اضطرابات الجهاز الهضمي تعد من أكثر المشاكل المرضية التي تؤثر على الجهاز الهضمي، والذي تتكون من مجموعة أعضاء مجوفة وهذه الأعضاء هي الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة مع الأعضاء المساعدة كالكبد والبنكرياس والحويصلة الصفراوية، مع أوعية دموية تغذي هذه الأعضاء، وتمتص الغذاء وتوصله لباقي الجسم. ويصاب الجهاز الجهاز الهضمي بالعديد من الامراض. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي وفيما يلي سنذكر عشر منها:
الداء الرتجي
يتَّسم الداء الرتجي Diverticular disease بأكياس صغيرة تشبه البالونات (الرتوج) تبرز من خلال طبقات بُنى معيَّنة في السبيل الهضمي (السَّبيل الهضمي)، ويُسمَّى الكيس الواحد رَتج.يُسمَّى كيسان أو أكثر بالرتوج.
تُعدُّ الأمعاء الغليظة (القولون) الموضع الأكثر شيوعًا لحدوث الرُّتوج إلى حدٍّ بعيد.تحدث رتوج القولون عندما تبرز الطبقات الداخلية من الأمعاء من خلال الطبقات العضلية الخارجية.
عدوى جرثومة الملويَّة البوَّابيَّة Helicobacter pylori
تنجم العدوى عن نوعٍ من الجراثيم يُسمَّى جرثومة المَلويَّة البوَّابيَّة Helicobacter pylori (H. pylori). فعند ظهور أعراض العدوى بجرثومية الملويَّة البوَّابيَّة H. pylori يحدث عُسرٌ في الهضم وشُعورٌ بألمٍ أو بانزعاج في الجزء العلوي من البطن. تُعدُّ العدوى بجرثومة المَلويَّة البوَّابيَّة Helicobacter pylori السببَ الأكثر شُيُوعًا لالتهاب المعدة وداء القرحة الهضمية في جميع أنحاء العالم.وتُعدُّ هذه العدوى من الحالات الشائعة جدًّا والتي تزداد مع التقدُّم بالسِّن.حيث تكون نسبة الأشخاص المصابين بهذه العدوى حَوالى 50% عند بلوغهم 60 عامًا من العمر.إلَّا أنَّ الدراسات الحديثة توصَّلت إلى أنَّ نسبة الإصابة بعدوى جرثومة المَلويَّة البوَّابيَّة H. pylori تكون أقل عند الشباب الأصغر سنًّا.يكون انتشار هذه العدوى أكثر شيوعًا بين ذوي البشرة السوداء، والهسبانيين، والآسيويين.
داء القرحة الهضميَّة
يمكن أن تنجم القرحة الهضمية عن العدوى بجرثومة الملويَّة البوَّابيَّة أو عن استعمال الأدوية التي تُضعِفُ بطانة المعدة أو الاثناعشري.
لا يكون الانزعاج النَّاجم عن القرحة مستمرًّا ويميل إلى الحدوث بعد وجبات الطعام نتيجةً لإنتاج حمض المعدة الذي يحدث كردَّة فعلٍ على تناول الطعام.
التهابُ المَعِدة والأمعَاء من أسباب اضطرابات الجهاز الهضمي
هو التهابٌ في بطانة المعدة والأمعاء الدَّقيقة والأمعاء الغليظة.وينجم عادةً عن طريق العدوى بكائنات حيَّة دَقيقة، ولكن يمكن أن يكونَ أيضًا بسبب ابتلاع مواد كيميائية سامَّة أو أَدوِيَة. يكون التهابُ المعدة والأمعاء عادة بسبب عدوى ما، ولكن يمكن أن يكونَ سببُه ابتلاع السموم أو الأدوية. يشكو المَرضَى من الإسهال والغثيان والتقيُّؤ وألَم البَطن عادة.
الداء المِعَوي الالتهابي
يكون سبب الإصابة بالدَّاء المعوي الالتهابي غير معروف، ولكن تُشيرُ الأدلة إلى أنَّ الجراثيم المعويَّة الطبيعية تُهيِّج حدوث رِدَّة فعل مناعيَّة غير طبيعيَّة عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. تختلف أعراض الدَّاء المعوي الالتهابي باختلاف جزء الأمعاء المُصاب وما إذا كان الشخص مصابًا بداء كرون أو بالتهاب القولون التَّقرُّحي.يُعاني الأشخاص المصابون بداء كرون من الإسهال المزمن وألَم البَطن عادةً.بينما يُعاني الأشخاص المصابون بالتهاب القولون التَّقرُّحي عادةً من نوباتٍ مُتقطِّعة من ألم البطن والإسهال المُدمَّى.وفي المرضين معًا، قد يحدث نقصٌ في وزن الأشخاص الذين يعانون من الإسهال منذ فترة طويلة ويُصابون بنقص التغذية.
