لعل من أكثر تناقضات الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو عمل زوجته ميلاني ترامب بشكل غير قانوني بعد دخولها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فبحسب تقرير لمجلة الأسوشيتد برس، فإن ميلاني ترامب خرقت قوانين الهجرة بعدما عملت كعارضة أزياء لمدة سبعة أسابيع وتقاضت 20 ألف دولار أمريكي قبل حصولها على تأشيرة عمل. هذه القضية شكلت إحراجاً كبيراً لترامب الذي اعتمد في حملته الإنتخابية على تشديد الخناق على المهاجرين الغير شرعيين وترحيلهم خارج البلاد.
هذه قضية من بين العديد من القضايا المخزية التي ستبقى تلاحق دونالد ترامب كعلاقته بعصابات المافيا واتهامات الإغتصاب الموجهة إليه بالإضافة إلى تصريحاته العنصرية. لنتعرف على اكثر 10 فضائح مخزية من الممكن ان تُطيح بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
جامعة ترامب
في عام 2005، أعلن ترامب عن إفتتاح جامعة تحمل اسمه تقوم بتدريس أسراره في سوق العقارات. تم استدراج التلاميذ عبر تقديم محاضرات مجانية حول كيفية تحقيق ثراء سريع وكانت تبلغ أقساط الجامعة 35،000 دولار أمريكي. وقد وعدت أحد الإعلانات بأن ترامب سيقوم شخصياً بإختيار المدرسين وبأن التلاميذ سيطلعون على أسرار ترامب في مجال العقارات. ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، فلم يكن لترامب علاقة بالبرنامج الدراسي ولا بالمدرسين على الإطلاق، وقد اشتكى العديد من التلاميذ بأن جامعة ترامب كانت عبارة عن عملية احتيال كبيرة. اضطر ترامب لتغيير اسمها إلى “مبادرة ترامب لرجال الأعمال” بعدما اتضح بأن الجامعة كانت تخالف قوانين نيويورك بسبب عدم حصولها على ترخيص تعليمي.
تم إغلاق الجامعة رسمياً في عام 2010، لكن الدعاوى استمرت حتى تم تسوية القضية في الـ 18 من نوفمبر 2016 بعدما وافق ترامب على تعويض التلاميذ بمبلغ 25 مليون دولار بحسب ما ادلى به مدعى عام نيويورك اريك شنايدرمان. وقد استطاع دونالد ترامب الإحتيال على التلاميذ وسحب أكثر من 40 مليون دولار منهم. قام ترامب أيضاً بإتهام القاضي في المحكمة بالإنحياز إلى التلاميذ بسبب عرقه، مما دفع العديد من أعضاء الحزب الجمهوري إلى اتهام ترامب بالعنصرية.
علاقة ترامب الوطيدة بالمافيا
خلال السنوات السابقة، تم إثبات وجود صلة بين ترامب وعصابات المافيا في مدينة نيويورك وأتلانتيك سيتي. فخلال الثمانينيات من القرن الماضي، كانت عصابات الجريمة المنظمة في نيويورك تتحكم بتجارة الإسمنت ولم تكن تسمح لأحد بدخول تلك السوق إلا من خلالها. وقد وُجهت العديد من الإتهامات إلى دونالد ترامب بالتعامل مع تلك العصابات حتى يستطيع إتمام مشاريعه العقارية في هذه المدينة، وكان كوهين، محامي ترامب، يقوم بالدفاع عن زعيم عصابة إيطالية يُدعى طوني ساليرنو. وفي أتلانتيك سيتي، قام ترامب بدفع ضعف سعر السوق لأحد أفراد العصابات مقابل الحصول على قطعة الأرض التي بنى عليها مبنى ترامب بلازا. كما قامت شركة تابعة لترامب بتقديم تسعة سيارات فخمة كهدية لـ روبرت ليبوتي، أحد أفراد المافيا.
وعلى الرغم من تغريم شركة ترامب 200 ألف دولار بسبب تقديم السيارات الفخمة كهدية، إلا أنه لم يتم إدانة ترامب شخصياً في المحاكم بتهمة صلاته بعصابات المافيا.
