كثيراً ما نسمع عن محاولات انتحار لأفراد يُعانون من مشاكل نفسية او اجتماعية، ولكن الغريب في الأمر أن تُقدم مجموعة من الأشخاص على الانتحار سوياً. ففي معظم الأحيان، لم يستطع الأخصائيين في هذا المجال تحديد كيفية إتمام عمليات الانتحار الجماعي واستطاعة شخص ما التأثير على أعداد كبيرة من الافراد واقناعهم بقتل أنفسهم سوياً.
وعلى الرغم من ذلك، تمت العديد من عمليات الانتحار الجماعي على مر التاريخ وتباين عدد أفرادها بين عشرات الأشخاص ووصلت في بعض الأحيان إلى الآلاف من الناس الذين انتحروا سوياً.
هذه قائمة بأشهر و اكبر 10 عمليات انتحار جماعي في التاريخ:
انتحار أتباع طائفة بوابة السماء – 39 شخص
في الـ 26 من مارس/آذار 1997، اقدم 39 شخصاً من أتباع طائفة “بوابة السماء” على الانتحار الجماعي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد تأسست هذه الطائفة على يد مارشال هوايت الذي آمن بأنه من سلالة النبي عيسى عليه السلام، وأنه يجب عليه الانتحار مع أتباعه لتذهب أرواحهم في رحلة على متن سفينة فضائية تخترق حاجز السماء وتوصلهم إلى الجنة. وقد تراوحت أعمار القتلى بين 26 و 72 عاماً وقاموا بقتل أنفسهم من خلال تناول حبوب “فينوباربيتال” ووضع أكياسٍ بلاستيكية على رؤوسهم لتسهيل عملية الموت. وعلى الرغم من حصول هذه العملية على المركز العاشر، إلا أنها تُعد الأغبى على الإطلاق من بين جميع محوالات الانتحار الجماعي.
انتحار أخوية معبد الشمس – 74 شخص
تأسست أخوية “معبد الشمس” على يد جوزيف دي مامبورو في عام 1984 في سويسرا وكندا. وكانت تعتقد تلك الطائفة بأن كوكب الأرض سيواجه كارثة مدمرة بحلول عام 1990 وبأن أتباع هذه الطائفة سيتحولون إلى نجوم في السماء بعد وفاتهم. وقد أقدم 74 شخصاً من أعضاء تلك الجماعة على الانتحار الجماعي بين عامي 1994 و 1997 لإعتقادهم بأن موتهم سيكون هروباً من “النفاق والظلم المتفشي في العالم”. وكانت عمليات الإنتحار تتم بأساليب متعددة فمنهم من شنق نفسه ومنهم من تناول السم ومنهم من أطلق النار على نفسه.
انتحار جماعة “الوصايا العشر” في أوغندا – 800 شخص
في الـ 18 من مارس/آذار 2000، اقدم أكثر من 800 شخص من اتباع الجماعة الدينية “الوصايا العشر” على الانتحار جماعياً في أوغندا. وقد لقي 530 شخصاً حتفهم عندما أضرموا النار بأنفسهم داخل كنيسة بالقرب من العاصمة الأوغندية كمبالا، بينما لقي الآخرين حتفهم طعناً وخنقاً وتسميماً. وقد انشقت جماعة “الوصايا العشر” عن الكنيسة الكاثوليكية بهدف “استعادة الوصايا العشر من الله” وبأن يوم الـ 17 من مارس/آذار 2000 سُيوافق نهاية العالم. ولم تستطع السلطات الأوغندية تحديد عدد القتلى بدقة بسبب تفحم العديد من الجثث بشكل كامل داخل الكنيسة.
انتحار سكان بلدة دمين الجماعي – 900 شخص
في عام 1945 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أقدم أكثر من 900 شخص من سكان بلدة دمين الألمانية على الإنتحار بطرق مختلفة كإطلاق الأعيرة النارية على أنفسهم وقطع شرايينهم وتناول السموم بينما قام آخرون بشنق أنفسهم. أما الأمهات، فقمن بقتل أطفالهن قبل إنتحارهن. وقد كانت عملية الانتحار الجماعي تلك خوفاً من اجتياح القوات السوفييتية – التي عُرفت بجرائمها البشعة – لبلدة دمين. وعقب تلك الأحداث، قامت الحكومة الشيوعية في المانيا الشرقية بتحريم الإنتحار وتم دفن من قتلوا أنفسهم في مقابر جماعية.
مجزرة جونزتاون – 918 شخص
في الـ 18 من نوفمبر 1978، أمر جيم جونز، قائد طائفة “معبد الشعب”، أتباعه بـ”الانتحار الثوري” عبر شرب مواد سامة. في ذلك اليوم، قُتل 918 شخص ثلثهم من النساء والأطفال واعتبرت هذه المجزرة ثاني أكبر كارثة غير طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعد احداث الـ 11 من سبتمبر.
أسس جونز هذه الطائفة في عام 1956 وكان يؤمن برؤية شيوعية للعالم حيث يعيش الجميع بتناغم وانسجام. كان المقر الرئيسي لطائفة “معبد الشعب” يقع في مدينة جونزتاون التي كان يُنظر إليها على أنها أرض الاحلام. ولكن أتباعها وجدوا عكس ذلك عند وصولهم لتلك المدينة وما لبثت إلا أن أصبحت سجنا كبيرا يمنع أتباعه من الخروج والهرب من الأوضاع المزرية داخله.