عسر الهضم يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي
يُستخدَم مصطلح عُسر الهضم للتعبير عن مجموعة من الأعراض التي قد تظهر بعد تناول الوجبات الغذائيَّة، وهو من المشاكل الصحيَّة الشائعة لدى الأشخاص البالغين، وتتراوح إمكانيَّة الإصابة به بين مرَّة واحدة كلَّ فترة من الزمن، أو كلَّ يوم تقريباً لدى بعض الأشخاص، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض الشائعة التي قد تصاحب الإصابة بعُسر الهضم الشعور بامتلاء البطن أثناء تناول الوجبات الغذائيَّة، إذ يشعر الشخص بالامتلاء بمجرَّد البدء بتناول الطعام ممَّا يؤدِّي إلى عدم قدرته على إتمام تناول الوجبة.
داء الارتجاع المعدي المريئي
ينتج داء الارتجاع المعدي المريئي عن الارتداد المريئي أو ارتداد حمض المعدة إلى المريء، وقد يحدث ذلك خلال فترات متقطِّعة حتى لدى بعض الأشخاص الأصحَّاء، أما في حال تكرُّر ارتداد حمض المعدة بشكلٍ بسيط أو متوسِّط أو شديد عدَّة مرَّات في الأسبوع، أو في حال تسبُّبه بتضرُّر المريء، أو ظهور الأعراض المختلفة تُشخَّص الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي، ومن الجدير بالذكر أنَّه بعد انتقال الطعام عبر المريء إلى المعدة في الحالات الطبيعيَّة تنقبض العضلة الدائريَّة المعروفة بالعضلة العاصرة المريئيَّة السفليَّة. المتواجدة بين المريء والمعدة لمنع عودة الطعام مرَّة أخرى باتجاه المريء، بينما تكون هذه العضلة في حالة الاسترخاء خلال تناول الطعام للسماح للطعام بدخول المعدة، أما في حال الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي يضطرب عمل العضلة العاصرة المريئيَّة ممَّا يؤدِّي إلى تسرُّب بعض محتويات المعدة إلى المريء.
متلازمة القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي، وتُعرف أيضاً بالقولون التشنجي، أو القولون المتهيج، أو المعدة المُهتاجة عبارة عن حالة تنقبض فيها عضلة القولون بسُرعة أكبر مما هي في الأشخاص غير المصابين بها. وهناك عدد من العوامل التي يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وتشمل بعض الأطعمة والأدوية والتعرض للضغط النفسي. وتشمل أعراض القولون العصبي الإصابة بألم وتقلصات في البطن، والشعور بالانتفاخ والمعاناة من الغازات، وتغيير في قوام الخروج مثل زيادة تيبُس أو ليونة البراز، أو الشعور بالحاجة إلى التبرز أكثر من المعتاد. وفي كثير من الأحيان يصاب الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي بالإمساك والإسهال بالتناوب. اقرأ أيضا:10 اضرار لعملية تكميم المعدة
الإسهال يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي
الإسهال بحد ذاته ليس مرضاً، لكنه مشكلة شائعة قصيرة، ومدة الإسهال الطبيعي تستمر لمدة يوم إلى يومين، وقد يكون الإسهال أحد أعراض الاضطرابات في حال استمراره لمدة تصل إلى الشهر، ويعتمد ذلك على نوع الإصابة التي تتنوع من سبب بسيط مثل الافراط في الطعام والشراب، إلى الشديدة مثل الإصابة بالعدوى.
مهما كان التهيج، فإنه يؤدي إلى التهاب القناة الهضمية، معيقاً بذلك الوظيفة الطبيعية لتلك القناة في امتصاص السوائل والأملاح أثناء عملية الهضم.
الإمساك يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي
الإمساك هو صعوبة خروج البراز (التغوط)، أو خروجه بمعدل يقل عن الطبيعي (أقل من ثلاث مرات في الأسبوع)، أو عدم خروجه بشكل كامل. وعادةً ما ينجم الإمساك عن عدم تناول مقدار كافي من الحبوب أو الألياف في إطار النظام الغذائي المتبع أو حدوث تغييرات واضطرابات تطرأ على الروتين الاعتيادي أو النظام الغذائي المتبع. وتجدر الإشارة إلى أن المُصاب بالإمساك يشعر بالإجهاد أثناء التغوط، ذلك أنه من علامات الإصابة به تيبُس البراز وقلة مرات الإخراج عن المعدل الطبيعي، مما يُسبب أحياناً مشاكل شرجية مثل التشقق والبواسير. ونادراً ما يكون الإمساك مؤشراً على وجود حالة صحية أكثر خطورة.