إتهامات متعددة بالتحرش الجنسي
مؤخراً تم تسريب تسجيل مصور لـ دونالد ترامب في عام 2005 وهو يتفاخر بتحرشاته الجنسية ويتلفظ بكلمات بذيئة حول النساء. ولكن هذا ليس بشئ مقارنةً مع لائحة طويلة من الإتهامات التي وُجهت إليه بقضايا جنسية. جيل هارث علي سبيل المثال اتهمت ترامب بالتحرش بها خلال التسعينيات من القرن الماضي. إيفانا، زوجة ترامب السابقة، صرّحت خلال جلسات الطلاق بالمحكمة، بأن ترامب اغتصبها عدة مرات ولكنها تراجعت عن اتهاماتها بعد تعرضها لضغوط منه. تيمبل تاغارت، ملكة جمال ولاية يوتا السابقة، اتهمت ترامب بالتحرش بها. كذلك تقدمت العديد من متسابقات ملكات الجمال بأن ترامب كان يدخل عليهن وهن شبه عاريات في غرف تبديل الملابس.
بالمقابل، نفى ترامب جميع التهم الموجهة إليه على الرغم من وجود تسجيلات له وهو يتفاخر بهذه التحرشات وهدد بمقاضاة وسائل الإعلام التي تقوم بنشر تلك الأخبار المغرضة عنه.
إعلان الإفلاس… أربع مرات
لقد قام دونالد ترامب بإعلان إفلاسه أربع مرات خلال حياته المهني:
– ففي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، روج دونالد ترامب خلال حملة دعائية بأنه سيقوم ببناء كازينو تاج محل في مدينة أتلانتيك سيتي من ماله الخاص ولكنه فعل عكس ذلك تماماً. قام ترامب بالحصول على قروض ضخمة لبناء كازينو “تاج محل ترامب” وبعد الإنتهاء من بنائه لم يستطع تسديد الفوائد المترتبة عليه فأعلن إفلاسه في عام 1991. اضطر ترامب بعد ذلك لبيع يخته الخاص وشركة طيران ونصف أسهمه من الكازينو.
– في العام التالي، خسر كازينو “ترامب بلازا” – وهو أحد الكازينوهات المملوكة لترامب – أكثر من 550 مليون دولار أمريكي. تعلم ترامب من خسارته السباقة، وعزل ممتلكاته الخاصة عن الكازينو ولكن بعد إنتهاء هذه العاصفة، أصبح ترامب مديناً بأكثر من 900 مليون دولار إلى البنوك الأمريكية.
– استطاع ترامب العودة من جديد خلال العشر سنوات التالية ولكن بحلول عام 2004، كانت فنادق ترامب ومنتجاعته وكازينوهاته مدينة بأكثر من 1.8 مليار دولار. أعلن ترامب إفلاسه من جديد وقام بتأسيس شركة “منتجعات ترامب الترفيهية” على أنقاض شركاته المتعثرة. ولكن على الرغم من تمسكه بمنصب المدير العام في هذه المنتجعات إلا أنه فقد حصته المسيطرة في الشركة.
– في عام 2009، أعلنت شركة “منتجعات ترامب الترفيهية” عن إفلاسها إبان الأزمة الإقتصادية العالمية واستقال ترامب من مجلس إدارتها. وفي عام 2014، قام ترامب برفع دعوة على الشركة لإزالة إسمه منها.
كانت المحصلة أن ترامب تعرض لكثير من الإنتقادات بسبب تلاعبه بالقانون وإعلان إفلاسه حتى يتهرب من سداد ديونه.
رفض دفع مستحقات المقاولين والعمال
قامت مجلة “يو أس إيه توداي” بإجراء تحقيق مفصل حول تهرب ترامب من دفع مستحقات المقاولين الذين يعملون على مشاريعه. وكانت تلك المبالغ تقدر بمئات الآلاف من الدولارات مما اضطر هؤلاء المقاولين إلى إعلان إفلاسهم بعد نفاذ السيولة لديهم. كان ترامب يتعذر دائماً بأن المقاولين لم يقوموا بعملهم كما يجب، ولكن العدد الهائل من الدعاوى المرفوعة ضده جعلت من الصعب تصديق أعذاره. وقد تطور الأمر حتى قام المحامون الذين استخدمهم ترامب للدفاع عنه، بتوجيه اتهامات له بعدم دفع أجورهم أيضاً.
شراء كتبه الخاصة
في عام 2016، لاحظت مجلة الدايلي بيست من خلال تحقيقات لجنة الإنتخابات الإتحادية بأن حملة ترامب أنفقت 55 ألف دولار لشراء كتابه الخاص “أمريكا المقعدة: كيف نجعل أمريكا عظيمة مجدداً” من المكتبات. هذا يعني أن ترامب استخدم أموال المانحين المخصصة للإنتخابات لشراء كتابه الخاص، وبالتالي تحويل الأموال إليه. وقد صرح بول ريان الخبير في مجال الحملات الإنتخابية، أن هذا التصرف يخرق قوانين لجنة الإنتخابات الإتحادية ومن الممكن أن يتم توجيه تهم لترامب في هذا المجال.
