الحياة بها مراحل عمرية عدة و لكل مرحلة متعتها الخاصة. إن لم تكن قد بلغت الثلاثين بعد، فأنت محظوظ؛ لأن أمامك كثيرًا لتنجزه قبل أن تصل لعمر الثلاثين، الذي يعتبر مرحلة عمرية حرجة تؤسس لما بعدها من أيام العمر القادمة، وهي أشبه بامتحان كفاءة يؤكد لك قبل أي أحد إن كنت قادرًا على مواصلة حياتك بطريقة صحيحة أو لا.
في فترة العشرينيات تستطيع استكشاف شخصيتك، وسواء كنت قادرًا على تحقيق النجاحات وبناء الخبرات أو لا، أو قادرًا على تحمل المسؤوليات وبناء أسرة أو لا، وأيضًا التعرف إلى أي حد أنت قادر على التواصل الاجتماعي وتكوين شخصية قيادية قادرة على التأثير في مجتمعها.
لذا أعدّ نفسك لامتحان الثلاثين وابنِ مستقبلك من الآن، من خلال تعلم عشرة دروس أساسية ستفيدك كثيرًا في تحقيق طموحاتك وأحلامك القادمة.
لا تعطي الأمور اكبر من حجمها الطبيعي
لا تعطي الأمور أكبر من حجمها فأحياناً تعمل عقولنا ضدنا، فنعطي لبعض المشكلات أكبر من حجمها، فكم مرة نعتقد أن شيئاً ما يمثل أمرا كبيرا ومهما، وبعد مرور يوم أو أسبوع أو شهر لا نتذكر عنه شيئا، هذا لأن عقولنا تركّز على المشكلة والمخاوف التي لم تكن فعلا كذلك .
لذلك في المرة القادمة التي تفعل فيها ذلك، توقف للحظة واسأل نفسك هل سأتذكر هذا الأمر غدا أو الأسبوع المقبل أو حتى الشهر القادم، وفي الغالب ستكون الإجابة بـ”لا”، لذلك اقضي على هذه المخاوف غير الحقيقة التي تضع نفسك بها.
الصبر على المصاعب
وهو من الدروس المهمة التي على الإنسان أن يتعلّمها من الحياة، وذلك لأنّ الحياة عادةً لا تخلو من المصاعب والعقبات التي تتطلّب الصبر الطويل، ويكون هذا عن طريق تقبّل الإنسان لكل وضع وحال يمر بهِ، وأن يسعى وبكل جهدٍ وإرادة لتحقيق ما يُريد معتمدًا على جهده وإيمانه برب العالمين، وأن يؤمن بفكرةٍ في غاية الأهمية ويُطبقها في حياتهِ اليوميّة وهي أنّ الصبر مفتاح الفرج.
إدراك حقيقة فناء الدنيا
على الإنسان أن يُدرك حقيقة في غاية الأهميّة وهي أنّ هذهِ الحياة التي نعيشها هي حياة فانية، وسرعان ما ستنتهي، وأنّ لكل إنسان عمر معين سيعيشه لينتقل بعدها إلى الحياة الخالدة، حيث يقول تعالى في آياتهِ الكريمة: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).
العناية بالصحّة العامة
الصحة هي تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلّا كل إنسان مريض ويفتقر للصحة، لهذا عليك أن تحرص خلال حياتك على العناية بصحتك العامة، عن طريق القيام بالعديد من الأنشطة الرياضيّة المهمة، والعناية بإسلوب حياتك واختيار الغذاء الصحي الذي يحميك من الإصابة بالأمراض، كما وعليك أن تبتعد عن كل ما قد يُسبب لك التوتر والتعب النفسي.
تجاوز شعور الفقد
قيل قديماً ان الحياة عبارة عن خسائر متتالية، قصص من الألم لا تنتهي، قد تلتقي بشخص ما اليوم وتفقده غداً! هذه هى الحياة مليئة بالمفاجآت ..
ولكن؛ الأيام تمضي، والحياة تسير، والكون كله يدور بإنتظام، الليل ينزل علينا عتمته في الموعد، الشمس لم تزل تشرق !! أنت فقط من تعطلت حركتك.
استمرار الحياة لا يقللّ من شأن من فقدتهم،ولا يقلل من حجم ألمك، لكن عليك ان تدرك ان هذه الخسارة لن تنتهي، هذا الشعور سيتبعك حتى آخر لحظة بعمرك، لذا تعايش به، تعلم كيف تتأقلم على هذه الفجوة التي خلّفها غيابهم، أدرك تماماً كم الألم الذي يخلفه فقد شخصاً ما، جرح لا يلتئم وندوب لا تشفى،ولكن حاول ان تنظر للأمر من منظور آخر؛ أتعلم؟ الامر أشبه بإصابتك بكسر في إحدى قدميك ، كلما خطوت خطوة آلمتك، هل ستتوقف عن السير حينها، أم ستكمل الطريق (الحياة) ..؟ شئت أم أبيت ستواصل السير .. أليس كذلك ؟
صحيح ان خطواتك ستبدو مضطربة لفترة ، وبها خلل واضح، ولكن هذا الأثر لن يبقى طويلاً، سيخف الألم تدريجياً حتى تعتاد السير بقدم مكسور، في نهاية المطاف أنت تمضي، في نهاية المطاف أنت على قيد الحياة، هذا الكسر درس من دروس الحياة، ضربة من ضرباتها ، وطالما انها لم تقتلك ، فلتشد من أزرك إذن .
