احساس الكلاب عالي جدا في بعض الأِشياء التي يمر بها الانسان، فجميعنا يعلم بأن الكلاب تتميز بحاسة شم وسمع قوية جداً، ولهذا السبب بدأ البشر باستخدام “أفضل صديق للإنسان” لتأدية مهام محددة منذ مئات السنين. ومن بين هذه المهام المساعدة في الصيد ورعي الماشية بالإضافة إلى ملاحقة المجرمين والبحث عن المخدرات والمتفجرات التي يصعب على الإنسان إكتشافها.
ولا تقتصر قدرات الكلاب على حاسة الشم والسمع فحسب بل بإمكانها إستشعار ما يدور في جسم الإنسان من الناحية الفيزيائية والعاطفية أيضاً.
إليكم إذا اغرب 10 أشياء يمكن للكلاب أن تشعر بها ثم تقوم بتوفير هذه المعلومات القيمة للبشر حتى يتم الإستفادة منها:
البكتيريا القاتلة للنحل
يعتبر النحل من أكثر الحشرات التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، فهي تقدم لنا العسل وتقوم بتلقيح النباتات والمحاصيل الزراعية التي نقتات عليها. ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت أعداد النحل في التناقص بشكل مخيف في شتى أرجاء العالم جراء انتشار بكتيريا تؤدي إلى مرض رصع النحل. وتقوم هذه البكتيريا بالإنتقال من خلية إلى أخرى بشكل سريع وتؤدي إلى موت يرقات النحل. ولحسن الحظ بإمكان المضادات الحيوية القضاء على هذه البكتيريا ولكن بشرط إكتشافها في وقت مبكر وقبل موت اليرقات الصغيرة.
لهذا السبب قامت الحكومات في العديد من الدول بتوظيف مفتشين لمعاينة خلايا النحل وتحديد ما إذا كانت مصابة بهذه البكتيريا أم لا. ولكن هذا مهمة شاقة ولا يستطيع الإنسان من معاينة أكثر من 50 خلية نحل في اليوم الواحد. وهنا جاءت الكلاب إلى نجدة البشر والنحل معاً. في عام 1970، قامت ولاية ماريلاند الأمريكية بإستخدام الكلاب المدربة على إكتشاف المخدرات لمعاينة خلايا النحل وتحديد ما إذا كانت البكتيريا القاتلة متفشية في هذه الخلايا أم لا. ويستطيع كلب واحد بعد خضوعه للتدريب الصحيح أن يعاين أكثر من 100 خلية في أقل من ساعة فقط !
النمل الأبيض و الكلاب
تستخدم شركات مكافحة الحشرات الكلاب للعثور على النمل الأبيض وبق الفراش والحشرات الضارة الأخرى. وعلى الرغم من قدرة الإنسان على ملاحظة آثار النمل الأبيض إلا أنه لا يستطيع تحديد مكان دخوله وأماكن تواجد بيضه، ولكن الكلاب المدربة تستطيع ذلك بسهولة كبيرة. أما بالنسبة لبق الفراش فهو صغير جداً ولا يمكن رؤيته بالعين المجردة، ولكن الكلاب قادرة على معرفة ما إذا كانت هذه الحشرات الصغيرة موجودة بالفعل أم لا.
الزلازل
إعتقد البشر منذ القِدم بأن الكلاب قادرة على الإحساس بالزلازل والهزات الأرضية قبل وقوعها. فقد تم العثور على أدلة بأن الكلاب كانت تنبح بشراسة قبل أن ضرب زلزال مدينة هيليس اليونانية في عام 373 قبل الميلاد. أما في الصين واليابان، فتستخدم الكلاب أيضاً كجزء مهم من أنظمة الإنذار المبكر للزلازل.
و في حادثة أخرى في مكان آخر، كشف الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي بقوة 7 درجات على مقياس ريختر في العام 2010 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص، عن القدرة العجيبة لدى الكلاب في توقُع الزلازل. فقد سجلت إحدى كاميرات المُراقبة المُثبتة في أحد المنازل حالة الذُعر والهلع التي إنتابت الكلب الذي يحظى برعاية مالك المنزل قبل وقوع الزلزال بفترة وجيزة.
ولكن العلماء شككوا في قدرة الكلاب على معرفة توقيت وقوع الزلازل وبأنها لا تمتلك أية أعضاء حسية خارقة قادرة على الإستشعار بوقوعها. في المقابل، يعتقد ستانلي كورين – مؤلف عدة كتب حول ذكاء الكلاب – بأن الكلاب لا تستخدم أية قدرات خارقة في توقع حدوث الزلازل، إنما تستطيع سماع تذبذب الصخور تحت سطح الأرض مباشرة قبل حدوث الزلزال وبالتالي يمكنها التنبأ بوقوعه قبل دقائق معدودة.
تقلبات الطقس
بإمكان الكلاب أيضا أن تشعر بتكون العواصف الرعدية قبل حدوثها. فغالباً ما تبدأ الكلاب بالنباح قبل نصف ساعة من سماع صوت الرعد كما يمكنها أيضاً الإحساس بالأعاصير القوية قبل تشكلها.
ويكمن التفسير العلمي لقدرة الكلاب على توقع تقلبات الطقس في أن الكلاب يمكنها الإحساس بالتغييرات الطفيفة في الضغط الجوي والكهرباء الساكنة في الهواء. كما يمكن للكلاب أيضاً أن تشتم رائحة الأوزون المصاحب للكهرباء الناتجة عن الصواعق حتى قبل حدوثها.
