الفلاسفة تربعوا على عرش العلوم لقرون، فقد كانت هي السبيل إلى إيجلد الأجوبة التي حيرت البشرية منذ وجودها وفي مختلف العلوم، ابتداءً من الخلق والتكوين وحتى الذرة معرجةً على الأخلاق والحكمة والمعتقدات الدينية. باختصار كانت الفلسفة الحاضن لكل العلوم حتى وقتٍ ليس بالبعيد سبق الاكتشافات الحديثة العلمية.
تتناول هذه القائمة مجموعةً من أشهر محبي الحكمة وأعظمهم، مُركِّزة على أفكارهم ومدى تأثيرها. يجب التنويه بأن الفلاسفة في كثيرٍ من الأحيان لم يكتفوا بدور المفكر بل أخذوا دور العالِم الذي يحاول الوصول إلى استنتاجات عن طريق التجارب، إليكم قائمة بعشرة من أعظم الفلاسفة على مر التاريخ:
سقراط
كان يقول دوما ” توجد المعرفة الحقيقية في معرفة أنك لا تعرف شيئا” وهو أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، ظل سقراط دائمًا أكثر الفلاسفة نفوذاً في كل العصور، ولد سقراط في 470/469 قبل الميلاد، بأثينا، ليس لدى سقراط أي وثائق لنظرياته وأفكاره، وما نعرفه عن فلسفته هو فقط من خلال الإصدارات الموثقة لبعض طلابه الرئيسيين بما في ذلك أفلاطون، زينوفون، أنتيثينس وأريستيبوس.
وعلى المرء أن يتحول إلى أعمال أفلاطون التي تعبر عن نظريات سقراط إلى حد كبير، وتُعرف هذه الأعمال التي قام بها أفلاطون بالحوارات السقراطية ومن المعروف أنها المصدر الأكثر إفادة عن حياة وفلسفة سقراط، ومع مرور الوقت، أصبح سقراط مشهورًا بمساهمته في مجال الأخلاقيات ونظرية المعرفة.
إبيقور
الفيلسوف اليونانى، خاض حربا فلسفية ضروس ضد الجدليين المسيحين والذين كانو يتخذون من الحرب منهجا ضد كل من يخالف راى المسيحية حيث أنهم كانو يعتقدون في إلحاده بسبب فلسفته (لا تخف الله) كما أنه نادى بعدم الاعتقاد بأى شىء غير مادى وبطبيعة الحال انسحب ذلك إلى عدم وجود إله للكون طالما أنه ليس ملموسا أو موجود بشكل مادى أسس لفلسفة (القاعدة الذهبية) لا يمكن أن تعيش سعيدا بدون حكمة والحكمة لا تضر الآخرين حتى لا تتعرض للأذى.
بول طرسوس
ويعرف بالعربية بولس الطرسوسى نسبة إلى طرسوس في تركيا ويلقب ببولس الرسول ويراه كثيرون أنه أهم شخصية في المسيحية بعد المسيح عليه السلام، بدأ حياته كمناهض للمسيحية والتي كان يراها فئة ضالة عن اليهودية ولكن – على حسب رسائله – أتته بشارة يسوع فتحول إلى المسيحية وشارك في أول مجمع كنسى في التاريخ وهو مجمع أورشليم وقام بالتبشير بالمسيحية ضد الوثنيين واليهود.
أقام العديد من الكنائس في سوريا وتركيا واليونان وإيطاليا، في عالم المسيحية يشار له بالبنان.
أرسطو
تلميذ أفلاطون ويُعد من أهم الفلاسفة وأكثرهم تأثيرًا، كتب أرسطو في عديد من المجالات؛ منها الفلسفة والموسيقى والمسرح والشعر والسياسة والفيزياء. بحسب أرسطو فإن كل شيء في الوجود له أربعة أسباب؛ وهي السبب المادي والسبب الصوري والسبب الفعال والسبب النهائي، وهذه الأسباب الأربعة أثّرت في أفكار الفلاسفة الذين كتبوا عن السببية من بَعده بشكلٍ كبير. كما أن أرسطو يعتبر أول مفكرٍ غربي رأى الحياة بصورة طبقية فقسمها إلى سلم يحتوي إحدى عشرة درجة وعلى قمة السلم يقبع الإنسان. في الأخلاق رأى أرسطو أن الإنسان يجب أن يكون صالحًا بأفعاله، فلا يكفي أن تكون إنسانًا صالحًا في نفسك بل يجب أن تقوم بأفعالٍ صالحة كمساعدة الغير.
أفلاطون
هو فيلسوف يوناني كلاسيكي، ومؤسس إحدى أكاديميات الفلسفة في مدينة أثنيا باعتبارها أول مؤسسة للتعليم العالي في العالم الغربي، ويُعتبر بأنّه الشخص الأكثر تطويراً للفلسفة، وكان مبتكر نموذج الحوار، والجدلية في الفلسفة، وألف كتاب المبهر في التقليد الأدبي الغربي ليكون واحداً من الكتب الأكثر تأثيراً في تاريخ الفلسفة، وتمكن من فحص دقيقي ومنهجي للسياسة، والميتافيزيقيا، والمعرفية.