مؤسسة دونالد ترامب الخيرية
على الرغم من إطلاق دونالد ترامب لوعود كثيرة بالتبرع للأعمال الخيرية إلا أن مؤسسته أثبتت بُخلها على مر السنين. وعندما كانت مؤسسة ترامب تقوم بالتبرع، كانت الأموال تأتي من أشخاص آخرين وليس من دونالد ترامب. استطاع ترامب تحويل مؤسسته الخيرية إلى مؤسسة تجمع الأموال من المتبرعين ثم تقوم بإيصالها للجهات المعنية على أنها قادمة من ترامب نفسه، بل في بعض الأحيان كان ترامب يستولي على هذه الأموال بطرق خسيسة. فعلى سبيل المثال، أظهرت التحقيقات بأن ترامب استخدم 258 ألف دولار من أموال المتبرعين لتغطية تكاليف الدفاع عن نفسه في قضايا عديدة. كما قام ترامب أيضاً بتحويل مليوني دولار من دخله إلى مؤسسته الخيرية حتى يتجنب دفع الضرائب على هذه المبالغ، ثم أعلنت المؤسسة عن قيامها بتبرعات عديدة ولكنها كانت وهمية. في المحصلة، لم تكن مؤسسة ترامب الخيرية تحمل أية ترخيص يمكنها من جمع التبرعات في نيويورك وهي تواجه اليوم دعاوى قضائية في هذا الشأن.
عارضات الأزياء الغير قانونيات
صرحت العديد من عارضات الأزياء اللاتي كن يعملن في وكالة ترامب للأزياء بأنهن عملن في هذه الوكالة على الرغم من عدم حصولهن على تأشيرة عمل. هذه الروايات سببت حرجاً كبيراً لـ دونالد ترامب الذي أسس حملته الإنتخابية على مبدأ تشديد قوانين الهجرة وترحيل المهاجرين الغير شرعيين إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
العمال البولنديين الغير شرعيين
خلال بناء برج ترامب الشهير في نيويورك، استخدم ترامب 200 عامل بولندي من المهاجرين الغير شرعيين لهدم متجر بونويت تيلير في موقع البناء. حاول ترامب مراراً التهرب من دفع أجور العمال التي كانت متدنية أصلاً ولم تتجاوز الـ 5 دولارات في الساعة. وعندما اشتكى العمال حول عدم استلام مستحقاتهم وعملهم في ظروف سيئة قام ترامب بتهديدهم بالترحيل من البلاد.
وعلى الرغم من نفي ترامب علمه بتوظيف عمال غير شرعيين، إلا أنه أُدين في عام 1991 من قِبل قاض فديرالي بالتهرب من دفع أجور ومستحقات عمال البناء. واستمرت المحاكمات في هذه القضية حتى عام 1999 عندما تم تسوية القضية بين الطرفين في اتفاق سري.
وفي فبراير من عام 2016، قام ماركو روبيو بإثارة القضية مجدداً متهماً ترامب بالنفاق في موقفه المناهض للهجرة الغير الشرعية.
ترويع المستأجرين
في عام 1981 قام ترامب بالإستيلاء على مبنى سكني في جنوب سنترال بارك في مدينة نيويورك متذرعاً بأنه على وشك الإنهيار وأنه سيقوم ببناء برج سكني بشقق فخمة مكانه. وكانت مشكلة ترامب تكمن في أن المستأجرين لم يكونوا على إستعداد للتخلي عن شققهم في هذا المبنى. استخدم ترامب جميع الحيل الخسيسة التي لا يمكن أن تخطر على بال بشر لطرد هؤلاء المستأجرين. حاول هدم بعض الجدران متذرعاً بإجراء أعمال صيانة في المبنى، وقام بقطع الماء والكهرباء عن المستأجرين مراراً وتكراراً. وعندما لم تُفلح هذه الحيل، قام ترامب بنشر إعلان في وسائل الإعلام عن عزمه إيواء الفقراء والمشردين في الشقق الخالية. وقد اعترف لاحقاً بأن هذه الحيلة كانت لحث المستأجرين على التخلي عن شققهم خصوصاً أنه رفع دعوى قضائية يُطالب فيها المستأجرين الذين اشتكوا للسلطات بتعوض قدره 150 مليون دولار. استسلم ترامب في نهاية المطاف ولا يزال المبنى قائماً حتى يومنا هذا في جنوب سنترال بارك.