كان هناك مزارع يملك بستانًا كبيرًا من أشجار البرتقال، وكان لدى المزارع ولدان شابان، ولكنهما كانا كسولين جدًا، ولا يساعدان والدهما بالعمل في الحقل، وعندما كان والدهما يطلب منهما المساعدة، فإنهما كانا يتذمران ويتملّصان من العمل.
وذات يوم طلب منهما والدهما العمل معه بالبستان؛ لأنه يشعر بالتعب، فتحجج الابن الأكبر بأن لديه عملًا آخر يقوم به، وأما الابن الأصغر، فقال لأبيه بأن يده تؤلمه، ولا يمكنه مساعدته بأي شيء، فشعر الأب بالحزن الشديد على تصرفات ولديه معه، وكان دائم البحث عن طريقة تجعلهما يعودا إلى صوابهما.
ومع مرور الوقت، مرض الأب ولزم الفراش، وبقي في فراشه لفترة طويلة، حتى شكّ أنه قد يموت بأي لحظة، ورغم مرض الأب الشديد إلا أنّ ولديه الشابين بقيا كسولين ولم يتغيّر حالهما، على الرغم من عدم وجود أحد يعتني بالبستان.
ولمّا شعر الأب بقرب أجله، استدعى ولَديه، وأخبرهما بأن هناك كنزًا مدفونًا في البستان، فقالا له لِما لم تخبرنا عن الأمر في السابق، وسألا الأب عن مكان وجود الكنز، فالبستان كبير جدًا وشاسع، فأخبرهما الأب بأن أبيه قبل موته دفن كنزًا كبيرًا في البستان، ولكنه لا يتذكّر موقعه بالتحديد، وحذرهم من بيع الأرض بعد موته حتى لا يضيع الكنز من بين أيديهما.
فوعد الشابان والدهما بعدم بيع الأرض قبل أن يستخرجا الكنز، وفي صباح اليوم التالي، استيقظ الشابان منذ الصباح الباكر، وتوجها إلى الحقل، وأخذا يحرثان الأرض، ويُقلبان التربة عرضًا وطولاً بحثًا عن الكنز المنشود، وظلّ الشابان على هذه الحال، حتى جاء موسم جني البرتقال، وبفضل سعي الشابين الدؤوب وعملهما المستمر وغير المقصود.
وأثمرت أشجار البرتقال، وأعطت محصولاً وفيرًا، فباع الشابان ثمار البرتقال، وجَنَيا منه مبالغ كبيرة من المال، عندها فطن الشابان لكلام والدهما، وعرفا ما يقصده، وأن كنز البستان ما هو إلا العمل الجاد الدؤوب للحصول على محصول جيّد وربح وفير، وهذا هو الكنز الحقيقي. اقرأ أيضا:قصة بشرى والوردة البيضاء الناطقة