اعادت قصة الطفل ريان لذاكرة العالم العديد من القصص المشابهة ,فلم يكتب لقصة الطفل المغربي ريان أورام أن تنتهي نهاية سعيدة، ولم تتحقق المعجزة التي انتظرها الملايين بخروجه حيا. بعد سقوطه في بئر ضيقة قطرها حوالي 45 سنتيمترا وعمقها 32 مترا عصر الثلاثاء الماضي. خرج الصغير ريان ذو السنوات الخمس ليلة السبت من باطن الأرض، بعد 5 أيام قضاها فيها وحيدا خائفا منهكا، ليعود إلى باطن الأرض بعدما زرع بذرة الإنسانية والتضامن والوحدة بين ملايين المغاربة والعرب. في مقالنا اليوم نستحضر لكم أشهر عشر قصص انقاذ مختلفة منها من انتهى بالنجاة والفرح ومنها كانت النهاية حزينة وأشهرها قصة الطفل ريان :
عيّاش المحجوبي ـ الجزائر
عاشت الجزائر في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 على وقع حادثة سقوط الشاب عياش محجوبي صاحب 31 سنة في بئر ارتوازي بمنطقة أم الشمل جنوب شرقي البلاد. بقي عياش في البئر لمدة 24 ساعة قبل أن يسمع جيرانه صراخه، وبدأت محاولات إنقاذه من قبل السكان المحليين باستعمال وسائل بدائية. وتدخلت بعدها قوات الدفاع المدني واستمرت جهود الإنقاذ لنحو تسعة أيام متواصلة لفظ عياش أنفاسه داخل البئر في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
استخرجت جثة عياش في اليوم التاسع من رحلته المميتة بالبئر .عياش كان يعمل في رعي الأغنام، وفي بعض الأحيان كان يساعد العائلة في الفلاحة”. ولم يلتحق بالدراسة بسبب الظروف التي كانت تعيشها العائلة”.
وكان حضور محافظ ولاية المسيلة متأخرًا لموقع الحادث وسط اتهامات شعبية له بالتقاعس. وفي التاسع من يناير/ كانون الثاني 2019 أنهى الرئيس الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة مهام محافظ ولاية المسيلة حاج مقداد. وبعد شهرين من حادثة عياش خرج ملايين الجزائريين مطالبين نظام بوتفليقة بالرحيل.
طفل عراقي مصاب بالتوحد في بئر عمقه 35 مترا
في العراق ليلا سقط طفل مصابا بالتوحد داخل بئر ارتوازي ضيق بعمق خمسة وثلاثين مترا في منطقة ناحية تازة جنوب محافظة كركوك .وعند الابلاغ عن سقوطه حضرت فرق الدفاع المدني. واستخدمت فرق الإنقاذ أسطوانات الأوكسجين لتأمين حياة الطفل من خلال إنزال أنابيب داخل البئر تنفخ غاز تحت هذا العمق الكبير لتزويد الطفل بما يلزم من الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة، بالتزامن مع استمرار عمليات الانقاذ باستخدام الحفارات ومعدات الانقاذ الثقيل. تكللت عملية انقاذ طفل التوحد بالنجاح وخارج سالما حيث أوضحت مديدرية الدفاع المدني أن “فرق الدفاع المدني تمكنت بنجاح من إنقاذ الطفل التركماني المصاب التوحد “.
