هناك شيئ مؤكد وثابت في قضايا الـ”هروب من السجن” وهو أن السجناء سيستمرون في محاولات الهروب مرةً تلو الأخرى. ويعود ذلك لأن السجون تُعد من أكثر بقاع الأرض خطورة، كما أبرزنا في أحد المقالات السابقة عن أخطر 10 سجون في العالم. هذه لائحة بأغرب 10 قضايا هروب من السجن تم تنفيذها بإحكام تام:
ثلاثي ألكتراز
في ليلة 11 حزيران/يونيو سنة 1962، قام فرانك لي موريس والأخوين “جون و كليرانس أنغلين” بالتسلل خلف أسوار سجن ألكتراز. وقد استطاعوا الوصول إلى الأسوار عبر حفر نفق مستخدمين أدوات بدائية ثم قاموا بالهروب بحراً بإستخدام قارب مصنوع من المعاطف المطاطية التي تبرع بها السجناء الآخرون.
ولم يستطع المكتب الفديرالي العثور عليهم أبداً وكانت الرواية الرسمية أنهم غرقوا في البحر، إلا أن هذه الرواية شكك بها العديد من الخبراء، واصبحت هذه أكبر عملية هروب من السجن في التاريخ.
جون ديلينجر
لقد قام جون ديلينجر وعصابته بإرهاب ولايت وسط أمريكا حيث قتلوا 10 اشخاص وجرحوا 7 آخرين كما قاموا بالسطو على عدة بنوك ومراكز للشرطة وحاولوا تهريب مساجين من 3 سجون.
هرب جون ديلينجر من سجن كراون بوينت في ولاية إنديانا الأمريكية ثم سرق سيارة شرطة وفر بها. ولاحقا تم قتله من قِبل عملاء المكتب الفديرالي أمام صالة عرض للسينما.
خواكين غوزمان لويرا
كان خواكين غوزمان لويرا وهو رئيس أحد العصابات المكسيكية، ينتظر محاكمته في قضية تهريب مخدرات وجريمة قتل رئيس أساقفة في مطار غوادالاجارا سنة 1993.
وفي سنة 2001، أعلنت السلطات المكسيكية أن غوزمان فر من سجن شديد الحراسة مختبئ أسفل عربة ملابس الغسيل. وقد تم إلقاء القبض عليه من قِبَل السلطات الأمريكية بعد 13 عاما في منتجع مازاتلان الساحلي سنة 2014.
ألفريد جورج هيندز
أمضى ألفريد جورج هيندز 12 سنة في السجن بتهمة الهروب من الجيش البريطاني وسرقة مجوهرات. ولكنه تمكن من الـ هروب من السجن في ثلاثة مرات، ولُقِّب بـ”هيوديني هاينز”.
ففي سنة 1956، تمكن هيندز من الـ هروب من السجن الأشد حراسة في بريطانيا، سجن نوتنغهام، عبر فتح أبواب زنزانته وتسلق سور السجن الذي بلغ ارتفاعه 6 امتار. ولكن السلطات تمكنت من إلقاء القبض عليه بعد مرور 248 يوماً حيث كان يعمل كمُزين في أحد المحلات.
وخلال محاكمته تمكن من الفرار مجدداً من قاعة المحكمة بعدما خدع شرطيين ولكن تم القبض عليه في المطار قبل صعوده إلى الطائرة.
وفي المرة الثالثة تمكن من الـ هروب من السجن الأشد حراسة في بريطانية وهو سجن تشيلمسفورد. واستطاع تفادي السلطات لمدة عامين كاملين ولكن الشرطة اكتشفت مكانه حيث كان يعمل كبائع سيارات في إيرلندا.
وفي سنة 1964 نال حريته وخرج من السجن بعد معارك طويلة مع القضاء البريطاني.
ألفريد ويتزلر
ألفريد ويتزلر هو أحد اليهود القلائل الذين فرّوا من معتقل أوشفيتز النازي. ففي سنة 1944، قام ويتزلر بالفرار مع سجين آخر حيث استطاعوا الاختباء لمدة 4 أيام داخل كومة خشب بين سورين للمعتقل. وقام السجناء الآخرون بنثر تبغ مبلل بالغازولين لتضليل كلاب الحراسة.
وبعد مرور 4 ليلي في نفس المكان، تمكنا من التملص من الحراس واتجهوا جنوباً نحو الحدود البولندية التي كانت تبعد 128 كم.
