برزت عدة مبادرات دولية للحد من الإرهاب حول العالم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكانت معظمها تركز على منطقة الشرق الأوسط. وقد لَعِب الإعلام دوراً محورياً في تحويل الأنظار إلى الدول الإسلامية والعربية على وجه التحديد وأغفل ما تقوم به المجموعات الارهابية الأخرى الناشطة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعكس المنظمات الارهابية الشرق أوسطية، لا تحتاج الجماعات الارهابية في الولايات المتحدة إلى عبور المطارات أو الحدود، فهم موجودون في المكان الذي يُريدون.
هذه القائمة تضم ابرز 10 منظمات ارهابية تعمل على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية وهي:
“احتلوا وول ستريت” – Occupy Wall Street
على الرغم من عدم تصنيف حركة “احتلوا وول ستريت” (بالإنجليزية: Occupy Wall Street) على أنها منظمة ارهابية، إلا أن مكتب التحقيقات الفدرالي يقوم بالتحقيق في نشاط هذه الحركة والتعامل معها على أساس أن لها صِلات بالإرهاب. وقد صرح العديد من أفراد هذه الجماعة بأن حركتهم هي حركة سلمية وهي بالفعل لا تُقارن بباقي الجماعات الارهابية على هذه اللائحة، إلا أنهم قاموا بالإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإضرام الحرائق بها وسببوا خسائر تقُدر بملايين الدولارات. وقد برزت تقارير عديدة عن إعتداءات وعمليات إغتصاب وتعاطي مخدرات وجرائم قتل وسرقة في كل مرة تقوم حركة “احتلوا وول ستريت” بتنظيم تجمع لها. ونادى قادة هذه الحركة جميع أفرادها بإستخدام العنف للوصول إلى الحرية الإقتصادية المنشودة، وعلى هذا الأساس تم التعامل معها من قِبل مكتب التحقيقات الفدرالي على أنها احد اخطر 10 منظمات ارهابية في الولايات المتحدة.
كهنة فينس – Phineas Priesthood
كهنة فينس (بالإنجليزية: Phineas Priesthood) هي منظمة ارهابية مسيحية تستخدم العنف للترويج إلى رسالتها المبنية على الحقد والكراهية. فعلى الرغم من جذورها المسيحية، إلا أن هؤلاء الكهنة يأمرون أتباعهم بكره كل من هو مختلف عنهم. فهم ضد الزواج بين الأعراق المختلفة وضد عمليات الإجهاض ويقاومون تعدد الثقافات والنظام الضريبي بالإضافة إلى معاداة الديانات الأخرى كاليهودية والإسلام. ويُعد إنشاء دولة مسيحية مكونة من البيض فقط من أبرز أهداف منظمة كهنة فينس، حتى أنهم قاموا بالعديد من الهجمات على دور عبادة اليهود والمسلمين وعلى عيادات الإجهاض والأطباء أيضاً. أما على المستوى الرسمي، فقد صُنّفت منظمة كهنة فينس على أنها منظمة ارهابية من قِبل مكتب التحقيقات الفدرالي.
رابطة الدفاع اليهودية – Jewish Defense League
رابطة الدفاع اليهودية (بالإنجليزية: Jewish Defense League) هي منظمة ارهابية دينية أخرى تتبنى العنف لإيصال رسالتها وهي إستخدام جميع الوسائل للقضاء على معاداة السامية. وقد تأسست هذه المنظمة في سنة 1968 واكتسبت شهرة واسعة بسبب انتقادها الحاد للإتحاد السوفيتي السابق حتى وصل عدد أتباعها الراغبين في القتال تحت رايتها إلى 15،000 شخص.
وفي سنة 2004، إتهم مكتب التحقيقي الفدرالي رابطة الدفاع اليهودية بإرتكاب ما لا يقل عن 15 إعتداء إرهابي خلال الثمانينيات من القرن الماضي. وتم إلقاء القبض على قائد هذه المنظمة، إيرف روبن في سنة 2001 وتوجيه تهمة التخطيط لتفجير مسجد في مدينة لوس أنجيليس الأمريكية.
جبهة تحرير الأرض – Earth Liberation Front
تتميز جبهة تحرير الأرض (بالإنجليزية: Earth Liberation Front) بخلايا ناشطة في جميع الدول الغربية إلا أن مركزها الرئيسي هو في الولايات المتحدة الأمريكية. ويُطلق على أعضاء هذه المنظمة لقب “الأقزام” وهم يستخدمون تكتيكات حرب العصابات في محاولة لإيقاف تدمير البيئة. ومن ضمن هذه التكتيكات تدمير البنى التحتية الحيوية والمكلفة كخطوط الكهرباء والشركات.
وقد قامت جبهة تحرير الأرض بإضرام حرائق عديدة في منتجعات التزلج والمخيمات ومكاتب حراس الغابات في الولايات المتحدة الأمريكية. كما قاموا بالإعتداء على العديد من محلات الوجبات السريعة وتحديداً مطاعم مكدونالدز بالإضافة إلى تدمير مختبر تابع لجامعة ولاية ميتشيغان الأمريكية.
جيش الرب – Army of God
تقوم هذه المنظمة الارهابية المعروفة بجيش الرب (بالإنجليزية: Army of God) بتحريف النصوص الدينية لإلحاق الأذى بالآخرين، تماماً كما يحدث مع كهنة فينس. وفي أغلب الأحيان يُنفذ جيش الرب إعتداءات على عيادات الإجهاض وأماكن تواجد مثليي الجنس. ومن أشهر عملياتهم الارهابية، قيام أحد أهم أتباعهم، إريك رودولف، بزرع قنبلة في أستاد الألعاب الأولمبية سنة 1996 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 150 آخرين بجروح. وفي سنة 2005، قام رودولف بشرح مفصل لعملية التفجير من دون إظهار أي ندم على أفعاله ومبرراً الهجوم بأنه جاء للضغط على الحكومة لتغيير سياساتها المتساهلة مع عمليات الإجهاض، كما اعترف أيضاً بتفجير عيادتي إجهاض وناد لمثليي الجنس أيضاً.