وفي ذلك اليوم، قام أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي بزيارة تلك البلدة للإطمئنان على أوضاع سكانها، ولكنه قُتل بعدما اكتشف ما يدور بداخلها. استغل جونز خوف أتباعه وقال لهم بأن السلطات سوف تقوم بأسرهم وتعذيبهم وأنه يجب عليهم تجرع السم لتفادي ذلك.
انتحار طائفة يهود السيكاري – 960 شخص
تعتبر حادثة انتحار جماعة يهودية في القرن الأول ميلادي احد اكبر عمليات الانتحار الجماعي في التاريخ القديم. ففي عام 73 ميلادي، فشل يهود “سيكاري” في الدفاع عن منطقة مستادا المطلة على البحر الميت في فلسطين، بعد انتزاعها من الرومان. وقبل اقتحام القوات الرومانية لـ مستادا، حوصر 960 شخص من السيكاري فوق هضبة “مسعدة” وبدأ الرجال بقتل أسرهم وقتل بعضهم البعض مفضلين الموت على الإستسلام للإمبراطورية الرومانية.
البوبوتان في إندونيسيا – 1،000 شخص
في بداية القرن العشرين وتحديداً في 14 سبتمبر/أيلول 1906، حاولت قوة عسكرية هولندية الإستيلاء على مدينة بالي الإندونيسية خلال حقبة الإستعمار الهولندي لمناطق شاسعة في جنوب وشرق آسيا. وعند اقتراب القوات الهولندية، قام المواطنون الاندونيسيون بإرتداء اللباس الأبيض التقليدي المتسخدم أثناء حرق الجثث وحرقوا جميع ممتلكاتهم في المدينة ثم اتجه الجميع بمن فيهم الأطفال والنساء والكهنة بإتجاه القوات الهولندية. وعلى مرآي من القوات الهولندية، قام كاهن بغرس خنجره في قلب الأمير “راجا” كإشارة لبدء مراسم “البوبوتان“، ثم بدأ الجميع بقتل بعضهم البعض. والبوبوتان هو مصطلح يرمز لطقوس الإنتحار الجماعي تجنباً للخضوع إلى ذل الإستسلام للعدو. وفي ذلك اليوم قُتل نحو 1،000 شخص من سكان بالي ويقوم الباليون حتى يومنا هذا بالإحتفال بـ”البوبوتان” ويُعيدون تمثيل أحداثه في كل عام.
انتحار سايبان الجماعي – 1،000 شخص
في يونيو/حزيران 1944 وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تخوض معارك ضارية في مواجهة القوات اليابانية بهدف السيطرة على جزيرة سايبان الإستراتيجية. وقد خسر الطرفان أكثر من 50 ألف جندي خلال المعارك التي استمرت نحو ثلاثة اسابيع. وعندما تأكد بأن القوات الأمريكية حققت انتصارات ميدانية وأصبحت على وشك احتلال الجزيرة، قام امبراطور اليابان بإصدار أوامر إلى جميع سكان سايبان بقتل أنفسهم بدلاً من الإستسلام، على الرغم من إقدام الأمريكيين على طمأنة السكان عبر مكبرات الصوت. ولم يكترث سكان سايبان إلى هذه التطمينات، وقام أكثرمن 1،000 شخص بإلقاء أنفسهم من على حافة هاوية في مياه المحيط وسُميت تلك الهاوية في ما بعد باسم “الهاوية الإنتحارية”.
انتحار مزارعي القطن بالهند – 1،500 شخص
في عام 2009، أقدم أكثر من 1،500 مزارع في ولاية شهاتيسغار الهندية على الانتحار الجماعي بعد فشلهم في الحصول على محصول جيد من القطن في ذلك العام بسبب نقص الأمطار وانخفاض منسوب المياه وعدم قدرتهم على سداد القروض المترتبة عليهم. وقد تناول المزارعون المبيدات الحشرية لتسميم وقتل أنفسهم كما جرت العادة في كل عام. وقد أكدت بعض المصادر أن عمليات الانتحار الجماعي للمزارعين في الهند تتم بشكل دوري بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة، ففي كل يوم يُقدم ثلاثة مزارعين على الإنتحار في هذا البلد.
انتحار ليتوانيا، اضخم عملية انتحار جماعي في التاريخ – 4،000 شخص
خلال القرون الوسطى حصلت اضخم عملية انتحار جماعي في التاريخ وكان ذلك في ليتوانيا في عام 1336. تقدمت قوة عسكرية من طائفة تيوتوني المسيحية الألمانية بإتجاه قلعة في وسط ليتوانيا لإحتلالها، وعندما أدرك سكان تلك المدينة أنهم لن يستطيعوا الدفاع عن بيوتهم والصمود في وجه العدو، اتخذوا قراراً بحرق ممتلكاتهم وقتل أنفسهم بدلا من الإستسلام. دخل أكثر من 4،000 شخص إلى قلعة المدينة وأضرموا النار بأنفسهم ولقوا حتفهم ليسجلوا اكبر عملية انتحار جماعي في التاريخ.
وأين انتحار أهل قرطاجة حتى لا يستسلموا للرومان ؟؟؟؟؟