جاك ميسرين
تمكن جاك ميسرين المُدان بالعديد من جرائم الخطف والقتل بين سنوات 1960 و 1979 من الفرار من عدة سجون في فرنسا وكندا.
فبعد نجاحه في احد عمليات الـ هروب من السجن، عاد ميسرين مع زميل له وهم مدججين بالسلاح إلى نفس السجن وحاولوا تحرير سجناء آخرين والإنتقام من بعض الحراس. ولكن محاولتهم فشلت وتم ارساله إلى سجن لاسانتي الفرنسي الذي كان يُعرف بأنه من أشد السجون حراسة ولم يسبق أن تمكن أحد من الفرار منه.
ولكن ميسرين قام بسرقة سلاح ناري واستطاع الهروب من هذا السجن ثم اختطف سيارة وفر هارباً. وفي النهاية قامت الشرطة بإطلاق النار عليه وقتله في باريس سنة 1979.
سجن ماونت جوي
في 31 من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1973 حطت طائرة مروحية في باحة سجن ماونت جوي أثناء مباراة كرة قدم للمساجين. واعتقد الحراس بأن الطائرة المروحية كانت تقل أحد المسؤولين، ولكنها قامت بتهريب ثلاثة مساجين من الجيش الجمهوري الإيرلندي.
وقد سببت هذه الحادثة حرجاً كبيراً للحكومة الإيرلندية واضطرت لاحقاً لنقل جميع السجناء إلى سجن جديد.
ديفد ماكميلان
في سنة 1994 تم إلقاء القبض على ديفد ماكميلان في بانكوك، تايلاند بتهمة تهريب الهيروين ثم تم إيداعه سجن كلونغ بريم المركزي الذي كان يحتوي على 12،000 سجين. وقد حُكِم عليه بالإعدام ولكنه تمكن من الفرار قبل تنفيذ الحكم في سنة 1996 مستخدماً منشار وسلم مصنوع من خشب البامبو واستطاع تخطي 7 أسوار ليصبح السجين الغربي الوحيد الذي استطاع الفرار من هذا السجن.
أما اليوم فيعيش ديفد ماكميلان مع عائلته بحرية في إنجلترا.
ويلي سوتون
تمكن ويلي سوتون من الهروب من السجن ثلاثة مرات. في المرة الأولى استخدم سلم لتسلق سور يبلغ ارتفاعه 10 امتار ثم عبر نفقاً مع 12 سجين آخر وقاموا بالتنكر بملابس الحراس والهروب من السجن. ولكن تم إلقاء القبض عليه في نيسان/إبريل من سنة 1945.
وبعد إنقضاء مدة حبسه، عَمِل ويلي سوتون مع الشرطة لتطوير وسائل حماية من السرقة حتى وفاته في سنة 1980.
هنري تشاريير
كان هنري تشاريير يمضي عقوبة السجن في معتقل على جزيرة الشيطان أو “ديفيلز أيلاند” بالقرب من سواحل أمريكا الجنوبية. وبعد عدة محاولات فاشلة، تمكن هنري تشاريير من الفرار في سنة 1941 مستخدما قارب مصنوع من جوز الهند ووصل إلى شواطئ فنزويلا. ثم قضى سنة واحدة في السجن وتزوج وقام بإفتتاح سلسلة مطاعم في فنزويلا.
وفي سنة 1973، تم إنتاج فيلم يوثق عملية الـ هروب من السجن من بطولة ستيف ماكوين ودستن هوفمان.
آخر عملية هروب من السجن
لا تزال السلطات الأمريكية في حيرة من أمرها في قضية هروب السجينين الخطيرين ريتشارد مات و ديفيد سويت من أحد أشد السجون حراسة في ولاية نيويورك. فمنذ تأسيس سجن كلينتون الإصلاحي في مدينة دانيمورا سنة 1845، لم يتمكن أحد من الفرار منه بإستثناء هذين السجينين.
وقد قام ريتشارد مات (48 عاما) و ديفيد سويت (34 عاما) بالـ هروب من السجن مستخدمين أدوات ثقيلة لإختراق جدران زنزانتهما والفرار من خلال الأنفاق أسفل السجن في 6 حزيران\يونيو سنة 2015. ولخداع الحراس، قاموا بوضع ملابسهم على الأسرة حتى لا يُلاحظ إختفائهما.