الطفل السوري إيلان من أشهر القصص
الطفل السوري إيلان الكردي وعمره ثلاث سنوات، توفي بعد غرق زورق مهاجرين متجه إلى اليونان، (3 سبتمبر/ أيلول 2015) إذ قذفت الأمواج بجثة الطفل إلى شاطئ مدينة بودروم التركية، فيما انتشرت الصورة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. من جهته، قال عبدالله الكردي، والد الطفل السوري إيلان الكردي، الذي تحول إلى رمز لمأساة اللاجئين السوريين، بعد العثور على جثت ابنه على شاطئ تركيا، إنه لا يريد أي شيء من هذا العالم، مضيفاً: «كل ما كنت أحلم به قد انتهى وكل ما أريده هو دفن ولديَّ، والجلوس بجوار قبريهما حتى الموت». وأكد عبدالله، لـ «CNN»، أنه حاول عدة مرات العثور على حياة أفضل لأسرته وطلب اللجوء إلى كندا، وحاول 3 مرات عبور البحر إلى أوروبا، لكن انتهت المرة الثالثة بوفاة طفليه إيلان الذي يبلغ عمره عامين، والطفل غالب 4 سنوات ، وزوجته ريحان 28 عاماً. اقرأ أيضا:أبرز 10 فئات مرشحين لأوسكار 2022 وفيلم قوة الكلب المرشح الأقوى هذا العام
عمال منجم الذهب في تشيلي
وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010، نجحت عملية إنقاذ واسعة لـ 33 من عمال مناجم في تشيلي ظلوا عالقين 69 يوما تحت الأرض في منجم سان خوسيه الذي انهار عليهم. وكان وزير المناجم التشيلي آنذاك قد قال بعد سبعة أيام من حدوث الانهيار: إن فرص العثور على العمال أحياء “ضئيلة جدا”.
لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار، واصل رجال الإنقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة أصبحت شهيرة “نحن بخير جميعنا الـ33 في الملجأ” تحت الأرض. وجرت عملية الإنقاذ باستخدام كبسولة معدنية أنزلت إلى المنجم عبر بئر حفرت خلال 33 يوما، لإخراج العمال العالقين واحدا بعد الآخر. وكان صعود الكبسولة يستغرق 15 دقيقة، بيد أنه مع تحضير كل رحلة يتطلب الأمر نحو ساعة لصعود كل عامل إلى سطح الأرض.
الطفل الهندي داخل بئر على عمق 180 مترً
سقط طفل في الهند عام 2014 داخل بئر على عمق 180 مترًا في ولاية تاميل نادو، بعد أن غاب عن عين أمه التي كانت تعمل في جمع الفاكهة. وبعدما تم تحديد مكان الطفل عن طريق أجهزة تعقب استخدمتها سلطات الإنقاذ المحلية في الهند، قام عمال إنقاذ بحفر بئر موازية وبعد الاقتراب من الطفل استمروا في الحفر اليدوي حتى يضمنوا سلامة الطفل.
وبعد ساعات من الحفر اليدوي استطاع عمال الإنقاذ أن يصلوا إلى الطفل الذي خرج على قيد الحياة.
الرضيعة جيسيكا 60 ساعة في البئر
سقطت الرضيعة جيسيكا في بئر بحديقة خالتها في مدينة ميدلاند بولاية تكساس الأميركية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 1987 وكان عمرها 18 شهرا .كان من المستحيل نزول أي منقذ للبئر التي كان قطرها 20 سنتيمترا وعمقها 6.7 أمتار، فعمل رجال الإنقاذ على الحفر عموديا بموازاة البئر، ثم الوصول إليه عبر فجوة تربطها بموقع سقوطها.
في الساعة الثامنة من مساء يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد 60 ساعة من الحفر، نشرت الشبكات التلفزيونية صورة لمسعف يحمل الرضيعة جيسيكا خارج البئر وهي على قيد الحياة، بعدما ظلت كل تلك المدة دون طعام أو ماء. وتابع ملايين الأميركيين حينها قصة هذه الطفلة على مختلف القنوات التلفزيونية وأيديهم على قلوبهم.
