ثورات كثيرة حدثت على مر التاريخ غيّرت وجه العالم انتفضت فيها الشعوب رافضة شعور الظلم وتفشي الفساد، فأطاحت بأنظمة مستبدة وغيرت أوضاعًا طالما انتهكت حقوق الإنسان وسلبت الشعوب إنسانيتها ومواردها .
ومن الثورات ما نجح في تحقيق أهدافه بطريقة سلمية، ومنها ما وصف بالثورات الدموية، ولعل أهم ما يميز جميع هذه الثورات أنّ لكل منها نموذجًا يظل مختلفًا عن غيره فلا يوجد نمط ثابت للثورة إلا أن العامل المشترك هو منطق الثورات، الذي يؤكد أن الشعوب أقـوى مـن حكامها وأبقى.
وفي هذا الإطار، نعرض لكم قائمة بأشهر وأهم 10 ثورات تأثيرًا في العالم، واللافت أن هذه القائمة خلت من جميع ثورات الربيع العربي، ولعل السبب هو أن هذه الثورات لم تقم بتغيير جذري في شتى الأمور وفشلت في تحقيق أهدافها كما هو الحال في مصر وليبيا واليمن.
الثورة المجيدة من اكبر 10 ثورات على مر التاريخ
عرفت كذلك باسم ثورة 1688، وقام بها البرلمانيون الإنجليز بالتحالف مع ويليام الثالث، الحاكم الأعلى لجمهورية هولندا، وأدت إلى عزل الملك جيمس الثاني، الذي هرب بطريقة مخزية إلى فرنسا.
وانتهت إلى «إعلان الحقوق»، الذي أصدره البرلمان الإنجليزي عام 1689، واستعرض المظالم التي ارتكبها الملك جيمس الثاني في حق الشعب، واشترط على الملك الجديد عدم القيام بأي عمل يؤدي إلى الانتقاص من هذه الحقوق.
وكان لهذه الثورة أثر كبير في الحياة في بريطانيا، حيث إنها قضت نظريا وعمليا على فكرة الحق الإلهي للملوك، كما أصبح البرلمان هو صاحب الكلمة العليا في شؤون الحكم، كما كان لها أثر كبير خارج إنجلترا، وتطلعت الشعوب في أوروبا إلى تحقيق نظام الحكم البرلماني كما شاهدوه في النموذج الإنجليزي.
ثورة تركيا الفتاة
تكونت حركة تركيا الفتاة من مجموعات إصلاحية مختلفة وضمت مختلف المثقفين والمعارضين، وكثير منهم كانوا يعيشون في المنفى أو كضباط في الجيش، وقادت الحركة ثورة ضد نظام حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، الذي عطل العمل بدستور 1876 وحل البرلمان، وبعد وصول أعضاء الحركة إلى السلطة وضعوا نظاما إصلاحيا داخليا وأنهوا حكم السلاطين ووضعوا اللبنة الأولى للدولة العلمانية.
ونجحت الحركة في القيام بانقلاب عسكري في سالونيك واتسعت الثورة حتى أعاد السلطان العمل بالدستور ودعا البرلمان للانعقاد وبدأ عهدًا جديدًا من أجل نظام دستوري حر على الطراز الغربي وإعادة إدماج المسيحيين من مواطني الإمبراطورية في المجتمع، لكن بعدها بقليل تم عزل السلطان عبد الحميد الثاني وتولى أخوه السلطان محمد الخامس ومنذ ذلك الوقت أصبح السلاطين يولون دون أن يحكموا. اقرأ أيضا:اخطر 10 فنون قتالية في العالم
الثورة الهاييتية
الثورة الهاييتية أو ثورة العبيد الهايتيين هي ثورة العبيد في المستعمرة الفرنسية في سان دومينجو، والتي وقعت ما بين عامي 1791 و1804، وهي الثورة الوحيدة في التاريخ التي أدت نتيجتها إلى تأسيس دولة.
وترجع جذور الثورة الهاييتية إلى عام 1697م، عندما تم الاعتراف بسيادة فرنسا على الجزيرة، وطور الفرنسيون هذه المستعمرة الجديدة التي أطلقوا عليها اسم سان دومينجو، وجعلوا منها أغنى مستعمرة في البحر الكاريبي، وجلبوا إليها أعداداً كبيرة من الأفارقة، للعمل في مزارع البن والتوابل، وبحلول عام 1788، كان عدد الأفارقة يفوق النصف مليون نسمة، أي ما يعادل 8 أضعاف المستعمرين الفرنسيين أنفسهم.
الثورة الصناعية
هي حركة عالمية بدأت في أوائل القرن التاسع عشر وشاركت في التحول من طرق الإنتاج اليدوية إلى الماكينات ، وأصل الثورة الصناعية يرجع إلى بريطانيا العظمى التي تميزت باستخدام الطاقة البخارية وتطوير المعدات الثقيلة ونتيجة لتلك الثورة تزايد الاهتمام بالابتكار والاختراعات وتطوير الألآت ، الأمر الذي سهل على الإنسان العديد من مصاعب الحياة وتحسين مستوى المعيشة الخاصة به.
الثورة الكوبية
حدثت في كوبا من 1953 إلى 1959 وكانت نتيجة الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها الشعب على يد باتيستا حيث انتشار البطالة وارتفاع معدلات التضخم ، وكان أهم قواد تلك الثورة فيدل كاسترو وأخيه راؤول وتشي جيفارا واستطاعوا السيطرة على البلاد ، وأقام فيدل كاسترو حكومة اشتراكية على الفور وأمم حينها الصناعات الرئيسية ، وتعتبر تلك الثورة بداية توتر العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة.
