لقد تظاهر الملايين ضد ما يعرف بـ «التطرف الإسلامي» في فرنسا عقب مقتل 17 شخص في الهجوم الأخير على صحيفة « شارلي ايبدو »، ولكن أنصار نظريات المؤامرة لهم رأي آخر. بعض هذه الآراء جاء من مصادر مجهولة من على شبكة الإنترنت، والبعض الآخر صدر عن سياسيين ودبلماسيين مرموقين. إذا هل من الممكن أن تكون هذه العملية هي من تدبير جهاز مخابرات غربي أم أنها فعلا من عمل «متطرفين مسلمين»، وهل كانت السلطات الفرنسية على علم مسبق بالعملية أم أنها فوجئت بها كعامة الشعب؟
إليكم أبرز 10 دلائل تُرَجِّح نظرية المؤامرة في الهجوم الأخير على صحيفة « شارلي ايبدو »:
تصريحات المسؤولين والسياسيين المؤيدة لنظريات المؤامرة
في مقابلة مع مجلة Komsomolskaia Pravda الروسية، صرح Jean Marie Le Pen مؤسس ورئيس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، بأن الهجوم الإرهابي على صحيفة « شارلي ايبدو » في باريس من الممكن أن يكون من تدبير وكالة إستخبارات غربية. وقد قال: “إن إطلاق النار في « شارلي ايبدو » يشبه عملية مخابراتية ولكن ليس لدينا دليل على ذلك. لا أعتقد بأن السلطات الفرنسية هي من قامت بهذا ولكنها سمحت للجريمة بأن تُرتَكَب. وهذه مجرد فرضية في الوقت الحالي”. وفي وقت لاحق، أصدر Le Pen بيانا آخر نفى فيه اتهامه لأجهزة المخابرات وبأن مقابلته مع المجلة الروسية لم تترجم بشكل صحيح.
وفي تركيا، صرح عمدة أنقرة Melih Gokcek، بأن الموساد الإسرائيلي هو بكل تأكيد وراء العملية لزيادة العداء ضد الإسلام، وبأنه جاء لمعاقبة البرلمان الفرنسي على تصويته لصالح الإعتراف بالدولة الفلسطينية.
أما في روسيا، فقد صرح محللون تابعين للـ «كرملن» بأن الولايات المتحدة هي من قامت بالعملية لمعاقبة فرنسا على إلغاء عقوباتها الإقتصادية على روسيا. وفي مقال آخر، صرح بعض المسؤولين بأن العملية تحمل توقيع المخابرات الأمريكية والموساد في محاولة منهم لكسب الدعم لحملاتهم الفاشلة في العراق وسوريا والشرق الأوسط.
معرفة ومتابعة الأجهزة الأمنية الفرنسية للأخوين الكواشي
كشفت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية أن منفذي الهجمات الدامية في باريس كانوا معروفين لدى أجهزة الأمن ومرصودين وخاضعين للمراقبة، ورغم ذلك فإنهم نجحوا في تنفيذ الهجوم الذي استهدف صحيفة « شارلي إيبدو ». وهو ما يمثل مفاجأة من العيار الثقيل تفتح الباب واسعاً أمام سيل كبير من الأسئلة، وبحسب الصحيفة، فإن أجهزة الأمن الفرنسية كانت تقوم بمراقبة المكالمات الهاتفية للمشتبهين، وتعلم بأنهم تلقوا التدريبات في معسكرات باليمن، وقد عادوا مؤخراً من سوريا، كما أن تعاونهم مع الجهاديين في الضواحي الباريسية كان موثقاً أيضاً، وكانوا على لائحة الممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.
التضارب بشأن تسجيل الفيديو لمقتل الشرطي الفرنسي
لماذا أعلنت وسائل الإعلام المختلفة بأن الشرطي الذي قتل في مكان الحادث قد أصيب في الرأس، بينما يظهر تسجيل الفيديو للعملية عكس ذلك. لقد وصف خبراء بأن التسجيل المتدوال هو وهمي، وتمثيل، مستشهدين بأن إطلاق النار على رأس الضابط من مسافة قريبة وباسخدام بندقية «كلاشنيكوف» يسبب إنفجار في الرأس وخروج أشلاء منه، وهو ما لم يحدث بتاتاً كما هو موضح في تسجيل الفيديو.
إحدى ضحايا الإعتداء تشكك بهوية منفذي الهجوم
في 10 يناير، قالت صحافية فرنسية على القناة الثانية الرسمية، وهي تؤكد نقلًا عن زميلتها التي نجت من حادثة اعتداء « شارلي ايبدو » في إحدى الروايات، التي إن صحت فإنها ستضرب مصداقية الرواية الرسمية الفرنسية: إن أحد المسلحين الذي شاركوا في العملية كانت عيناه “زرقاوين جميلتين”. وقالت في حديثها على القناة الفرنسية الثانية: “إن أحد المسلحين وضع سلاح الـ «كلاشنيكوف» على أنفها، وطلب منها أن تتلو القرآن كي لا تموت، فبدأت بتلاوة القرآن باستمرار، وقالت: إن هذا الشخص عيناه زرقاوان جميلتان”، وفق ما ذكرته «عربي 21». وبالعودة إلى صور المشتبه بهم يتبين أنه لم يكن أحد منهم أزرق العينين بتاتاً، وهذا ما يفتح الباب أمام المؤيدين لفكرة تورط الحكومة الفرنسية بالأمر.
