على فترات تاريخية متباعدة مثّلت كرة القدم سببا فى عِداءات وخصومات كثيرة بين جماهير الأندية المختلفة بل وبين الشعوب أيضاً، وكانت سببا فى وقوع كثير من القتلى والمصابين على خلفية مباريات بعينها.
هذه اللائحة تبرز أسوأ 10 كوارث كرة القدم على مر التاريخ أدى بعضها إلى إندلاع معارك عسكرية بين الدول:
الجهاد والفتوة سنة 2004 – مقتل 40 شخصاً
40 قتيلاً كانت حصيلة المجزرة التى شهدتها مدينة القامشلي السوريّة ذات الغالبية الكردية عام 2004، إثر مباراة كرة قدم بين فريق المدينة نفسها “الجهاد” وفريق المحافظة المجاورة دير الزور “الفتوة”. وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الأكراد وبعض العشائر العربية سرعان ما تدخلت فيها قوات الأمن السوريّة، ثم امتدت الاضطرابات إلى بقية المدن التي يسكنها الأكراد واستمرت لمدة 6 أيام.
مباراة “رينجرز” و”سيلتك” سنة 1971 – مقتل 66 شخصاً
شهدت مباراة الكلاسيكو الاسكتلندي بين فريقى “رينجرز” وغريمه التقليدى “سيلتك” والتى أقيمت فى 2 يناير 1971 وفاة 66 من مشجعي الأول نتيجة الاشتباكات التى اندلعت بين جمهور الفريقين، واللذين تسيطر على علاقتهما حالة من العداء الكروى.
مباراة “ريفربليت” و”بوكاجونيور” سنة 1968 – مقتل 71 شخصاً
لا يخفى على أى متابع لكرة القدم العالمية الخصومة الكروية الشديدة بين قطبى الكرة الأرجنتينية “ريفربليت” و”بوكاجونيور”. وغالباً ما يصاحب مبارياتهما أحداث شغب إلا أن أكثرها فداحة كان في سنة 1968 عندما سقط 71 قتيلا بينما أصيب قرابة 150 فردا آخرين.
مباراة ليفربول ويوفينتوس سنة 1985 – مقتل 71 شخصاً
لا يخفى العداء الكروى بين الجماهير الإنجليزية والإيطالية على احد، ولكن أحد لم يكن يتوقع أن يصل هذا العداء إلى حد وقوع قتلى ومصابين بين الطرفين. ففى سنة 1985 كان ملعب “هيسل” فى العاصمة البلجيكية بروكسل على موعد مع كارثة كبرى عندما قُتل 71 شخصا وأصيب 600 شخص نتيجة لأعمال شغب قبل بداية مباراة نهائي كأس الأندية الأوروبية بين نادي ليفربول الإنجليزي ونادي يوفينتوس الإيطالي.
وترتب على هذه الكارثة الكروية محاكمة عدد من جماهير ليفربول بتهمة القتل غير المتعمد، وحظر جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبية من قبل الاتحاد الأوروبي للكرة حتى سنة 1991 كما اسُتبعد ليفربول سنة إضافية.
مباراة الأهلى والمصرى سنة 2012 – مقتل 74 شخصاً
رغم انتهاء مباراة فريق المصرى البورسعيدى وفريق الأهلى والتى أقيمت فى الأول من فبراير عام 2012، بفوز الأول صاحب الأرض والجمهور بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع مجزرة راح ضحيتها 74 قتيلا من مشجعى النادى الأهلى بعد اعتداء مشجعى النادى المصرى عليهم عقب انتهاء المباراة.
مجزرة إستاد ماتيو فلوريس في غواتيمالا سنة 1996 – مقتل 83 شخصاً
توفي 83 شخصاً قبل بداية مباراة فريقي غواتيمالا و كوستاريكا ضمن تصفيات كأس العالم لسنة 1998 والتي أجريت في إستاد ماتيو فلوريس. ولكن ما زاد من ضخامة المأساة هو إفلات جميع المسؤولين والمتورطين في هذه الحادثة من العقاب. وكان السبب الرئيسي لهذه المجزرة هو بيع 45،796 تذكرة لحضور المباراة بينما كان الأستاد يتسع لـ 37،500 مشجع فقط ! وعندما حاول المشجعون الدخول إلى المدرجات، أدى التدافع إلى إنهيار بعض أجزاء المدرج مما أدى إلى مقتل 83 شخص وجرح أكثر من 140.