جبهة تحرير الحيوانات – Animal Liberation Front
جبهة تحرير الحيوانات (بالإنجليزية: Animal Liberation Front) هي تنظيم إرهابي يعمل بالخفاء ويهدف إلى تحرير الحيوانات من المختبرات والمزارع والمصانع. وعلى الرغم من زعمهم بأنهم منظمة سلمية إلا أن أعمالهم التخريبية أدت إلى خسائر للمزارعين وللعلماء تُقدر بملايين الدولارت. بالإضافة إلى ذلك فقد قاموا بإلحاق الضرر بمعظم الحيوانات التي حرروها وذلك بسبب عدم قدرة هذه الحيوانات على العيش في البرية. وبالرغم من الأيدولوجيات الشخصية، تُعتبر التجارب المخبرية على الحيوانات عاملاً أساسياً في تطوير وصناعة الأدوية التي تقوم بإنقاذ حياة ملايين البشر حول العالم. وغالباً ما تؤدي هذه الإعتداءات إلى تعطيل عملية تطوير الأدوية وبالتالي تعريض حياة البشر إلى الخطر.
جيش التحرير الأسود – Black Liberation Army
في سنة 1970، تم تأسيس جيش التحرير الأسود (بالإجليزية: Black Liberation Army) بهدف المطالبة بحقوق متساوية للأمريكيين من أصول إفريقية، ولكن بإستخدام العنف كوسيلة لذلك. وعلى الرغم من ضعف هذه المنظمة في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال تضم بعضاً من أخطر أتباعها والذين يشكلون خطراً مباشراً على الأمن والإستقرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية. فعندما كان جيش التحرير الأسود في كامل قوته، قام بجرائم ارهابية عديدة كسرقة بنوك وإغتيال أكثر من 13 شرطياً. وفي سنة 1972، قام أعضاء تابعون لهذه المنظمة بإختطاف طائرة تابعة لخطوط دلتا الجوية وطالبوا بمليون دولار فدية لإطلاق سراح الركاب الرهائن قبل تحويل مسار الطائرة إلى الجزائر.
المواطنون المستقلون – Sovereign Citizens
تأسست منظمة المواطنون المستقلون (بالإنجليزية: Sovereign Citizens) في الآونة الأخيرة وهي تتبع نهجاً فوضوياً وعنيفاً بين أتباعها. وبالرغم من وجودها في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها تعتبر نفسها مستقلة عن الحكومة الأمريكية وبالتالي ترفض دفع الضرائب والإعتراف بالسلطة القضائية والإلتزام بالقوانين الفدرالية. وللإنتقام من الحكومة، تقوم هذه المنظمة برفع آلاف الدعاوى القضائية الوهمية لإعاقة النظام القضائي، كما يقومون بتهديد القُضاة والسياسيين وإطلاق النار على رجال الشرطة.
الكريبس – The Crips
تأسست منظمة الـ”كريبس” (بالإنجليزية: The Crips) في مدينة لوس أنجيليس الأمريكية في السبعينيات من القرن الماضي بهدف حماية الضواحي التي يقطن فيها أتباعهم من التهديدات الخارجية. وقد نمت هذه المنظمة الارهابية بسرعة كبيرة حتى بلغ عدد أتباعها أكثر من 30 ألف عضو في الولايات المتحدة الأمريكية. ولا تملك منظمة كريبس أية معتقدات أو أجندات واضحة، إنما يتصرفون بدافع تحقيق حاجاتهم وعدم الإكتراث بالآخرين. وتستخدم قيادات هذه المنظمة سياسة الإغتيالات لإرهاب المدنيين والعصابات الإجرامية الأخرى بالإضافة إلى تجارة المخدرات. وبحسب مكتب التحقيقات الفدرالي، تُعتبر منظمة كريبس أكبر موزع للمخدرات حول العالم وهي من أكثر الـ منظمات ارهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
كلو كلوكس كلان ، اكثر الـ منظمات ارهابية في الولايات المتحدة – Klu Klux Klan
تُعتبر منظمة الـ”كلو كلوكس كلان” (بالإنجليزية: Klu Klux Klan) من أشهر وأخطر المنظمات الارهابية في قائمتنا، وقد عاثت فساداً وإجراماً في الولايات المتحدة منذ تأسيسها في سنة 1865. فبعد إنتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، قام بعض المقاتلين القدامى من قوات التحالف بتأسيس هذا التنظيم بهدف استرجاع سيادة البيض عن طريق الإعتداء على العبيد المحررين وكل من ساندهم. قاموا بإغتيال العديد من السياسيين ورجال الدين والشخصيات المؤثرة من الأمريكيين من أصول إفريقية وارتكبوا جرائم ارهابية لا حصر لها.
أما اليوم، فتقوم منظمة الكلو كلوكس كلان بإستهداف المهاجرين الغير شرعيين ومثليي الجنس بالإضافة إلى الأمريكيين من أصول إفريقية. وقد شكل هذا التنظيم نواة لجميع المنظمات الارهابية التي تنُادي بسيادة البيض ليس في الولايات المتحدة فقط بل في جميع أنحاء العالم.