أوبئة كثيرة مرت على مر التاريخ، وعرفت البشرية انتشار العديد من أوبئة قاتلة فبالإضافة إلى الحروب والتي لطالما أزهقت خلالها الأرواح. سجلت العديد من الأمراض كالكوليرا و الطاعون والحصبة و الإنفلونزا حضورها متسببة في هلاك مئات الملايين.
منذ العصور القديمة عرفت البشرية ظهور العديد من الأوبئة الفتاكة والتي انتشرت أساسا بسبب الحركة التجارية والحملات العسكرية، حيث نقل الأفراد المصابون الأمراض معهم متسببين في تفاقم الأزمة، فيما يلي نستعرض عددا من أبرز ١٠ أوبئة التي عصفت بالبشرية وتسببت في هلاك الملايين :
المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (2002 – 2003)
متلازمة التنفسية الحادة الوخيمة تعدّ مرضا يسببه أحد أوبئة كورونا السبعة التي يمكن أن تصيب البشر، ويشبه تركيبها الوراثي تركيب فيروس كورونا الجديد بنسبة 90% تقريبا.
وفي العام 2003، أصبح المرض المتفشي الذي نشأ في مقاطعة غوانغدونغ الصينية وباء عالميا انتشر سريعا إلى 26 دولة، وأصاب أكثر من 8000 شخص وقتل 774 منهم.
مع ذلك، كانت نتائج تفشي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة لعام 2003 محدودة إلى حد كبير بسبب الاستجابة المكثفة للصحة العامة من جانب السلطات العالمية، بما في ذلك عزل المناطق المصابة والأفراد المصابين.
إيبولا (2014 – 2016)
في البداية، كان فيروس إيبولا -الذي سمي على اسم نهر قريب من المنطقة التي تفشى فيها المرض- محدود المدى مقارنة بأغلب الأوبئة الحديثة، ولكنه كان مميتا بشكل لا يصدق. وظهر الفيروس أولا في قرية صغيرة بغينيا عام 2014، وانتشر إلى عدد ضئيل من البلدان المجاورة في غربي أفريقيا.
وقتل الفيروس أكثر من 11 ألف شخص من أصل 29.6 ألف مصاب في غينيا وليبيريا وسيراليون. وتشير التقديرات إلى أن فيروس إيبولا كلف 4.3 مليارات دولار، وتسبب في انخفاض الاستثمارات الواردة بشكل كبير إلى الدول الثلاث.
الكوليرا (1817 – 1823) من أخطر عشر أوبئة
وباء الكوليرا ظهر في “جيسور” بالهند، وانتشر في معظم أنحاء المنطقة ثم إلى المناطق المجاورة، وأودى بحياة الملايين قبل أن يتمكن طبيب بريطاني يدعى جون سنو من معرفة بعض المعلومات حول طرق الحد من انتشاره.
ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا -التي تصيب سنويا ما بين 1.3 و4 ملايين شخص- بأنها “الوباء المنسي”. وقالت المنظمة إن تفشي الوباء السابع الذي بدأ عام 1961، لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.
ونظرا لأن عدوى الكوليرا ناتجة عن تناول طعام أو ماء ملوثين بجراثيم معينة، فقد تمكن هذا المرض من إلحاق الضرر بأغلبية ساحقة في البلدان التي تعاني من التوزيع غير العادل للثروة وتفتقر إلى التنمية الاجتماعية. وتستمر الكوليرا في تغيير العالم من خلال إلحاق الضرر بالمناطق الفقيرة، في حين أنها لا تؤثر بشكل كبير على الدول الغنية.
إنفلونزا 1918: سنة 1918-1920
ثمة قدر من التشابه بين كوفيد-19 وإنفلونزا 1918، التي يطلق عليها أحيانا اسم الإنفلونزا الإسبانية نظرا لأن منبعها كان في دولة إسبانيا. على أن معد المادة التفاعلية يرجع السبب في هذه التسمية إلى أن إسبانيا كانت الدولة الوحيدة التي اتسمت بالصدق بشأن حصيلة ضحايا تلك الجائحة التي انتشرت إبان الحرب العالمية الأولى.
اعلان
وتفشت تلك الإنفلونزا في موجتين الأولى بدءاً من عام 1918 قبل أن تنتهي عام 1920. وأُصيب بالوباء زهاء خمسمئة مليون شخص، توفي منهم خمسون مليونا حول العالم، حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي مؤسسة وطنية أميركية رائدة في مجال الصحة العامة.
جائحة الإيدز 1981 حتى اليوم
أودى الإيدز بحياة ما يقدر بـ 35 مليون شخص منذ التعرف عليه لأول مرة. ، ومن المحتمل أن يتطور فيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبب الإيدز، من فيروس الشمبانزي الذي انتقل إلى البشر في غرب إفريقيا في العشرينيات.
وشق الفيروس طريقه حول العالم، وكان الإيدز يعد وباء حتى أواخر القرن العشرين.
ولعقود، لم يكن للمرض علاج معروف، ولكن الأدوية التي تم تطويرها في التسعينيات تسمح الآن للأشخاص المصابين بالمرض بتجربة عمر طبيعي مع العلاج المنتظم. والأكثر إثارة، تم شفاء شخصين من فيروس نقص المناعة البشرية في أوائل عام 2020.