كونفوشيوس
يعتبر من أهم الفلاسفة الشرقيين وأتى بأفكارٍ تشبه التي أتى بها الإغريق في وقته دون أن يكون له اتصال بهم.
كتب في الأخلاق والسياسة حيث آمن أن السلطة الجيدة هي التي تكون قائمة على أخلاق الشعوب وليس على الرشوة والابتزاز وغيرها من مظاهر الفساد.
كما أقر كونفوشيوس بأهمية وجود امبراطور شرط أن يكون حكمه مقيدًا لدرجةٍ معينة وليس مطلقًا. صاغ كونفوشيوس قاعدته الذهبية الخاصة وكانت هي نفسها القاعدة الذهبية التي أتى بها الإغريق من قبله والمسيح من بعده.
ابن سينا من الفلاسفة العرب
لم يكن ابن سينا فيلسوفًا فقط بل كتب في عدة مجالات كالرياضيات والمنطق والموسيقى، كما كان من أشهر أطباء عصره.
رفض ابن سينا التنجيم كونه يعتمد على تكهنات وليس حقائق علمية، كما كان من أول من الباحثين في علم النفس في الوقت الذي كان فيه المصابون بأمراضٍ عقلية يُقتَلون خوفًا من أن يكونوا ملبوسين من قبل الشياطين.
حاول ابن سينا تفسير عملية التحجر وأرجعها لسائلٍ يوجد تحت الأرض، كما كان أول من قسَّم ووصف الحواس الخمس.
إيمانويل (1724-1804)من اعظم الفلاسفة
كان إيمانويل فيلسوفًا ألمانيًا ومن المعروف أنه أحد أكثر الفلاسفة نفوذاً في تاريخ الفلسفة الغربية، كما أنه يعتبر شخصية محورية للفلسفة الحديثة، ويشتهر برأيه القائل بأن العقل البشري يبني التجارب الإنسانية، وهذا السبب هو مصدر الأخلاق، وكانت وجهة نظره الرئيسية هي “ماذا يمكننا أن نعرف” الذي يرد عليه بالقول إن العالم “في حد ذاته” غير معروف وأن الزمان والمكان ليسا سوى أشكال من فهمنا نفسه، وعلاوة على ذلك، كان يهدف إلى حل النزاعات بين النهج التجريبية والعقلانية، وقال إن استخدام العقل دون تطبيقه على التجربة يؤدي فقط إلى أوهام نظريته، وأثرت نظرياته وأفكاره على العديد من المفكرين في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم.
توماس هوبز (1588-1679) من الفلاسفة العظماء
اشتهر توماس هوبز كثيرا وكان الفيلسوف الإنجليزي معروف أيضًا بآرائه السياسية القوية حول المجتمع وكيف يمكن للبشر أن يزدهرون في وئام على الرغم من أنهم يعيشون وسط المخاطر والخوف من النزاعات المجتمعية، وفي معظم كتاباته، لم يشر قط بشكل قاطع إلى الشكل الدقيق للحكومة التي يفضلها، لكنه أوضح تمامًا في ليفياثان أن الملكية هي الشكل الصحيح الوحيد للحكومة، من وجهة نظره، تم إنشاء الحكومات لحماية الناس من أشرارهم الأنانية، وآمن هوبز بسلطة الملك وحكمه لأنه شعر أن البلد يحتاج إلى شخصية موثوقة، وقائد لتوفير وتوجيه تجاه شعبه. اقرأ أيضا:10 من اقدم الحضارات في تاريخ العالم
جون كالفين (1509-1564)
كان جون كالفن، أحد علماء اللاهوت والفيلسوف الفرنسيين المؤثرين، اسمًا رئيسيًا خلال الإصلاح البروتستانتي في فرنسا وهو معروف بالتطور في نظام اللاهوت المسيحي الذي كان يسمى فيما بعد كالفينية، وكان كالفين يتمتع بشعبية كبيرة في العالم البروتستانتي، وينسب إليه الفضل في كونه الأب الروحي للكنيسة المشيخية والكنائس البروتستانتية، وكما يتضح في العديد من أعماله أنه اعتبر الفلسفة بمثابة تاريخ لمحاولة الحكمة الإنسانية للبحث عن إجابات لأسئلة الوجود الإنساني، ومن وجهة نظره، تعمل أفكار الفلاسفة كوسيلة مساعدة في تدريب العقل، وبالتالي لا ينبغي أن يكون قساوسة أو أطباء الكنيسة جاهلين بالفلسفة.
المراجع/https://thebestschools.org/magazine/major-philosopher-ideas/