أزمات مرض السكري
وجد علماء بريطانيون أن الكلاب يمكن أن تنقذ حياة الإنسان، وذلك من خلال عملها كنظام للإنذار المبكر من انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، وذلك بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
وأثبت العلماء في جامعة بريستول أن الكلاب المدربة على التعامل مع انخفاض مستويات السكر في دماء أصحابها، يمكن أن تساهم بانقاذهم في حال تعرضوا لنوبة قاتلة من انخفاض سكر الدم.
وتستطيع الكلاب الأليفة استخدام حاسة الشم القوية لديها للكشف عن التغيرات في التركيب الكيمياوي في دم مالكيها أو في عرقهم، ويمكن تدريبها على دق ناقوس الخطر من خلال النباح أو حتى إحضار عدة اختبارات الدم لمالكيها، وذلك للتحقق من نسبة السكر في دمائهم.
وقالت الطبيبة نيكولا روني من كلية العلوم البيطرية في جامعة بريستول، إن النتائج مهمة لأنها تظهر أن الكلاب المدربة على التنبيه على نسبة السكر في الدم قد تمكنت من إدخال تحسينات كبيرة على أوضاع مرضى السكري الصحية.
وفي سنة 2004، بدأت مؤسسة “كلاب لأجل السكري” بتدريب الكلاب على التعرف على التغيرات المفاجئة والخطرة في مستوى السكر عند المرضى. وأصبح بإمكان هذا الكلاب إنقاذ حياة الأطفال المرضى وكبار السن عبر إخطارهم بهبوط مستوى السكر في دمهم وقبل تعرضهم لأزمات قاتلة.
احساس الكلاب بمرض السرطان
بإمكان الكلاب أيضاً الكشف عن الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان الرئة وسرطان الثدي عن طريق شم الهواء المنبعث من رئتي المريض خلال تنفسه. كما تستطيع الكلاب أيضاً أن تحدد ما إذا كانت التقرحات الجلدية حميدة أم سرطانية بعد خضوعها لتدريب مكثف في هذا المجال.
وفي سنة 2014، صرح علماء تابعون للجمعية الأمريكية لأمراض المسالك البولية بأن الكلاب قادرة على الكشف عن سرطان البروستات عند شمها لبول المريض بدقة تبلغ 98%. وأظهرت دراسة أخرى بأن الكلاب تستطيع أيضاً أن تكشف عن الإصابة بسرطان المبيض عند النساء إذا ما قامت بشم الإفرازات المهبلية للمرأة.
احساس الكلاب بنوبات الصرع
يعتمد الكثير من مرضى الصرع على الكلاب للتنبأ بالنوبات المفاجأة قبل حدوثها وخصوصاً عند الأطفال. ويقوم مختصون بتدريب الكلاب على إخطار أهل المريض قبل حدوث نوبة الصرع وحمايته حتى تزول عنه. كما يمكنها من تحريك المريض إلى وضعية تسمح له بالتنفس أثناء تعرضه لنوبة الصرع.
وتستطيع الكلاب المدربة بشكل جيد من التنبؤ بنوبة الصرع حتى قبل 20 دقيقة من حدوثها. ولم يستطع العلماء حتى الآن من معرفة كيفية قدرة الكلاب على ذلك، ولكن بعض النظريات ترجح قدرتها على الإحساس بتغير درجة حرارة المريض قبل تعرضه لنوبة الصرع.
الخوف واحساس الكلاب
“لا تدع الكلب يشعر بأنك خائف”. كثيراً ما كانت تتكررت هذه العبارة أمام الأطفال واعتمدت بشكل أساسي على أن الكلاب بإمكانها استغلال خوف الإنسان والإنقضاض عليه بمجرد شعورها بخوف الإنسان.
إذا السؤال البديهي هو: هل تستطيع الكلاب أن تشعر بخوف البشر ؟ الجواب هو نعم بالتأكيد. ولكن ليس عن طريق قراءة ما يدور في ذهن الإنسان، إنما تقوم بقراءة وشم التغيرات التي تصاحب الشعور بالخوف ككثرة التعرق وإزدياد مستوى الأدرينالين في الدم ووجود الفيرمونات المنبعثة من جسدنا في الهواء عند ازدياد سرعة خفقان القلب. بإمكان الكلاب شم جميع هذه التغيرات وتحديد ما إذا كان الشخص المقابل خائفاً أم لا.
التعاسة
إذا كنت تشعر بالحزن، سيأتي كلبك ويضع رأسه في حجرك ويقوم بمواساتك عن طريق لعق قدمك بطريقة أليفة. في سنة 2014 قام بعض العلماء في المجر بإجراء دراسة حول قدرة الكلاب على تحديد ومعرفة مشاعر البشر وأحاسيسهم واكتشفوا بأن ذلك يتم عبر تحليل نبرة أصوات البشر المصاحبة لهذه الأحاسيس. اقرأ أيضا:10 معلومات عن القطط الصغيرة
مخاض الولادة واحساس الكلاب
بدون أدنى شك تستطيع الكلاب معرفة توقيت مخاض الولادة قبل حدوثه وذلك عن طريق شم وتحديد التغيرات الهرمونية التي تسبق عملية المخاض في جسم المرأة الحامل. فإذا كانت الكلاب قادرة على معرفة إنخفاض مستوى السكر في دم البشر وتشخيص مرضى السرطان، فلا يجب أن نستغرب إذا ما أحست بمخاض الولادة قبل حدوثه.