جائحة إنفلونزا الخنازير: 2009-2010
سببت جائحة إنفلونزا الخنازير لعام 2009 سلالة جديدة من فيروس H1N1 نشأت في المكسيك في ربيع عام 2009 قبل أن تنتشر إلى بقية العالم. وفي عام واحد، أصاب الفيروس ما يصل إلى 1.4 مليار شخص في جميع أنحاء العالم وقتل ما بين 151700 و575400 شخص، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.
وأفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن وباء إنفلونزا 2009 أثّر بشكل أساسي على الأطفال والشباب، و80% من الوفيات كانت بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما.
وكان هذا غير معتاد، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم سلالات فيروسات الإنفلونزا، بما فيها تلك التي تسبب الإنفلونزا الموسمية، تتسبب في أعلى نسبة وفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاما وأكثر. ولكن في حالة إنفلونزا الخنازير، بدا أن كبار السن كوّنوا بالفعل مناعة كافية لمجموعة الفيروسات التي ينتمي إليها H1N1، لذلك لم يتأثروا كثيرا. وأدرج لقاح الإنفلونزا H1N1 الذي تسبب في إنفلونزا الخنازير، الآن في تطعيم الإنفلونزا السنوي.
انفلوانزا هونغ كونغ 1970
الحصيلة: مليون وفاة (رقم تداولته المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها).
جالت هذه الانفلونزا حول العالم بين صيف 1968 وربيع 1970، حاصدة أرواح العديد من الأطفال بشكل خاص. مصدر الفيروس هونغ كونغ، وانتشر بداية في آسيا قبل ان ينتقل في نهاية 1968 إلى الولايات المتحدة. وبعد أشهر من الخمود، اجتاح الفيروس أوروبا، في نهاية 1969.
يرى خبراء الأوبئة أنّ هذه الانفلونزا دخلت التاريخ بكونها أول وباء في التاريخ المعاصر المتميز بتسارع عمليات النقل الجوي. اقرأ أيضا:انواع الكلاب واغلى 10 كلاب في العالم ستتعرف عليها
وباء سارس 2003 من أخطر عشر أوبئة
الحصيلة: 774 وفاة.
في نهاية 2002، ظهرت المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في جنوب الصين، منقولة من الخفاش إلى الإنسان عبر قط الزباد، في إشارة إلى حيوان ثديي بري يباع حياً في الأسواق الصينية لأجل لحمه. واتضح أنّ الفيروس معدٍ بشكل كبير، وينجم عن الإصابة به التهاب رئوي حاد، بما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
أصاب السارس في نهاية الأمر نحو30 دولة، ولكن الحصيلة كانت محدودة فيما تركزت نحو80% من نسبة الضحايا في الصين القارية وهونغ كونع، بمعدل 9,5% للوفيات.
الإنفلونزا الآسيوية: 1957-1958
أول من لفت الأنظار إلى هذه الإنفلونزا هو الدكتور موريس هيليمان، الذي اعتُبر فيما بعد الأب الروحي للقاحات. وكان يعمل بمؤسسة والتر ريد العسكرية للبحوث عام 1957 عندما نشرت نيويورك تايمز مقالا عن تفشي وباء إنفلونزا خطير في هونغ كونغ، وتطرقت فيه إلى وجود أطفال في عيادة طبية بدت عيونهم خالية من أي تعبير أو حياة، كناية عن الموت.
ووفق مجلة سميثونيان، فإن شيئا ما في عيون أولئك الأطفال نبهته إلى حدوث أمر ما “وأخبره حدسه حينها أن تلك الوفيات هي جائحة إنفلونزا جديدة”.
وقد طلب هيليمان بعدها إرسال عينات من الفيروس إلى شركات تصنيع الأدوية بالولايات المتحدة على جناح السرعة حتى يتسنى لها إنتاج لقاح للوباء. ومع أن سبعين ألف شخص قضوا في البلاد فإن البعض أشار إلى أن حصيلة الوفيات هناك كان من الممكن أن تصل إلى مليون شخص لولا اللقاح الذي نصح هيليمان بتصنيعه.
الطاعون الأسود من اخطر 10 أوبئة
تعد موجة الطاعون الأسود والتي عرفت بدايتها ببلاد الصين في حدود سنة 1334 لتنتشر منها نحو القارة الأوروبية أسوأ موجة وباء في تاريخ البشرية خلال تلك الفترة لعبت الحملات العسكرية المغولية وحركة التجارة وانتشار الفئران والجرذان وتدهور قطاع الصحة والنظافة دورا كبيرا في انتشار هذا المرض الذي تسبب لوحده في وفاة ما بين خمسة وسبعين مليون ومئتي مليون شخص فضلا عن ذلك وبناء على تقارير عديدة أسفر هذا الوباء خلال الفترة الممتدة ما بين سنة 1346 وسنة 1353 عن هلاك ثلث سكان القارة الأوروبية.
المراجع/https://www.livescience.com/56598-deadliest-viruses-on-earth.html