الثورة الإيرانية
وتعرف أيضا بالثورة الإسلامية وقام بها العديد من الإيرانيين ومعظمهم من الطلاب ضد جماعة بهلوي المدعومة من الولايات المتحدة وانتهت بالإطاحة بمحمد رضا بهلوي وإقامة دولة إسلامية بقيادة آية الله الخميني وكانت أهداف الثورة المطالبة بإلغاء الرأسمالية وأفكار أخرى مما أدى إلى خلاف دبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة ، أصبحت الثورة الإيرانية مصدر إلهام للحركات الأخرى في جميع أنحاء العالم بما في ذلك حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
الثورة الفرنسية
اندلعت في الرابع عشر من يوليو عام 1789 وامتدت حتى 1799، وكانت فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فرنسا، انهار خلالها النظام الملكي المطلق الذي كان قد حكم فرنسا لعدة قرون في غضون ثلاث سنوات.
بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789، وشهد عامها الأول القسم في شهر يونيو، والهجوم على سجن الباستيل في يوليو، وصدور إعلان حقوق الإنسان والمواطنة في أغسطس، والمسيرة الكبرى نحو البلاط الملكي في فرساي خلال شهر أكتوبر، مع اتهام النظام الملكي اليميني بمحاولة إحباط إصلاحات رئيسيّة، وإعلان إلغاء الملكية ثم إعلان الجمهورية الفرنسية الأولى (أي النظام الجمهوري) في سبتمبر 1792، وأعدم الملك لويس السادس عشر في العام التالي.
من ثورات التاريخ الثورة الأمريكية
وتشير إلى قيام 13 مستعمرة في أمريكا الشمالية بالاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، بعدما رفضوا في البدء أن تحكمهم سلطة برلمان بريطانيا العظمى من الخارج دون تمثيل، ثم طردوا جميع المسئولين الملكيين، وشكلوا دولة جديدة أخذت في النمو والاتساع، حتى أصبحت بعد الحرب العالمية الثانية القوة العظمى في العالم.
بحلول عام 1774، كانت كل مستعمرة شكلت كونجرس إقليميًّا لتكوين ولايات تتمتع بحكم ذاتي، وردَّت بريطانيا بإرسال قوات قتالية لإعادة فرض الحكم المباشر، ما دفع المستعمرات إلى الانضمام سويًّا للدفاع عن حكمهم الذاتي، وإدارة الصراع المسلح ضد البريطانيين. وفي عام 1776 قطعوا علاقتهم بالإمبراطورية البريطانية، عندما أصدر الكونجرس إعلان الاستقلال، ورفض النظام الملكي نيابة عن الأمة الجديدة. انتهت الحرب بانتصار أمريكي فعال في أكتوبر 1781، تلاه تخلي بريطانيا رسميا عن أي مطالبات للولايات المتحدة، في اجتماع باريس عام 1783.
الثورة البلشفية
كانت الثورة البلشفية، أو ثورة أكتوبر، هي المرحلة الثانية من الثورة الروسية التي قادها البلاشفة عام 1917 تحت إمرة فلاديمير لينين؛ لإقامة دولة شيوعية وإسقاط الحكومة المؤقتة، وتمثل البداية لأول حكومة شيوعية في روسيا، تشكل بعدها الاتحاد السوفيتي وظل موجودًا حتى تفككه في عام 1991م.
ففي 25 أكتوبر عام 1917 (بالتقويم الرومي أو اليولياني)- الذي يوافق 7 نوفمبر 1917 بالتقويم الميلادي- تمكنت قوات البلاشفة من الاستيلاء على المرافق الحكومية الرئيسية، بعد مقاومة غير فعالة من قبل ألكسندر كيرينسكي، رئيس وزراء الحكومة المؤقتة آنذاك. وفي ليلة 26 أكتوبر شنت هجومًا على القصر الشتوي للقيصر، الذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء، الذي سيطرت عليه دون مقاومة تذكر.
لم يُعترف بالثورة عالميًّا خارج بتروغراد، وأعقبها مزيد من الصراعات، توجت بالحرب الأهلية الروسية (1917-1922)، وصولاً إلى إنشاء الاتحاد السوفييتي في عام 1922.
الثورة الصينية من ثورات التاريخ
هي عبارة عن سلسلة من الاضطرابات السياسية الكبرى في الصين بين عامي 1911 و 1949، بدأت بعصيان أوهان في 10 أكتوبر 1911، وأنهت الملكية في الصين مع خلع الإمبراطور بوئي في 12 فبراير 1912.
وخلال الحرب العالمية الثانية، حشدت الجماعات السياسية الصينية الموارد العسكرية لمواجهة الغزاة اليابانيين، لكن الصراع تجدد في عام 1946 ليتحول إلى حرب أهلية مفتوحة.
وشكلت قوات ماو أساس الجيش الأحمر الذي جدد الحرب الأهلية ضد القوميين، وخرج منتصرًا بعد هزيمتهم في هواي هاي ونانجينغ في عام 1949. وفي عام 1949، هُزِم الكومينتانغ في نانجينغ، وأُجبِر على الفرار إلى تايوان. وتأسس الحكم الشيوعي في جمهورية الصين الشعبية تحت قيادة ماو تسي تونغ.
المراجع/https://www.adelaide.edu.au/course-outlines/107212/1/sem-2/2018/