مدن الاشباح هي عبارة عن :”مدينة أو قرية أو بلدة كانت مليئة يوماً بالسكان لكنهم هجروها لسبب معين وما زالت تحتفظ ببقايا مرئية كثيرة تدل على وجودهم”.
وبينما اعتنى الإنسان ببعض من هذه المعالم، إلا أن كثيرًا منها كان مصيره الهجر والإهمال، رغم أنها كانت مليئة بالحياة وكانت تحظى بالاهتمام الكبير يومًا ما.
وفيما يلي سيعرض لكم موقعنا 10 مدن مهجورة ومرعبة في العالم:
بلايموث، مونتسيرات من مدن الاشباح
في هذه الأيام سيكون من الصعب تصديق ان بليموث كانت عاصمة مونتسيرات يوما ما. وكانت أيضا الميناء الوحيد للدخول إلى الجزيرة ولكن نظرا لنشاط بركاني كثيف وقاتل فإن عدد سكان بليموث يبلغ حالياً (0). في عام 1995 بدأ بركان سوفريير هيلز بقذف دخان كثيف للمرة الأولى منذ القرن ال19. ورافق الدخان الكبريتي أيضا الانفجارات التي كان من الممكن التنبؤ بها من المواد البركانية المفتتة. بعد إخلاء السكان في شهر أغسطس وكان يبدو أن التهديد قد انتهى فعادو. ولكن بعد بضعة أسابيع بدأت أنهار من الغازات والصخور الساخنة سريعة الحركة من العبور خلال الجزيرة مما تسبب في حالة من الذعر بين سكانها. تسببت الحمم البركانية التي عبرت المدينة في 19 حالة وفاة وغطى الرماد 80٪ من المدينة على عمق أربعة أقدام. ومنذ ذلك الحين يقال أن تدفق الحمم البركانية قد دمرت التربة بشكل كامل مما جعل السكان يتخلو تماما عن الجزيرة.
ناميه، اليابان من اشهر مدن الاشباح
عندما وقعت الكارثة النووية فوكوشيما في عام 2011 كانت نامية من أحد البلدات التي تم طمسها نهائياً وعمرها 120 سنة. كانت البلدة الصغيرة تضم 21 ألف نسمة واحد أقرب الأماكن إلى “المصنع النووي- ground-zero” وتبعد مسافة 6 كم فقط عنه. وعلى الرغم من أن القرية تقع ضمن مسافة 20 كم من منطقة الحظر نُصح أهل البلدة كلها بالإخلاء ولكن لم يغادر الجميع. لم يتمكن البعض من مغادرة منازلهم ولم يتمكن آخرون من التخلى عن حيواناتهم في المزرعة. ومنذ وقوع الكارثة، تعهدت الحكومة اليابانية بإعادة السكان إلى المنطقة ولكن عملية إزالة التلوث بطيئة ومكلفة (تصل تكلفتها إلى 10 آلاف دولار) للمنزل الواحد. على الرغم من السماح للمقيمين بزيارة ديارهم السابقة لكنه لا يسمح لهم بقضاء الليل هناك. وعلى الرغم من كل هذا فإن العديد من سكان ناميه السابقيين ما زالوا يأملون في العودة إلى ديارهم يوم ما.
أغدام، أذربيجان من مدن الاشباح
ويطلق عليها اسم “هيروشيما القوقازية” كانت بلدة أغدام تضم 40 ألف نسمة في الجزء الجنوبي الغربي من أذربيجان.
في يوليو 1993 كجزء من هجمات الصيف غزت القوات الأرمنية المدينة وأجبرت سكانها على الخروج بالكامل. في ذلك الوقت كانت تستخدم المدينة كمنطقة معزولة بين الجيشين المتحاربين.
عندما هدأ القتال وتراجع الأرمن قرروا تدمير ما تبقى من المدينة وبالتالي حتى لا يستطيع الأذربيجانيين أن يعيشو فيها أبداً. فقامو بحملة لإطلاق بإستخدام القصف والمدفعية الثقيلة التي دمرت معظم المباني في المدينة. وعلى مدى العقد اللاحق قامو بنهب ما تبقى من المباني وجعلو المدينة غير قابلة للعيش، على الرغم من كل القتل والنهب كان لا يزال مسجد آدم المثير للإعجاب قائماً. في هذه الأيام تسكن المنطقة الأبقار ونسل الماشية التي تم التخلي عنها منذ سنوات عديدة.
لوكانجول، السودان
تم طمس هذه المدينة في جنوب السودان بين عشية وضحاها في الحروب العرقية من عام 2011. فر المقيمين من قبيلة المورلي وعددهم 20 ألف نسمة عندما تمت مهاجمتهم فجأة على أيدي أفراد قبيلة النوير. وذكر أن هذا الهجوم كان انتقاما لأحد أفراد النوير حيث حصل الإعتداء قبل أربعة أشهر في صراع على أراضي الرعي وحقوق المياه فأحرقوا القرية كاملة وفُقد 30 من رجال القبيلة حياتهم. الناجون الوحيدون هم الذين هربو إلى بيبور وتم حمايتهم عندما نشرت الحكومة 6 آلاف جندي في المنطقة. وأدى التهديد المستمر من العنف الطائفي في منطقة جونقلي إلى تخلي السكان عن كثير من مدنها.