مباراة نوتينغهام فورست ونادي ليفربول سنة 1989 – مقتل 96 شخصاً
وقعت هذه الكارثة سنة 1989 في ملعب نادي شيفيلد وينزداي في مدينة شيفيلد بإنجلترا، خلال مباراة كرة قدم بين نوتينغهام فورست ونادي ليفربول ضمن الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
وفي ذلك اليوم توفي 96 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 10-64 عاماً من جراء الإصابات التي لحقت بهم؛ وكان جزء منهم توفي في الملعب وبعضهم في سيارات الإسعاف والبعض الآخر في المستشفى، كما أصيب نحو 760 شخصاً بجروح مختلفة.
ووقعت الحادثة بحسب تقرير لجنة تحقيق الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بسبب تدافع المشجعين بسبب خطأ تنظيمي وعدم تعاون رجال الأمن وإقفال الأبواب.
مباراة “هارتس” و”كوتوكو” سنة 2001 – مقتل 127 شخصاً
سيطرت حالة من الاحتقان على جمهورى فريق “هارتس أوف أوك” و”أشانتى كوتوكو” ترتب عليها وقوع فاجعة كبرى في الـ9 من مايو سنة 2001، حيث شهد ملعب أكرا الوطنى فى العاصمة الغانية وفاة 127 مشجعاً، فضلا عن إصابة العشرات بجروح نتيجة لأعمال شغب أثناء مباراة بين الفريقين.
وشهدت المباراة تقدم “كوتوكو” بهدف واحد، قبل أن يقلب “هارتس” النتيجة لمصلحته بهدفين في الدقائق الأخيرة، لتندلع أعمال شغب قادتها جماهير الفريق الخاسر، فتصدت لها وحدة من رجال الشرطة وأدت المواجهات إلى مقتل 172 من المشجعين.
مباراة بيرو والأرجنتين سنة 1964 – مقتل 328 شخصاً
تسببت الخصومة الرياضية بين منتخبى بيرو والأرجنتين فى وفاة 328 مشجعاً في الملعب الوطنى بالعاصمة البيروفية “ليما” فى 24 مايو 1964. وقد ثارت الجماهير في المدرجات بسبب خطأ الحكم الذي ألغى هدفاً متأخراً لبيرو في مرمى الأرجنتين، في إحدى مباريات تصفيات القارة الأمريكية الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو.
وتمكن منتخب التانجو من التقدم بهدف واحد إلى ما قبل نهاية المباراة بست دقائق، عندما سجل البيروفيون هدف التعادل، لكن الحكم الأورجواياني رفض احتسابه، ليطلق بذلك الشرارة الأولى لأعمال الشغب التي عمت مدرجات الجمهور البيروفي الهائج بسبب هذا القرار. ثم استنفرت قوات الأمن وأطلقت الرصاص وعبوات الغاز المسيلة للدموع مما أدى إلى مقتل نحو 328 شخصاً بسبب التدافع والاختناق.
مباراة الهندوراس والسلفادور سنة 1970، اسوأ كوارث كرة القدم – مقتل 10 آلاف شخص !
لم تمنع مجاورة الهندوراس للسلفادور من وجود خصومة كروية بينهما وظهرت نتائجها الكارثية سنة 1970 عندما تسببت مباراة كرة قدم بين الدولتين الجارتين في إشعال حرب طاحنة بينهما، استمرت على مدار ستة أيام وخلّفت أكثر من 10 آلاف قتيل وجريح.
وأعلنت السلفادور الحرب على الهندوراس عقب المباراة التى انتهت بفوز الأخيرة وتأهلها لنهائيات كأس العالم سنة 1970. وانتشرت القوات البرية للجيشين على طول الحدود، وبدأ القصف المدفعي عشوائياً بين الطرفين على القرى والبلدات والمدن، فقُتل 10 آلاف مدني من الجانبين، ولم تنته هذه الحرب إلا بعد تدخل دول إقليمية على رأسها الولايات المتحدة لوقف المعارك.