تعيش حيوانات نجم البحر في معظم بحار ومحيطات العالم، وعلى الرغم من أنها مألوفة للجميع، إلا أنها تتميز ببعض الصفات التي لا يمكن تصديقها. فعلى سبيل المثال هل يوجد مخلوق آخر لا يملك دماغاً، أو يملك أعين على أطرافه ؟
لنرى ما هي الصفات التي لا تصدق لنجم البحر :
إنها ليست نجمة دائما
تختلف أشكال حيوان نجم البحر كثيراً، فلا يملك جميعها خمسة أذرع كما هو معروف. فهناك فصيلة من نجم البحر على سبيل المثال، لها 20 ذراعاً ويبلغ طولها أكثر من 100 سم كما تزن 5 كجم. هذه الفصيلة تدعى نجمة الشمس وهي أكثر سرعة من الفصيلة المتعارف عليها وبإستطاعتها ملاحقة طريدتها بسرعة فائقة.
لا دماء، لا دماغ، لا مشكلة
نجم البحر هو مخلوق معقد وغريب للغاية ولكنه بدائي في كثير من النواحي. فعلى الرغم من امتلاكه معدتين متطورتين إلا أنه يفتقد دماغ وجهاز عصبي ودموي أيضاً. وبما أنه لا يملك خياشيم ولا مجرى للدماء، فهو يعيش عبر ضخ المياه المالحة في خلال جسمه ثم يقوم بإمتصاص الغذاء والأوكسجين والسوائل الضرورية الأخرى. وتقوم العضلات بتمرير مياه البحر في كافة أنحاء الجسم لزيادة كفاءة توزيع الأوكسجين في جسم نجم البحر.
الأطراف اللاصقة
يطلق الكثير من الناس اسم “الأذرع” على أطراف نجم البحر ولكنها في الواقع ليست أذرع إنما أقدام. وإذا ما نظرنا إلى هذه الأطراف عن كثب سنجد بأن هناك ما يقارب من الـ 15،000 انبوب لاصق تساعد نجم البحر على التحرك بكفاءة عالية. وبإمكان هذه الأطراف اللاصقة تثبيت نجم البحر على الصخور ومواجهة أمواج البحر والتيارات القوية.
إلتهام نجم البحر لأفراد جنسه
يعتقد الكثيرين بأن نجم البحر وُجد لتزيين المحيطات فقط، ولكننا بدأنا نعلم بأن هذه المخلوقات هي شرسة للغاية وهي قادرة على إلتهام مخلوقات أخرى من نفس فصيلتها إذا ما دعت الحاجة وانخفض مخزون الغذاء في بيئتها.
نجم البحر هو مخلوق مفترس بمعدتين
يبدوا نجم البحر كمخلوق جذاب ولطيف للغاية إلا أنه يُعد من أشرس المخلوقات المفترسة في المحيطات، كما انه يمتلك معدتين توفر له قدرات صيد لا مثيل لها. وبإمكان نجم البحر الإنقضاض على المحار وفتحه صدفته ثم يقوم بإخراج معدته خارج جسمه وإلى داخل صدفة المحار. وبعدها تقوم المعدة بهضم حيوان المحار داخل صدفته محولةً إياه إلى محلول سائل. بعدها تقوم المعدة بشفط هذا السائل إلى جسم نجم البحر لبتدأ المرحلة الثانية من عملية الهضم.
التاج الشوكي
تشبه نجمة التاج الشوكي قنفذ البحر إلى حد كبير، وهي مغطاة بأشواك سامة للغاية يبلغ طولها 50 سم. ولقد ازداد عدد هذه المخلوقات بشكل كبير في الآونة الأخيرة نظرا لارتفاع درجات حرارة المحيط وإنخفاض اعداد المخلوقات التي تقتات عليها مما أدى إلى إزدياد عدد الإصابات في صفوف السباحين في هذه المناطق. بالإضافة إلى البشر، فإن الشعب المرجانية هي من ضحايا نجمة التاج الشوكي، وقد صرح بعض علماء البيئة بأن 50% من إنخفاض حجم الشعب المرجانية خلال الـ30 سنة الماضية يعود بشكل أساسي إلى إزدياد أعداد نجم التاج الشوكي.
نجمة الوسادة
يُسمى هذا المخلوق البحري بنجمة البحر نظراً لشكله الذي يشبه النجمة، ولكن هناك بعض الأنواع التي تتميز بمظهر مختلف كلياً. فعلى الرغم من كونها نجمة بحر من الناحية الجينية، إلا أن نجمة الوسادة التي تعيش في المحيط الهادئ تفتقد الأذرع المألوفة لنجم البحر. ويبلغ طول نجمة الوسادة 25 سم ولها ألوان متنوعة.
الإبادة الجماعية لنجم البحر
برزت العديد من الروايات مؤخراً حول نفوق أعداد كبيرة من حيوانات نجم البحر بسبب فيروس فتاك، مما يدل على أن هذه المخلوقات ضعيفة جداً في مواجهة الأمراض. ففي سنة 2014، مات المئات من نجم البحر على سواحل المحيط الهادئ الشمالية والجنوبية من المكسيك إلى ألاسكا. ولم يستطع العلماء إلى الآن معرفة السبب الرئيسي وراء العوامل التي أدت إلى تدهور جهاز المناعة لهذه المخلوقات في مواجهة الفيروسات الفتاكة.
أغرب عيون على الإطلاق
لا تملك نجمة البحر جهازاً عصبياً ولا دموياً وليس لها وجه، ولكنها تملك عيوناً تقع على رؤوس أطرافها. تقوم هذه العيون بجمع المعلومات البصرية حتى تتمكن نجمة البحر من التحرك في الإتجاه المناسب. ولكن السؤال هو كيف يمكن لنجمة البحر الرؤية إذا لم تمتلك دماغاً أو جهازاً عصبياً ؟ هذا السؤال حير العلماء لسنين طويلة إلى أن إكتشف العالِم آندرز جارم من جامعة كوبنهاغن أن نجمة البحر تستطيع إلتقاط معلومات بصرية لمسافة مترين عن جسمها ثم تقوم بتحريك أطرافها بناء على تلك المعلومات.
إمكانية تغيير نجم البحر لجنسه عند الحاجة
هناك بعض الأنواع من نجم البحر الذي يولد بجنس معين، ثم يقوم بالتحول إلى الجنس الآخر، ثم يعود إلى جنسه الأصلي بعد فترة من الزمن. هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع نجم البحر لهذا التحول، منها صعوبة إيجاد الزوج المناسب أو بسبب درجة حرارة المياه أو بسبب عدم توفر الغذاء الملائم. وعلى الرغم من أن ذكور نجم البحر هم أصغر حجماً من الإناث إلا أنه من الصعب جداً التمييز بينهما.
معظم المخلوقات تولد إما ذكوراً وإما إناثاً، ولكن هناك نوع من نجم البحر الذي يولد ذكراً في جميع الأحوال، ثم يقوم بعضهم بالتحول إلى إناث في وقت لاحق. وهناك بعض الأنواع الأخرى التي تحمل الأعضاء التناسلية للذكور والإناث في نفس الوقت وتقوم بإستخدام العضو المناسب مع الشريك المناسب !