حدّد مستشارون أسريون اكثر اسباب الطلاق التي تؤدي الى ارتفاع معدلات الخلافات الأسرية في المجتمع، مشددين على أهمية وجود برامج وطنية لإعادة الحياة الزوجية مرة أخرى بين المطلقين، وتشجيعهم على استئناف حياتهم الزوجية.
وقبل سرد تلك الاسباب كان لا بد من ذكر بعض الارقام والاحصائيات الموثقة حول هذه الظاهرة الخطيرة التي تنخر في جسد مجتمعاتنا العربية. ففي السعودية على سبيل المثال، اصدرت وزارة العدل احصائية على موقعها الإلكتروني تظهر بأن هناك 33،954 حالة طلاق خلال العام 2014، كما أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الحالي زادت بأكثر من 8،371 حالة عن العام الماضي.
ولم تعد ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية مقتصرة على حديثي الزواج، بل تعدتها إلى الأزواج القدامى، لافتة إلى أن أكثر حالات الطلاق تقع بين الفئة العمرية البالغة من 18 إلى 23 عاماً. كما أدت ظاهرة الطلاق الى ازدياد نسب العنوسة في عالمنا العربي بشكل لا يصدق.
والآن، إلى أهم 10 من اسباب الطلاق في مجتمعنا:
الشك و وسائل التواصل الإجتماعي
التقنية الحديثة، من إنترنت وأجهزة ذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة وغيرها هي من اسباب الطلاق الكثيرة. وعادة ما تتسبب وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهام والريبة بين الزوجين، مما جعل الطلاق في كثير من الأحيان، أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين.
عدم التكافؤ المالي والاجتماعي
احد اهم اسباب الطلاق هو الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي بين الزوجين. وعادةً ما يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل.
ويؤدي أيضا عدم التكافؤ إلى اختلافات عديدة على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين، وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً.
غياب الانسجام وفقدان الحب
يعد الحب من أهم العناصر الأساسية والرئيسية لبناء العلاقة الزوجية، ويؤدي غيابه وكذلك غياب الانسجام، إلى إحداث شرخ غائر في تلك العلاقة بما يمهد الطريق للطلاق الحتمي.
غياب الحوار وسرعة الانفعال
عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الزوجين يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات وتكثر اسباب الطلاق.
ويؤدي ذلك إلى فجوة في التواصل بين الزوجين، فقد يكون للزوجة أو للزوج أسرار خاصة يخفونها عن بعضهما وهذا قطعا أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح، وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما.
ولسد هذه الفجوة يجب أن يحرصا على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب المسافات بينهما وزيادة ثقتهما ببعضهما، حيث نجد بعض الأزواج يعانون من عدم فهم كل منهما للآخر والسبب في ذلك هو عدم القدرة والافتقار إلى طريقة الاتصال المناسبة فيما بينهما. ولتعزيز التواصل بينهما يجب أن يتشاركا في الأفكار والمشاعر والرغبات فعدم العمل على سد تلك الفجوة سوف يزيد من عمق البعد بينهما وقطعا يكون الطلاق هنا أمر طبيعي.
تدخل الاهل
سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين هي من اكثر اسباب الطلاق شهرة. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته تؤدي إلى الطلاق بشكل مباشر.
العنف وتحكم الازواج
العدوانية سواء كانت لفظياً كالسب، والإنتقاد الدائم، والسخرية اللاذعة، أو جسدياً كالضرب، هي عدوان ينزع الحب والإحترام من العلاقة الزوجية ويجعله أقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة وهو من اسباب الطلاق المنتشرة في مجتمعاتنا.
عدم تحمل كل طرف مسؤولياته الزوجية
تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج، أو تقصير الزوج في تحمل المسؤولية والالتزام بالأعباء المالية، وتحت إصرار كل طرف بتوجيه الاتهام للآخر، دون مراعاة للظروف والامكانيات، يتسلل الطلاق بوجهه الخبيث للقضاء على هذه المؤسسة الإنسانية الرائعة.
فيجب على كلى الطرفين أن يعلما ما هي مسؤولياتهما وما هي حقوقهما الزوجية حتى لا يتعدى طرف على الآخر.
الزواج بأخرى
على الرغم من عدم تعارض تعدد الزوجات مع تعاليم الدين الإسلامي إلا أنه في اغلب الاحيان يصبح من أبرز اسباب الطلاق في مجتمعنا. ويرجع ذلك إلى عدم إلتزام جميع الاطراف بالشروط والضوابط التي حث عليها الدين الإسلامي في ما يخص بتعدد الزوجات.
الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية هي احد اهم اسباب الطلاق في المجتمع، لأنها تُمثل شرخاً عميقا في هذه الشراكة التي تُبنى على الأمانة والإخلاص والثقة. وتصبح الضربة القاضية لأي علاقة زوجية هي الخيانة، فالخيانة يستحيل مغفرتها من قِبَل الطرف الآخر وحتى لو حدث ذلك وتجنب الزوجان الطلاق فستكون حياتهما أشبه بكابوس مدمر.
وفي مقالة سابقة، ذكرنا اعلى 10 دول في معدلات الخيانة الزوجية.
عدم التوافق في العلاقة الحميمية… اهم اسباب الطلاق
احد اهم اسباب الطلاق هو عدم التوافق في العلاقة الحميمة بين الزوجين. فعدم التوافق هذا عادة ما يكون المسبب الرئيسي لأسباب الطلاق الأخرى بل ويؤججها أيضاً.
وإذا ما نظرنا إلى هذا الموضوع من زاوية أخرى، سنجد بأن التوافق في العلاقية الحميمية يساعد بشكل كبير على حل المشاكل الزوجية الأخرى وعدم تضخيمها.
وقد احتلت الكويت المركز الأول عربياً في قائمة اعلى 10 دول عربية في معدلات الطلاق حيث بلغت نسبة الطلاق في هذا البلد 48 بالمئة من إجمالي عدد الزيجات بحسب آخر الدراسات.