لقاح كورونا بات هو حديث الساعة في كل دول العالم، حيث يأمل مسؤولو الصحة العامة أن يحصل على الأقل 70% من سكان الكرة الأرضية على أحد اللقاحات التي يتم طرحها حتى تتحقق المناعة الجماعية ويتم وقف الانتشار الوبائي لكوفيد 19.
وحول عمل اللقاح ومدى فاعليته ومستوى الأمان، تدور العديد من الأسئلة والاستفسارات .. وفيما يلي نعرض لكم في هذا التقرير اهم الاستفسارات حول لقاح كورونا “فايزر”.
هل يمكننا التوقف عن ارتداء الأقنعة الآن؟
الجواب لا، يجب الاستمرار في اتباع إرشادات الوقاية، ويقول معظم الخبراء إنه حتى عندما يكون اللقاح متاحا على نطاق واسع، فإن التدابير الإضافية مثل الأقنعة ستظل ضرورية حتى ينحسر تهديد فيروس كورونا على الصحة العامة للمجتمع.
كم تدوم الحماية؟
ليس واضحا إن كانت فعالية اللقاح ستستمر، ووفقا للكاتبة لووري غاريت في فورين بوليسي، فإن “ما تظهره دراسة فايزر هذه حتى الآن: بالنسبة لـ 90% من المتطوعين الذين حصلوا على اللقاح (على عكس الدواء الوهمي) لم تحدث عدوى سارس كوف- 2 (الاسم العلمي لفيروس كورونا) لدراسة مدتها 7 أيام.
إذا تبين أن هذه الحماية تدوم لمدة عام كامل، على سبيل المثال، فقد يُعتبر لقاح فايزر قد نجح نجاحا مذهلا. لكن لا أحد سينتظر سنة لمعرفة ذلك.
هل اللقاح يوفر حماية للأطفال؟
ليس لدينا جواب للحظة، كانت التجربة التي أجرتها فايزر وبيونتك في البداية مفتوحة للذين يبلغون من العمر 18 عاما أو أكثر، ولكن في سبتمبر/أيلول بدؤوا في ضم مراهقين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما.
لقاح كورونا ليس حل سحري
لن يأتي اللقاح في الوقت المناسب لإنقاذ العالم خلال الأشهر العديدة القادمة، حيث سيودي فيروس كورونا بحياة العديد من الأشخاص ما لم يتخذ الجمهور إجراءات أكثر صرامة للصحة العامة، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتدابير النظافة الشخصية. اقرأ أيضا:عشر معلومات يجب معرفتها عن فايروس كورونا للحفاظ على حياتك
لقاح كورونا يحتاج ظروف تخزين خاصة
لقاح فايزر يعتمد تركيبه على مرسال الحمض النووي الريبي (mRNA) -المخطط الجيني لإنتاج البروتين – مما يحفز الخلايا البشرية على تصنيع ملايين النسخ من البروتين سبايك الذي يبرز من سطح فيروسات سارس كوف-2.
لكن هذا اللقاح غير مستقر للغاية، وللمحافظة على فعاليته يجب تخزينه حتى وقت الحقن بدرجة حرارة لا تقل عن -103 درجة فهرنهايت (-75 سلسيوس) وهو أقل بكثير من أي شيء يمكن لوحدة التجميد القياسية التعامل معه.
عدد قليل من الإدارات الصحية أو المستشفيات أو مكاتب الأطباء لديها حاليا مخزونات من الثلج الجاف أو أجهزة التجميد الفائقة التي يمكنها الحفاظ على درجات حرارة منخفضة باستمرار. ولا يوجد بها أكوام من الوحدات المحمولة التي يمكنها القيام بهذه المهمة. ويمكن للثلج الجاف بالمبردات القيام بهذه المهمة، لكن العالم يواجه نقصا في ثاني أكسيد الكربون النقي، والذي يتحول إلى جليد جاف عند التجميد.
ما تفاصيل التجربة؟
في يوليو/تموز بدأت شركتا فايزر وبيونتك تجربة سريرية على لقاح لفيروس كورونا، حيث حصل نصف المشاركين على اللقاح، بينما تناول النصف الآخر دواء وهميا من الماء المالح (placebo of salt water) ثم انتظرت الشركتان حتى يمرض الناس لتحديد ما إذا كان اللقاح يوفر أي حماية، وذلك وفق تقرير في نيويورك تايمز كتبه كارل زيمر وكاتي توماس.
وقال الكاتبان إنه حتى الآن، أصيب 94 مشاركا من بين ما يقرب من 44 ألف شخص بمرض كوفيد-19. نظر مجلس خبراء مستقل في عدد الذين حصلوا على اللقاح والذين حصلوا على الدواء الوهمي. يشير هذا التحليل المبكر إلى أن اللقاح فعال بنسبة تزيد عن 90%.
ما كميات الإنتاج؟
يقول دانييل فلوريه نائب رئيس اللجنة الفنية للقاحات بالهيئة العليا للصحة في فرنسا “لقاحات الحمض النووي الريبي تتميز بإمكانية إنتاجها بسهولة وبكميات كبيرة جدا”.
وحسب التوقعات، تنوي الشركتان المنتجتان توزيع ما يناهز 50 مليون جرعة من اللقاح على مستوى العالم بحلول نهاية عام 2020. وتعمل فايزر حاليا على إنتاج جرعات كافية لما يقارب 25 مليون شخص، مع العلم أن الشخص الواحد يحتاج جرعتين. أما العام القادم، فإن الشركة الأميركية تقول إن بإمكانها إنتاج حوالي 1.3 مليار جرعة.
هل نحن متيقنون من فعالية لقاح كورونا؟
في حين تقدم النتائج الأولية بعض الأدلة المقنعة على أن اللقاح فعال، فإنها لا تخبرنا على وجه اليقين بمدى فعاليته. التجارب السريرية ببساطة غير معدة للقيام بذلك. يمكنهم فقط السماح للعلماء بإجراء تقدير بناء على الإحصائيات، وهو ما يُعرف بالفعالية. لا يمكن تحديد فعالية اللقاح بحزم إلا بعد أن يحصل عليه ملايين الأشخاص. لكن الخبراء يقولون إن البيانات الأولية تشير إلى أن الفعالية يجب أن تكون عالية جدا.
هل اللقاح يحمي كبار السن!
لا تخبرنا النتائج الجديدة ما إذا كان كبار السن سيحصلون على حماية قوية من اللقاح. تشمل التجارب السريرية لفايزر وبيونتك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، لذا ستوفر هذه المعلومات المهمة في النهاية.
أشارت الدراسات السريرية المبكرة إلى أن كبار السن ينتجون استجابة مناعية أضعف للقاحات فيروس كورونا. ولكن مع وجود مثل هذا الدليل الأولي القوي، فمن المحتمل أن يظلوا يتمتعون بحماية قوية من اللقاح.
كيف يعمل لقاح كورونا ؟؟
فكرة هذا اللقاح تقوم على حقن الجسم بمادة وراثية تُعرف باسم “الرنا المرسال” أو “مرسال الحمض النووي الريبي” (messenger RNA) وهو جزيء يخبر خلايانا بما يجب أن نصنعه، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية.
يتم إدخال مرسال الحمض النووي الريبوزي الذي يتحكم في هذه الآلية لتصنيع مستضد معين لفيروس كورونا: “شوكة” (سبايك) spike فيروس كورونا، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. سيتم بعد ذلك اكتشاف هذه الشوكة من قبل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لفترة زمنية معينة.