الشوربة هي أهم أسلحة ردع البرد في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب اهتمت المطابخ المختلفة حول العالم بابتكار أطباق عديدة ولذيذة من الشوربة ، لجلب الدفء في أيام الشتاء القارص.
الشوربة أو الحساء واحدة من أقدم الأطعمة وأكثرها انتشارًا في العالم، وتختلف أنواع الشوربة من دولة الى أخرى حسب نكهتها ولكنها تعد من المشروبات الأساسية على مائدة الطعام حول العالم، وقالت جانيت كلاركسون، مؤلفة كتاب “الحساء: تاريخ عالمي”، إن الحساء هو أحد أقدم الأطعمة وأكثرها انتشارًا ويتمتع بجذور قديمة جدًا، ما يجعله مختلفًا من ثقافة إلى أخرى.
وأوضحت جانيت كلاركسون، أن سكان العالم الأوائل كانوا يطبخون الحساء مع كل شيء يُعدونه على موائد الطعام وظلت هذه العادة شائعة حتى العصور الحالية (لهذا اليوم)، فلا يتم وضع أصناف الطعام بدون شوربة أو حساء ويختلف نوعه حسب البلد وعاداته وتقاليده ولهذا دعونا نستفيد من خبرات العالم ونتعرف على أطباق الحساء التقليدية لمقاومة البرد في 10 دول حول العالم لنتعرف عليهم :
شوربة الفريك في الجزائر وليبيا وتونس
هذا النوع من الحساء يُضاف فيه القمح الأخضر، والذي يُعرف باسم “الفريكة”، إلى الحساء الذي يعد محبوباً بشكل خاص خلال شهر رمضان، وبالتالي، تمتص الحبوب الطرية مرق الطماطم، والتوابل العطرية، كما تمتزج النكهة مع الحمص، والدجاج المطهي، أو لحم البقر، أو لحم الضأن الخ .
حساء “توم يم جونج” في تايلاند
وتُعد المكونات العطرية لهذا الحساء متعددة، وهي تشمل الخولنجان، وعشب الليمون، وأوراق الليمون، وفي الوقت الذي تتعدد فيه أنواع حساء “توم يم”، إلا أن هذا النوع الغني بالقريدس يعد المفضل لدى العديد من الأشخاص.
ويوجد أيضا حساء يايلا كورباسي في تركيا، وهذا النوع يُضاف فيه الأرز المسلوق أو الشعير إلى حساء الزبادي الكريمي، الذي يُعتقد أنه يقي من نزلات البرد خلال الشتاء، حيث تقدم بعض المستشفيات التركية حساء الزبادي للمرضى الذين يتعافون.
شوربة البصل الفرنسية
تتمتع هذه الوصفة بشهرة عالمية وغالبا ما تجدها في المطاعم الراقية، وتتكون من البصل الذي يتم طهوه على النار حتى يكتسب لونا ذهبيا ثم يضاف له الطحين والماء والتوابل ويترك الخليط على النار حتى تمام النضج ويمكن أن يضاف لهم جبنة غرويير الفرنسية.
شوربة الهوت آند ساور الصيني
موطن هذا الحساء في منطقة سيتشوان الصينية، وبعد ذلك انتشر ليصبح من الأطعمة المفضلة في الكثير من الثقافات الآسيوية، وهو حساء حار يتكون من التوابل مثل الزنجبيل والفلفل الأبيض والحار ومعجون الفلفل الحار.
الشوربة “بانجا” في نيجيريا
يجهز هذا النوع من الشوربة من خلال إضفاء ثمار زيت النخيل نكهة على هذا الحساء من دلتا النيجر، والذي يتميز أيضًا بسمك السلور الطازج، ولحم البقر، والمأكولات البحرية المجففة، ومن الشائع جدًا أن تُباع بهارات هذا الحساء في المتاجر، والتي تشمل جوزة الطيب الأفريقية، وبذور الخروع، والأوريما، والجانسا، وأوراق البليتيت
الشوربة جازباتشو الإسباني
يشتهر سكان الساحل الجنوبي لإسبانيا بإعداد الشوربة الجازباتشو، والذي يعتبر عنصر رئيسي في المطبخ الإسباني، وتعتبر الطماطم الباردة هي المكون الرئيسي للشوربة ويضاف لها الخيار والفلفل والبصل الأحمر والفلفل الحار والثوم وعصير الليمون والخل البلسمي وصلصة رسيستيرشاير مع الكمون والملح والفلفل الأسود.
الشوربة “موهينجا” في ميانمار
ويتم تناول الحساء على الإفطار في معظم أنحاء ميانمار، حيث يقوم الأشخاص على الأرصفة ومحلات الشاي ببيع أوعية من الموهينجا، التي تُغلى بالأعشاب، ومسحوق الأرز المحمص، ويعتبر حساء الموهينجا محبوبًا للغاية إلى درجة أنه انتقل من كونه طبق إفطار إلى وجبة خفيفة في أي وقت، وتتميز كل منطقة بلمستها الخاصة من هذا الحساء الكلاسيكي.
شوربة العدس الشوربة المصرية
هذا النوع من الحساء المفضل لدى المصريين في أيام البرد الشديد، كما أنها وجبة كاملة مغذية فهي تتكون من العدس والبصل والطماطم والجزر والثوم، ويطهى كل ذلك معاً في الماء حتى ينضج ثم يخلط بواسطة المضرب الكهربائي، ويقدم ساخناً، وإلى جانب القيمة الغذائية لحساء العدس فهو يساعد أيضا على حرق الدهون في الجسم، وتقدم مع البصل وقطع الخبز المحمص.
الحريرة في المغرب والجزائر
هي من أطباق الحساء التقليدية في بلاد المغرب العربي، لكن أصولها من الأندلس وتعتبر وجبة متكاملة العناصر الغذائية فتحتوي على بقوليات مثل العدس والحمص وبروتين في مرقة اللحم المستخدمة في إعدادها، وكذلك الخضروات مثل البندورة والبقدونس والبصل، والكربوهيدرات في الدقيق، بالإضافة إلى توابل متنوعة مثل الكركم والزنجبيل والفلفل الأسود، فهي من أشهر أنواع الحساء التي تقدم لمقاومة البرد، وكذلك في المناسبات الاحتفالية مثل شهر رمضان المعظم. اقرأ أيضا:10 وصفات اكلات سريعة وسهلة التحضير في رمضان
حساء “فو بو” في فيتنام
هذا النوع من الحساء يتم طهي مرق العظم لساعات مع القرفة، والينسون النجمي، والتوابل الأخرى التي تساعد في خلق قاعدة عطرية لحساء أرز المعكرونة، وكتبت أندريا نجوين، مؤلفة كتاب “The Pho Cookbook، أن حساء “فو” يعد من بين صادرات الطهي الأكثر شهرة في فيتنام، لكنه يعتبر بمثابة طعام جديد نسبيًا .
وبينما تقدم المطاعم حساء “فو” بمجموعة واسعة من النكهات، فإن اللحم البقر يعد المكون الأصلي، وأوضحت نجوين أنه بحلول عام 1930، كان الحساء يُقدم مع شرائح من اللحم البقري النيء المطبوخة في مرق العظام، واليوم، لا يزال حساء “فو” من لحم البقر هو أكثر الأنواع المحبوبة في فيتنام.