بودي – كاليفورنيا
في عام 1879، كانت مدينة بودي الصاخبة بولاية كاليفورنيا تشتهر بتعدين الذهب وموطنا لـ8500 نسمة، ولكن في غضون عشر سنوات، كانت هذه المناجم قد استنفدت إلى حد كبير، وبدأت أعداد السكان في الانخفاض المطرد الذي انتهى بالتخلي الكامل عن المدينة.
كونسونو، إيطاليا
كان حلم رجل الأعمال الإيطالي ماريو بانو السامي إنشاء مدينة ألعاب وهي نسخة مصغرة من لاس فيغاس في إيطاليا. وقد بدأ الأمر مثالياً عندما وجد المكان المثالي في كونسونو (Consonno) وهي قرية صغيرة تضم 200 فرد فقط وتقع على بعد ساعة خارج ميلانو. وقام بدفع 22.5 مليون ليرة في عام 1962 (حوالي 16,600 دولار)، وقام بجرف القرية بأكملها لإفساح المجال لمتنزه التسلية المستقبلي. كانت كونسونو قرية نادرة آنذاك بحيث كان هناك طريق واحد فقط يؤدي اليها. ومع ذلك لم يلغي هذا السبب حلم “بانو”. في عام 1972 غطت الانهيارات الأرضية الطريق ومنعت وصول الجرافات والمعدات الثقيلة الأخرى. في هذا الوقت نقصت الموارد المالية لدى مانو حتى تخلى عن المشروع. وقد أعيد فتح الموقع لفترة وجيزة في عام 1980 لتكون بمثابة دار للرعاية ولكن قد سقطت الكثير من المباني والمرافق بسبب حالتها السيئة وتم إغلاق المشروع للمرة الأخيرة في عام 2007.
جزيرة هاشيما – اليابان
خلال الثورة الصناعية، أنشأت شركة “ميتسوبيشي” هذه المدينة لوجود مناجم الفحم فيها، وبلغ عدد السكان حينئذ أكثر من خمسة آلاف نسمة، ولكن بعد اكتشاف البترول تحولت هاشيما إلى جزيرة أشباح مهجورة بعد أن غادرها سكانها في عام 1974.
أورادور سور غلان، فرنسا
قرية أورادور سور غلان الفرنسية هي المكان الوحيد الذي نجى من ويلات الحرب العالمية الثانية.
في عام 1944 وبناءً على معلومات استخبارية أفادت أن أحد ضباط (فافن- أس أس) كان محتجزا في القرية و نزلت كتيبة من الجنود النازيين إلى القرية، وتحت حيلة فحص الأوراق الثبوتية تم حجز النساء والأطفال في الكنيسة المحلية قبل الشروع في نهب القرية.
قاد النازيون رجال القرية جميعهم (190 رجل) إلى حظيرة كبيرة وقامو بإعدامهم وأشعلو النيران في الحظيرة. وفي طريق العودة وضعوا بجانب الكنيسة عبوة حارقة وقامو بتفجيرها. حاول بعض الناس الفرار عندما اضرمت النار في الكنيسة، وهؤلاء الذين لاذو بالفرار رموهم بالرصاص وكانت الحصيلة وفاة 247 امرأة و 205 طفلا في الهجوم. وتم حرق ما بقي على الأرض في هذه القرية.
وأعلن الجنرال شارل ديغول أنه لا ينبغي إعادة بناء القرية أبدا ويجب أن تبقى كنصب تذكاري دائم للموتى ولتذكر القسوة والهمجية النازية.
بيراميديان – النرويج من مدن الاشباح
كانت هذه المدينة القطبية الشمالية بلدة تعدين للفحم، وكانت مملوكة للاتحاد السوفيتي منذ عام 1927 وكانت مستوطنة سوفيتية متكاملة، بما فيها من ثكنات للعمال، ومركز رياضي، وتم استنفاد الفحم الذي كان في المنجم، ولكن ما زالت المدينة كما هي، بما فيها من مكتبة مليئة بالكتب، ومسرح، وقاعة موسيقية تحتوي على بيانو هائل، وهُجرت المدينة عام 1998 وهي الآن مملوكة لشركة روسية تسعى لتحويلها إلى منتجع سياحي. اقرأ أيضا:السياحة في دبي وأفضل 10 معالم سياحية يستحقوا زيارتك
تاورغاء، ليبيا
لغاية عام 2006 كان عدد سكان هذه المدينة لا يزال 24,223 نسمة لكنها اليوم غير مأهولة تماما. تقع تاورغاء على بعد 38 كم من مصراتة وكانت تشتهر بأكثر أشجار النخيل والفواكه شهرة عبر التاريخ وتتميز بموقعها الرائع على بعد بضعة أميال من البحر. وقد غادرها السلام عندما نزلت القوات المعارضة للقذافي إلى البلدة في عام 2011 واتهمت سكانها بمساعدة قوات القذافي. وعلى الرغم من انكار سكان المدينة ذلك فقد مُنحو مهلة لمدة 30 يوما: إما الخروج من المدينة أو مواجهة التطهير “العرقي”. لم يهدر المتمردون وقتهم في فتك المدينة بأكملها منذ ذلك الحين وُصف ما فعلوه “بجريمة الحرب”. تقف في هذه الأيام المجمعات السكنية الفارغة بزجاجها المكسور والألغام (المضادة لمكافحة للأفراد) المتناثرة.
المراجع/https://www.cntraveler.com/gallery/the-10-most-haunted-cities-in-the-world