس، ويحدث ذلك كل (105) سنوات، وتمت رؤيته آخر مرّة في شهر حزيران من عام (2012م).
موت النجوم – ظواهر كونية
وهي عبارة عن انتهاء وقود النجوم النووي وتوقف تفاعلاتها النووية الحرارية، وتحدث هذه الظاهرة عند فقدان النجم كماً هائلاً من طاقته من خلال التفاعل، الذي يحدث على سطحه، والذي يستهلك بها مخزون الهيدروجين، فعندها يصغر حجم النجم، وقد ينفجر لأن قلبه الحراري توقف، وتتكدس العناصر الثقيلة من حوله ويبرد ويصبح كالجثة الهامدة.
خسوف القمر العملاق
وهي من الظواهر الكونية نادرة الحدوث، ويحدث ذلك عندما يكون القمر قريباً جداً من الأرض مع لحظات اكتماله (يصبح بدراً) فيظهر متوهجاً باللون الأحمر ويبدو ضخماً، كما يُطلق على هذه الظاهرة اسم ” قمر الدم” لشدّة احمراره، ويقال أن هذه الظاهرة من الممكن أن تحدث مرّة أخرى خلال عام (2033م).
ولادة النجوم – ظواهر كونية
يحدث هذا التوالد النجمي بشكل يومي، ويحدث هذا التوالد في المجرات المتسابقة فيما بينها لاتخاذ اتجاهات متباعدة عن بعضها البعض، ومن هنا يحدث ميلاد النجوم بفعل السدم والغازات المتكتلة والمتجمعة مع بعضها، وهذا يؤدي إلى تكون كميات هائلة من النجوم الفتية، إضافة لاحتوائها على النجوم القوية والهرمة. اقرأ أيضا:اغرب 10 نباتات في العالم
مذنب إيسون – مظاهر كونية
يعتبر مذنب ايسون مذنب اقترب من الشمس، وهي من الظواهر التي قد لا تتكرر، ففي عام 2013م وصل هذا المذنب لأقرب نقطة من الشمس بمسافة وصلت الى 1.2 مليون كيلو مترا، حيث يعتقد العلماء أن هذا المذنب تفتت عندما اقترب من الشمس، حيث بلغت درجة حرارته الى 2760 درجة، وهي درجة تكفي لتفتيت صخور وثلوج المذنب.
إنتحار مُذَنب
التقط التلسكوب الفضائي “هابل” ظاهرةً نادرة الحُدوث وهي تفتُت مُذنب. ففي الحقيقة تَكونُ المُذنبات سهلةَ الكسر على غير ما تبدو، ولكن بالنسبة للمُذنب “P/2013 R3” فقد سُحِبَ بسبب التأثيرات المتزايدة لضوء الشمس.
فالتعرض لكمية قليلة من أشعة الشمس لا يبدو مُميتًا، ولكن عندما سطعت الشمس على المُذنب سببت التفافهُ ودورانه حول مركزه حتى تفتت إلى 200.000 طن من الأجزاء الصغيرة.
صاعقة فنزويلا – ظواهر كونية
هي عبارة عن ظاهرة طبيعية غريبة وفريدة من نوعها، حيث يحدث هذا المنظر العنيف في فنزويلا، عندما تلتقي الجبهات الدافئة والباردة،حيث يفرغ النهر إلى بحيرة ماراكايبو. فهذا يُشكل الظروف المناسبة لهذه الظاهرة النادرة. تنبعث الأهوار القريبة من غاز الميثان ، مما يُحسن التوصيل الكهربائي للسُحب، و يساعد أيضًا في التسبب في هذه الضربات الصاعقة الممتدة التي يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 10 ساعات.
المجرات قليلة النجوم:
تأتي المجرات في عدة أشكال؛ فقد تم اكتشاف نوعٍ جديدٍ من المجرّات لديه عددٌ قليل جدًا من النجوم.
اكتشف العلماء 47 مجرّةً قليلة النجوم، ولم يتأكد العلماء من سبب هذه الظاهرة الكونية الغريبة؛ فمن المحتمل أن تلك المجرات تكونت بسبب تقاذُفِ الغازات أو حتى من فُتات المجرات الكبيرة.
ظاهرة المطر الدموي
في 25 يوليو-تموز 2001 ، أمطرت السماء مطر أحمر في منطقة كوتايام الهندية، مما أدى إلى إندهاش الجميع، وذلك عند رؤية الغيوم الحمراء تحوم فوق، ثم المطر الأحمر المتقطع. وقد تسببت هذه الظاهرة الغريبة في جدال كبير بين الناس، ويقول الباحثون أن تلك الظاهرة، ممكن أن يرجع سببها نتيجة جُزيئات الغبار من الصحراء العربية، أو إنفجار مواد من نيزك أو من ثوران بركان في الفيلبين. وأياً كان السبب ،فهي تُعد بلا شك، إحدى اغرب ظواهر طبيعية نادرة الحدوث حول العالم.
المراجع/https://www.livescience.com/64993-weirdest-celestial-objects.html