سيارات مختلفة
من أكثر الأدلة المثيرة للشك في الرواية الرسمية هو التغير الواضح في لون مرايا الرؤية الخلفية للسيارة التي استخدمت من قبل الأخوين كواشي. ففي الصور التي أخذت بالقرب من مقر صحيفة « شارلي إيبدو » حيث وقع الإعتداء، كان لون المرايا أبيض، أما في الصور التي نشرت للسيارة التي هجرها المعتدون لاحقا والتي عثر فيها على هوية أحد المشتبه بهم، فكان لون المرايا أسود، مما يدل على أنها ليست السيارة ذاتها التي استخدمت في العملية، وبأن الشرطة إدعت كذباً بأنها عثرت على سيارة المشتبهين.
الدليل الوحيد الذي أدى للتعرف على هوية المهاجمين: بطاقة هوية تركت في السيارة
ومن التفاصيل الأخرى التي تدعم نظرية المؤامرة هو وجود بطاقة هوية لإحد الأخوين كواشي في السيارة المهجورة. فلماذا يود المهاجمين تقديم الدليل الوحيد على تورطهما عبر ترك بطاقة الهوية في السيارة لتجدها الشرطة الفرنسية لاحقا؟ وقد شكك ضابط المخابرات الجزائري السابق والكاتب والحقوقي أنور مالك فى الرواية التي تداولتها الأجهزة الأمنية الفرنسية عن العملية وقال: “هل من الممكن أن يتخيّل أحدنا أن أشخاصاً نفّذوا عملية باحترافية كبيرة وتحدّوا أجهزة الأمن الفرنسية في قلب العاصمة باريس، ثم في النهاية يتركون بطاقة هوية أحدهم حتى يساعدوا الأمن الذي نجحوا في تجاوزه وربما اختراقه أيضاً؟”
تورط الشرطة الفرنسية
بثت قناة «سكاي نيوز»، في 14 يناير، فيديو جديد لعملية اقتحام المهاجمين لمجلة « شارلي ايبدو »، ويظهر في الفيديو المهاجمان عقب العملية بجوار سيارتهما، حيث بدا عليهما الهدوء والتحرك دون أي توتر ثم تحركهما بالسيارة حيث واجهتهما سيارة شرطة، وبشكل هادئ نزلا، وأطلقا النار على سيارة الشرطة الفرنسية، ولكنها سرعان ما أفسحت المجال لهما ليهربا بكل سهولة. فلماذا سمحت سيارة الشرطة للمهاجمين بالفرار بهذه السهولة وبلا أي مقاومة تذكر؟
إنتحار ضابط الشرطة المسؤول عن التحقيق في الهجوم على شارلي ايبدو
وفي 15 ينيار، تناولت وسائل إعلام فرنسية خبر انتحار ضابط الشرطة المنوط بالتحقيق في قضية الهجوم على صحيفة « شارلي إيبدو »، وذلك بعد قيامه بإجراء مقابلات عدة مع أقارب وذوي الضحايا. وذكرت قناة «فرنسا 3» أن المفوض «هيرلك فريدو»، البالغ من العمر 45 عاماً، أطلق النار على نفسه أثناء وجوده في مكتبه بمقر الشرطة في مدينة «ليموج»، وهو الأمر الذي أكدته الرابطة الوطنية للشرطة. وقالت مصادر رسمية فرنسية :”إن «فريدو»، الذي كان يعمل نائب مدير الشرطة القضائية للخدمات الإقليمية في «ليموج»، عانى الاكتئاب والإرهاق الشديدين، نظراً لعمله لساعات طويلة في الآونة الأخيرة”. وكشفت تقارير أخرى – حسب «فرنسا 3» – أن «فريدو» توصل إلى معلومات مفادها أن هناك جهاز مخابرات كبير وراء حادثة الصحيفة، وليس الشقيقين شريف وسعيد كواشي، خاصة أن دقة وتنفيذ عملية اقتحام وقتل الصحافيين، لا يستطيع تنفيذها إلا محترفون.
فهل فعلا إنتحر الضابط «هيرلك فريدو» أم أنه قٌتِلَ عندما اكتشف معلومات قد تُوَرِط جهاز مخابرات ما؟
تخفيض عدد أفراد الشرطة المنوطين بحماية مكاتب شارلي إيبدو
لعدة سنوات كانت هناك دورية شرطة فرنسية دائمة مسؤولة عن حماية مكاتب صحيفة « شارلي إيبدو »، وقد خُفِّض عدد أفراد هذه الدورية في الأسابيع القليلة قبل الإعتداء. وقبل أيام قليلة من الهجوم على الصحيفة، تم تعيين شرطي واحد فقط لحماية مكاتبها، فمن قام بإتخاذ هذا القرار ولما أتُخِذَ قبل أيام قليلة من الهجوم؟
قتل وتصفية المتهمين
تتخذ الأجهزة الأمنية في حالات مماثلة إجراءات إستثنائية لإلقاء القبض على المتهمين وعدم قتلهم بغية التحقيق معهم وكشف إي صلات محتملة مع شبكات إرهابية أخرى. وقد أثار متتبعون تساؤلات عدة عن سر قتل المتهمين الثلاثة بدل تخديرهم أو شلهم بالقنابل التي تصيب بالشلل المؤقت، بقصد القبض عليهم أحياء وانتزاع اعترافات مهمة منهم. وما هي الحقائق التي يريد الفرنسيون إخفاءها بتصفيتهم بدل السعي لأسرهم؟