الطفل السوري حسن خضر و45 ساعة في البئر
في مارس/ آذار 2021، سقط الطفل السوري حسن خضر الزعلان ذو 10 سنوات في بئر ارتوازية في بلدة كفر روحين شمالي إدلب بسوريا، عندما كان رفقة والده الذي يعمل حفارا للآبار. لم تفلح مساعي انتشاله عبر فوهة البئر بسبب وضعية سقوطه، إذ كان عالقا بين جدار البئر وإزميل الحفارة على عمق 21 مترا ورأسه للأسفل، وهو الوضع الذي لم يسعفه للإمساك بحبل الإنقاذ أو ربط نفسه، كما استحال إنزال متطوعين إلى البئر بسبب ضيق فتحته. واتجهت فرق الإنقاذ إلى الحفر بشكل مواز للبئر بهدف الوصول إلى الطفل بالاعتماد على آليات ثقيلة وعلى حوالي 40 متطوعا.و نهاية هذه القصة كانت مأساوية مثل قصة الطفل ريان، إذ وصلت فرق الدفاع المدني السوري للطفل بعد حوالي 45 ساعة من سقوطه لتجده جثة هامدة. اقرأ أيضا:
الطفلة السعودية لمى الروقي داخل البئر
كانت اسرة الروقي في رحلة ترفيهية داخل منطقة تبوك وتديدة في وادي الأسمر، ذهبت لمى واختها الكبرى لشراء بعض الحاجيات بعيدًا عن والديهما، شوق البالغة من العمر 8 سنوات ولمى البالغة من العمر 6 سنوات. بعد دقائق عادت شوق وهي تصرخ وتبكي لتخبر والدها أن أختها سقطت في البئر. ذهب والدها على الفور لتفقد المكان الذي وجد فيه حفرة في الأرض وسط أكوام من الرمل والأوساخ، والتي لم يكن لها أي علامات تشير إلى وجود مثل هذا الثقب الخطير في مثل هذا المكان السياحي. وهنا سارع الأب للتواصل مع فرق الدفاع المدني التي تدخلت على الفور لإنقاذ لمى الروقي.
بعد سقوط الطفلة في البئر تدخلت الجهات المختصة من قوات الدفاع المدني، فاتضح لهم أن البئر عبارة عن حفرة ضيقة بعمق يصل إلى 30 مترًا باستخدام التقنيات الحديثة. وكاميرات دقيقة يمكن تصويرها على عمق 200 متر حيث لا يتعدى قطر البئر 50 سم، مما يجعل من الصعب عليهم دخول البئر لانقاذ الطفلة، لذلك قرر عمال فريق الانقاذ حفر بئر موازية للبئر التي سقطت فيها الطفلة، وسط حذر شديد بسبب الخوف من سقوط الطفلة لمسافة أطول في البئر، حيث تعلقت على أطرافه على عمق 30 مترًا. لكن وللاسف تأخر فريق الانقاد في الوصول للطفلة وبعد 20 يوما متواصلة تم العثور على أجزاء من جثة الطفلة لمى، فرق الإنقاذ التي رسمت خطة دقيقة لعمليات حفر حفرة موازية. إلى البئر المستهدف، بعد التأكد من الوصول إلى مستوى الحفر المطلوب، تم فتح الممر الرابط بين البئرين، حيث تم انتشال جثة لمى الروقي ونقلها إلى مستشفيات الطب الشرعي لتحليلها بشكل فوري
فتية الكهف التايلاندي
يوم السبت الموافق يونيو/حزيران 2018، توجه فتية ومدربهم إلى كهف “ثام لوانغ” (شمالي تايلاند)، إذ تسببت الأمطار الموسمية المبكرة في فيضان الكهف، وحوصر الأطفال ومدربهم في كهف حالك السواد بعمق 4 كيلومترات. وبعد أن توغل أعضاء الفريق إلى مسافات كبيرة داخل الكهف، بدأت الأمطار الكثيفة تتساقط وترتفع نسبة منسوب المياه داخل الممر الضيف للكهف، وكانت الكارثة حيث حوصر الفريق بالمياه من كل جانب.
