تربية الطفل تعتبر من الأشياء الصعبة لدى بعض الآباء فالأبناء هم صُنّاع الغد والمستقبل؛ لذلك وجَّه المُجتمَع والإسلام اهتمامهما نحوهم. ولأنّ الأبناء من أثمن الأشياء التي ينالُها الإنسان من الله تعالى؛ فقد توَجَّب عليه المحافظة على هذا الكنز الثمين، وإعطائهم جُلَّ وقته، واهتمامه؛ لأنّهم بُناة المستقبل.
ولكي يُربَّى الأبناء تربيةكاملة؛ فلا بُدّ من تنميتهم على الدين، والأخلاق، وسُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم، تعتبر التربية لغةً: مصدر الفعل ربَّى: بمعنى التهذيب، والتنشئة، والتعليم، والرعاية ومن المهم الاهتمام بالانضباط داخل كل أسرة، ووضع حدود لسلوكيات الأطفال، فذلك يساعد على زيادة قدرتهم على اختيارهم للسلوكات المقبولة، وتعليمهم ضبط النفس، والتحكم بها، كما يُساعد وضع الحدود على إعداد الأطفال ليصبحوا بالغين مسؤولين.
ويشمل الانضباط مجموعة من القواعد التي توضع في المنزل مثل: السماح بمشاهدة التلفاز بعد الانتهاء من أداء الواجبات الدراسية، وعدم السماح بالضرب لأيّ سبب، أو عدم السماح بالسخرية من أحد .
يساعد وضع عقوبات معينة على زيادة النظام والانضباط في المنزل، كاستخدام عقوبة التحذير الأولي، ثمّ عقوبة انتهاء المهلة أو العقاب بالحرمان من الامتيازات أو الأشياء المفضلة للأطفال. إذ إنّ العديد من الآباء يطبّقون عقوبة ما لتأديب الطفل، ويتجاهلون ذلك عندما يكرر الطفل نفس الخطأ مرة أخرى، ويُعدّ هذا من الأخطاء الشائعة في تربية الأبناء.
فيما يلي سيتم مناقشة اهم النقاط العشر حول تربية الطفل وكيفية التعامل معه
التعويض عن اضاعة الوقت
إذا تسبب طفلك في إضاعة وقت أحدهم بمشاغباته وأفعاله، اجعليه يقوم بتنفيذ بعض المهام لهم لتعويضهم عن الوقت الذي تسبب في إضاعته.
إذا تسبب في إضاعة وجبة الغداء عليك اجعليه ينظف الصحون، فقط حاولي تعليمه أنه مسؤول عن أفعاله، وأن لكل خطأ يرتكبه تداعيات وأثراً على الآخرين.
ويجب ألا يُبالغ الأبوين في العقاب وأن يكون العقاب على قدر الخطأ .
علم طفلك أن يكتفي بأشياءه
من المهم جداً أن تربي طفلك على الإكتفاء بما لديه وعدم التعدي على أشياء الأخرين في جميع الأمور على سبيل المثال إذا شعر طفلك بالجوع بعد أكل وجبته لا تسمحي له بأكل وجبة أخيه حتى وإن كان جائعاً فهذا سيأمر سلبً على سلوكياته مع أصدقاءه والبيئة التي يختلط بها، مما سيجعل الناس ينفرون منه مُلقين اللوم على الأبوين .
التربية دون ضرب مهم في تربية الطفل
يُعدُّ الضَّربُ من الأساليب التي تترك أثراً وعواقب كبيرةً؛ سواءً في الجانب الجسديّ أو النَّفسيّ، وذلك إنْ خرج عن حدود التّأديب والأسُس المعقولة التي يُمكن تطبيقها.
وقد يُؤدّي إلى انهيار شخصيّة الطفل ونفسيّته، ممّا يُؤثّر على مستقبله ويُحطّمه، ويتساءل الآباء حول أساليب التّأديب والعقاب التي يمكن أن تُحل محلّ الضّرب، فيحتارون في هذا الخصوص.
لكن في الأحوال كلّها، يجب تجنُّب ضرب الطّفل تحتَ أيّ ظرف؛ لأنّ الطّفل لا يُدرك ما يقوم به، ولا يُميّز بين الصّحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ ولأجل ذلك يجب ألّا يُعاقب بالضَّرب. اقرأ أيضا :ذكاء الطفل و عشر أطعمة يمكن أن تساعده على تطوير نشاط المخ
المدح الدائم في سلوكيات طفلك الإيجابية
لا يمكنك عزل طفلك أو تجاهله أو معاقبته بدون إعطائه بعض الاهتمام قبل ذلك والإشادة بأفعاله الإيجابية.
إذا وجدك الطفل تتجاهلين أفعاله الإيجابية فسيضطر إلى فعل العكس لجذب الانتباه، وهذا ما يسمى بالتربية الإيجابية، التي تعطي محفزات للسلوكيات التي تريدينها.
وتذكر دائماً أن الأطفال يريدون إرضاء الوالدين والحصول على انتباههما بشتى الطرق، لذا شكر الطفل لأنه يلعب مع أخيه أو أخته، أو لأنه وضع ألعابه مكانها، أو لمجرد أنه تشارك الحلوى مع أشقائه أمر يشجع السلوكيات الحسنة.
ولعل هذه السياسة تنجح مع البالغين أيضاً، كل ما عليك هو تجريبها!