لا مفر في الحياة !
مهما ركضت هرباً من أمر تخشاه، سينتهي بك الطريق إليه، لا مفر يا صديقي!
فكلما تحاشيته وقررت عدم التفكير فيه، ستجد نفسك في نهاية الأمر لا تفكر إلا فيه، وبعبارة أخرى كلما قاومت شيئاً زادت سطوته عليك، الفلسفة نفسها عندما يتعلق الأمر بتحرير عقلك من تجربة سلبية عشتها في الماضي.
خلاصة القول: الهروب من المشاكل هو سباق لن تربحه أبدا.
توجه نحو ما يخيفك بدل الهرب منه، وقم بما يجب القيام به، تخلّص منه، عالجه، المهم ان تنتهي من إتباع أسلوب الهرب للأبد!
ركز على خلق أشياء إيجابية تحل محل تلك الأمور السلبية التي تزعجك وتدفعك للهروب منها، كخطوة أولى للتخلص فلسفة الهروب.
المغامرة هي الوجه الفاتن في الحياة
“الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء” هيلين كيلر
المخاطرة هى لُب الحياة، ومغزاها الذي يجهله الكثير، سواء كان ترك عملك الروتيني لبداية مشروع خاص بك، أو السفر إلى مناطق مجهولة من العالم، الحياة المثالية تستحق المخاطرة، والنضال والتضحية.
ولكن الكثير منا يعيش حياته بمحاذاة الحائط، يتابع الواقع من خلف النوافذ والجدران، هذه ليست حياة بالمرّة !
عندما نستسلم لمخاوفنا، سنواجه صعوبة في كل شيء، من أبسط الأشياء في الحياة إلى أكثرها تعقيداً،لكن؛ اسأل نفسك أليست الحياة المهدرة عديمة القيمة أولى بالخوف من المخاطرة؟
جرب ان تفقد عقلك للحظات ، تخلى عنه قليلاً وإتبع قلبك، لتنظر للماضي عندما تشيخ برضا وتردد: “لا أستطيع أن أصدق أنني فعلت ذلك”، أفضل بكثير من ان تنظر إلى الوراء وتقول في أسف : “ليتني فعلت ذلك.”
لا تدع الوقت يمرك كقطار عليك اللحاق به ،تنظر له في أسف وأنت مسمر القدمين ،لا تقضي بقية حياتك في التفكير، لماذا لا تفعل ما يمكنك القيام به والآن، إشعر بقيمة الحياة، واجه المخاطر ، اكتشف الحب، إركض في جنون ، تنفس .. هذه الأشياء أجمل ما في الحياة صدقني .
لا تدخل في محادثة مع شخص وأنت غاضب
فالناس يقولون ويفعلون أشياء طائشة/متهورة عندما يكونون محبطين أو غاضبين، ثم إننا لا نستطيع استرجاع الكلمات التي تخرج من أفواهنا، فالغضب جزء من الحياة لكن لا ينبغي له أن يكون مدمرًا، فقد تشعر أنك تريد ضرب الحائط أو الصراخ في وجه أختك، لكن هذا الشعور لا يعني أنك يجب أن تفعل ذلك وتتصرف على نحو مؤذٍ.
القلق لا يغير شيئًا في الحياة
التوتر يجعل الحياة أكثر صعوبة، كم مرة طُلبت منك أشياء، واعتقدت أنه لا يمكنك إنجازها، وفي النهاية استطعت تحقيق ما أردت تحقيقه، بغض النظر عن الكيفية أو النتيجة، ولكن لكل شيء في العالم نهاية، والقلق لن يفعل لك شيئًا سوى إعجازك عن إتمام ما عليك إتمامه، تخلَّ عن القلق تمامًا، ودرب نفسك على ذلك. اقرأ أيضا:10 اضرار بسبب التفكير الزائد وتأثيره على صحتك
الوقت يمضي وليس لديك الكثير لتضييعه
أنت الآن في مقتبل العمر، وما تتخذه من خيارات في الوقت الحالي سيؤثر في ما تعيشه في ما بعد؛ فعليك أن تحدد من هي امرأة أحلامك التي ستشاركك أهم لحظات العمر، عليك أن تقرر إذا كانت الوظيفة التي تشغلها تناسبك فعلاً، وهل هي ما تود أن تعتمد عليها في كسب رزقك في المستقبل، وما التطورات التي ستجنيها مع الوقت، وما الذي يدعمها، وكيف عليك أن تصقل شخصيتك لأجلها.