فى اليوم التالى لفقدان الفريق الذى تتراوح أعمار الصبية فيه ما بين 11 إلى 16 عاما بقيادة مدربهم البالغ من العمر 25 سنة، بدأت السلطات فى البحث والتحرى وتتبع أثر المجموعة التى اختفت داخل الكهف. وبدأت القوات التايلندية فى استكشاف الكهوف التى انطلقت منها الرحلة، واستمرت عمليات البحث لمدة زادت عن الأسبوع، مما دعى العديد من الدول تقديم المساعدات والمشاركة بخبراء للكهوف للتمكن من العثور على الفريق. وتجمعت وسائل الإعلام العالمية لتغطية الحدث، حتى عثر أحد الغواصين عليهم أول مرة بعد 10 أيام من فقدانهم، الغواصون حاولوا المرور عبر فجوات ضيقة ومياه موحلة ليكتشفوا أن كافة المفقودين على قيد الحياة قابعين على صخرة عالية ترتفع حوالي 4 كيلومتر (2.5 ميل) عن ثلمة الكهف وذلك في الثاني من يوليو/تموز أي بعد تسعة أيام من فقدانهم. وقال المسؤولون أن الفتية لكي يخرجوا من الكهف فإنهم قد يكونوا بحاجة لتعلم الغوص أو الانتظار لأشهر كي تنحسر الفيضانات عِقب الرياح الموسمية. وفي العاشر من يوليو، تم إنقاذ كافة الفتية ومدربهم.
شارك في عملية الإنقاذ أكثر من 1000 شخص، منهم من البحرية التايلاندية وفرق متطوعة ومساعدة ومتخصصة من عدة بلدان.
الطفل ريان في غيبات الجب
سقط الطفل المغربي ريان عصر الثلاثاء 1/فبراير/2022 في بئر صوندا على عمق 32 مترًا .ريان ذو الخمس سنوات يقطن في مدينة شفشاون شمال المغرب (نحو 500 كلم عن العاصمة الرباط) .كان ريان يلعب جوار البئر المملوكة لوالده، وعندما اكتشفت العائلة اختفائه المفاجئ. أبلغت السلطات المغربية التي استقبلت البلاغ من عائلة الطفل وكانت الإستجابة للإستنجاد، سريعة، وأرسلت فرق الإنقاذ على الفور، للبحث عن الطفل. كانت المهمة الأولى التأكد من وجود الطفل ريان داخل البئر. المهمة كانت معقدة، البئر ضيق ومظلم وغير معلوم مدى عمقه والحادثة غير مألوفة ومرعبة لطفل صغير لم يتجاوز الخمسة من عمره. وبذلت فرق الإنقاذ جهد كبير لمحاولة حفر الإنحناءات وحساب قطر وعمق البئر واستطاعت احصاء أن عمق البئر يتراوح من 30 إلى 60 متر استمرت تلك العملية 10 ساعات تقريبًا دون العثور على ريان أو معرفة إن كان حيّ أم لا أو موجود بالبئر أم لا. وبعد التأكد من وجود الطفل داخل البئر مدت فرق الإنقاذ البئر بالأوكسجين، من خلال انبوب طويل يوصل الأكسجين للبئر. وطلبت فرقة انقاذ خاصة للعمل على نزول أحد أفراد هذا الطاقم للبئر. وقام احد المتطوعون بالهلال الاحمر المغربي بالنزول للبئر ولكن خرج بمحاولة فاشلة .ثم تم تغير الخطة وذلك بجلب عدد كبير من الجرافات لمكان البئر، وبدأت الحفر على الفور. حيث يتم توظيف الجرافات لحفر حفرة بجانب البئر موازية لعمقه وانتشال الطفل منها ومرت 5 أيام على سقوط ريان داخل البئر والكل في ترقب. وبعد معاناة خمس أيام تمكنت فرق الانقاذ في الليلة الخامسة من الوصول لمكان ريان والجميع بالخارج في انتظار خروجه على قيد الحياة؟ .ولكن ووبعد دقائق من الفرح تحول المشهد إلى ألم وحزن حيث صرح الديوان المغربي الملكي بوفاة الطفل ريان وعودته للتراب مرة أخرى.
رحلة ريان تلخصت في خمس. ذو الخمس سنوات في البئر خمس أيام وتوفي في الخامس من فبراير وترك أمه الحامل في الشهر الخامس.