لا تستخدم صافرة التحكيم
هناك شجارات دائمة في منزلك بين أبنائك؟ تضطر دائماً إلى التحكيم بينهم واستخدام سلطاتك الأموية أو الأبوية للفصل بينهم والضغط على الأصغر لينصت إلى كلام الأكبر منه؟
لا تفعل ذلك، اطلب من أبنائك فقط أن يدخلوا إلى غرفهم ولا يخرجوا حتى يصلوا إلى حل مقنع لك ولهم.
(ضع نظاماً للعقاب يلائم مراحل طفلك العمرية، فطفلك صاحب الـ14عاماً لا يرغم على النوم في السابعة مساءً لأن أخاه ذا الست سنوات يفعل ذلك).
تطبيق سياسية صندوق المواسم يساعد في تربية الطفل
إذا أحدث الطفل إزعاجاً كبيراً بإحدى ألعابه ولم ينصت إلى تعليماتك ومطالباتك بالهدوء أو أحدث بلعبة ضرراً ما، انتزعيها منه، ثم ضعيها في صندوق أطلقي عليه اسماً، وليكن (صندوق المواسم)، ولتخرج تلك الألعاب يوم الجمعة فقط.
اللعبة التي يرفض طفلك أن ينظفها وراءه، أو يحاول كسرها، أو التي ينشغل بها ويتجاهل نداءك للغذاء، يفقدها
من الجدير ذكره أن المواظبة على تطبيق العقوبة أمر أساسي، وإذا عاقبت طفلك على شيء فلا يجب أن تتجاهله في المرتين القادمتين، عندها لن يأخذ الطفل التهديدات على محمل الجد .
مكافأة الأطفال ضمن المعقول
يقول تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) (الرحمن الأية 60).
وقال الرسول الأكرم (ص): “أكرموا أولادكم وحسنوا آدابهم يغفر لكم”.
من المهم جدّاً أن يقابل السلوك الحسن الذي يصدر عن الطفل بإحسان آخر أو ما يعبر عنه بـ”المكافأة” وذلك لتعزيز القيم الفطرية والعقلية التي يحملها في داخله أوّلاً، وجعله يميز بين الفعل الحسن والقبيح من خلال هذا السلوك الذي تم مكافأته عليه ثانياً ولكن يجب أن لا يفرط الأبوين في مكافأت أبناءهم على أي سلوكٍ حسن يقومون به لأن القاعدة الأساسية في حياتنا ، الإفراط في أي شيء يعود بالفساد على كلا الطرفين .
الاعتذار عند القيام بخطأ
غالباً ما يفرض الآباء سلطتهم على الأبناء معللين ذلك بأنّ خبرتهم وحكمتهم في الحياة تفوق خبرة الأطفال، إلّا أنّهم قد يخطئون في بعض المواقف. من الأفضل أن يعترف الآباء بذلك ويقدمون الاعتذار مما سيجعل الطفل في المستقبل مهذباً معترفٍ بأخطأه ومعتذراً عن أي تصرف عفوي لا يقصده، من المهم جداً أن تعلم طفلك أن المعترف بخطأه كمن لا خطأ له وأن اُسلوب الأعتذار يعد إحتراماً لمشاعر البشر لا فقدانٍ للكرامة .
كن مهنيا في تربية الطفل
يجب على الوالدين أن ينتقيان كلماتهم والأبتعاد عن السب والشتم لأن الطفل يخزن ما يقولانه الأبوين وهذا خطأ شائع في مجتمعنا .
يتعلّم الأطفال العديد من الأمور من خلال ملاحظة سلوك الكبار ومحاولة تقليده بأنفسهم، مثل كيفية التفاعل مع الآخرين. فإذا أراد الأبوين تربية أطفالهم ليكونوا مهذبين، فعليهم أن يهتموا بإضافة العديد من العبارات إلى مفرداتهم الخاصة، ومن تلك العبارات (من فضلك) و(شكرا لك)، حتى يتعلّم الأطفال تلك العبارات ويطبقوها بأنفسهم، وبشكل عام إذا رأى الابن أنّ والديه يعاملان الجميع بما فيهم أفراد العائلة أو المعلمين غيرهم باحترام وتهذيب، فمن المرجّح أنّ الأطفال سيقومون بذلك أيضاً.
ردد دائما الكلمات المهذبة والجميلة وأبتعد كامل البعد عن الشتم حتى في أوقات العصبية .
الاستماع إلى الطفل مهم في تربية الطفل
من المهم تشجيع الطفل على الحوار، والتحدّث، وزيادة قدرته على التعبير عن نفسه منذ المراحل الأولى من عمره، الأمر الذي يزيد من قدرته على التواصل والتفاعل مع الآخرين مستقبلاً. ومن جهة أخرى يجب على الوالدين الاستماع للطفل، ومناقشته، وتجنّب الصراخ عليه في جميع الأوقات، فذلك يساعد على ضبطه وتوجيهه بشكل هادف. وفي حال تجاهل الآباء النقاش مع الطفل واستمروا بالصراخ عليهم سيؤثر ذلك على شعور الطفل بعدم الاحترام أو قلة الرعاية ، وإذا استمر الوالدين في الصراخ ظناً منهما أنها أفضل طريقة للتربية سينغرس في الطفل هذه المعاملة مستقبلاً وسيبدأ دائماً باللجوء إليها مع أي فردٍ من المجتمع .
المراجع/https://www.verywellfamily.com/how-to-raise-a-good-child-620110